«حدة البصر».. سينوغرافية بصرية تعكس هشاشة الإنسان

  • 12/25/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتشكّل النص البصري في أعمال الفنان المغربي عبد اللطيف مهدي، من علامات وأيقونات تحِيل على الموت كشرط وجودي لا يتوقف ولا ينتهي، ففي معرضه المقام بمدينة الدار البيضاء، تحت عنوان «DISTOPIE» أو «حدة البصر» تأخذنا لوحات هذا الفنان المتنوعة الأحجام بموضوعها المتفرد، أي الموت. وأشار الفنان عبد اللطيف مهدي، الذي تأثر بالاتجاه التعبيري في الفن، والذي ظهر في ألمانيا خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، «أن الموت مهم للحياة، فلو كان الشخص ضامناً للخلود وأنه لن يموت، فلن يشتغل ولن يرسم ولن يقوم بأي شيء». وقد أنجز الفنان عبد اللطيف مهدي أعماله مع بداية ظهور جائحة كورونا التي قلبت موازين العالم. وتتمظهر موضوعة الموت في أعمال هذا الفنان من خلال الألوان التي تصادفها في أغلب اللوحات، والتي تراوح بين اللونين الأسود والبني وكل الألوان الترابية بما توحي به. وشخوص وجثث الفنان عبد اللطيف مهدي، تُعبر عن عالم غامض وفاقد لتوازنه، إنها أجساد مفككة بوجوه فاقدة الملامح يعلوها ضباب أسود كثيف كأنها هاربة من غابة أحرقتها نيران التقاتل والحرب.. الأجساد تقيم في أمكنة غامضة وأبطالها يتقاذفهم الجنون والقلق والتيه، من خلال سينوغرافية بصرية تعكس فظائع الوجود وهشاشة الإنسان. إن الوجوه والجثث، في أعمال الفنان مهدي عبد اللطيف، ليست بوجوه ولا هي أجسام، بل هي تحولات وهواجس، وهذا هو المستقبل المشترك بين كل الأحياء، نحيا لكي نولد ومن ثم لكي نموت، بتعبير الناقد الجمالي هشام بن الشريف، خلال حفل الافتتاح، مضيفاً، إن العمل الفني لهذا الفنان يتمحور حول موضوع الموت، هذا صحيح، ولكنه يبقى خارج أي تصنيف وبعيداً عن كل الصور النمطية التي نربطها عموماً بهذا الموضوع. فعندما يرسم عبد اللطيف مهدي أو ينحت أو يجسد الموت، فهو يفعل ذلك بأفضل حلة، أي على هذه التلال الفاصلة بين الحياة والموت وبين الوجود والعدم. إنها محطة تتقلب بقدر ما هي ثابتة حيث يحدث المشهد النهائي. إن أعمال هذا الفنان تحيلنا على عوالم الكوابيس، وتمنح المشاهد تجربة عاطفية تحرك المياه الراكدة في نفسه وتجعله في لقاء مع تلك الشخوص المثقلة بالقلق وأسئلة الحياة التي لا تنتهي.

مشاركة :