العواصم - (وكالات الأنباء): انتقل العالم إلى عام 2022 مع احتفالات كانت بغالبيتها مختصرة على وقع ارتفاع كبير في الإصابات بفيروس كورونا (كوفيد-19) فيما وقع 12 قتيلا في الهند في تدافع خلال صلاة رأس السنة التقليدية. إذ قلصت السلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا الاحتفالات بالعام الجديد في معظم أنحاء العالم, حيث ألغت باريس الاحتفال عند قوس النصر وقصرت لندن الاحتفالات على التلفزيون وقلصت مدينة نيويورك احتفالها الشهير بإنزال الكرة البلورية في تايمز سكوير. وقال رئيس بلدية لندن صادق خان لشبكة سكاي نيوز «أشجع الجميع على الاستمتاع بحلول العام الجديد بطريقة معقولة وحذرة وأفضل طريقة لذلك هي مشاهدة عرض لندن عبر شاشات التلفزيون». وقبل عام ومع إتاحة اللقاحات زادت الآمال بأن وباء كوفيد-19 ربما سيكون تحت السيطرة مع حلول عام 2022. وبدلا من ذلك تسبب الظهور المفاجئ للمتحور الجديد أوميكرون في قفزات سريعة في عدد الإصابات بالفيروس في أنحاء العالم. لكن الوفيات لم ترتفع بالوتيرة نفسها لتنتعش الآمال بأن يكون المتحور الجديد أقل حدة. وفي الساعات الأخيرة من عام 2021 تجاوز العالم عتبة المليون إصابة يومية بكوفيد-19 بعد انتشار المتحورة أوميكرون الشديدة الدعوى بحسب تعداد لوكالة فرانس برس. وتوفي بحسب الأرقام الرسمية أكثر من 5,4 ملايين شخص منذ ظهور الفيروس للمرة الأول في الصين في ديسمبر 2019. وباتت بريطانيا والولايات المتحدة وحتى أستراليا التي كانت بمنأى لفترة طويلة عن الجائحة، تسجل مستويات قياسية في الإصابات الجديدة. وأعلنت فرنسا بدورها الخميس الماضي أن أوميكرون باتت مهيمنة على أراضيها. إلا ان الرئيس إيمانويل ماكرون أعرب عن «تفاؤله, متمنيا أن يكون 2022 «سنة الخروج من الوباء». وفي نيويورك، بدأ المحتفلون بالتجمّع اعتباراً من عصر الجمعة في ساحة تايمز سكوير الشهيرة في وسط مانهاتن لحضور احتفالات المدينة بحلول العام الجديد بسماتها المميزة وهي العدّ التنازلي وسقوط كرة الكريستال ونثر قصاصات الورق على الميدان. من سيول إلى مكسيكيو وسان فرانسيسكو، ألغيت للسنة الثانية على التوالي الكثير من الاحتفالات أو أقيمت على نطاق أضيق بكثير من المعتاد. وفي باريس حيث ألغي عرض الألعاب النارية التقليدية بمناسبة رأس السنة، تدفّق آلاف السيّاح والمتفرّجين على الشانزليزيه، لكنّ أعداد هؤلاء هي أقلّ بكثير مما اعتادت عليه في مطلع كل عام هذه الجادة الشهيرة. وانتشر وسط هؤلاء المارة شرطيون لفرض إلزامية وضع الكمامة. وقال كوين، السائح الهولندي البالغ من العمر 22 عاماً والذي جاء إلى باريس مع خطيبته عشية عيد الميلاد إنّ «كلّ شيء مغلق في هولندا وبالتالي فنحن أفضل حالاً هنا». أما في قلب مدريد، فتدفّق نحو 7000 شخص إلى ميدان «لا بويرتا ديل سول» للمشاركة في التجمّع التقليدي لابتلاع 12 حبة من العنب على وقع دقات الساعة الـ12 التي تزفّ حلول العام الجديد. وأبقت سيدني، التي تفتخر عادة بأنها «عاصمة رأس السنة العالمية»، عرضها للمفرقعات التي أضاءت مرفأها الشهير ستة أطنان من الألعاب النارية، لكنّ الحضور كان خجولاً هذا العام إذ اقتصر على بضع عشرات الآلاف في حين كان في العادة يناهز المليون شخص. وفي الإمارات، أبقت دبي على الاحتفالات على الرّغم من زيادة الإصابات بكورونا في الإمارة، وقد نظّم في أرجاء المدينة 36 عرضاً للألعاب النارية في 29 موقعاً. ومنذ ساعات المساء الأولى احتشد المحتفلون لمشاهدة برج خليفة، أطول برج في العالم، وهو يضاء بالألعاب النارية. وفي إكسبو 2020، المعرض العالمي الذي افتتح متأخراً عاماً بسبب كوفيد، بدأت الاحتفالات في فترة ما بعد الظهر وكان من المقرّر أن تستمر حتى يوم رأس السنة الجديدة. وحذّرت السلطات من أنّها لن تتوانى عن فرض غرامة مالية على كل شخص لا يضع كمامة واقية. ويأمل الخبراء أن يشكل عام 2022 مرحلة جديدة من الوباء تشهد تراجعا للوفيات.
مشاركة :