إذا رغب زائر معرض «إكسبو دبي 2020» بلقاء العلماء والمفكرين، الذين أثروا الحضارة الإسلامية بعلومهم وأبحاثهم ونظرياتهم في مختلف العلوم الشرعية والفلكية والطبية والفلسفة والرياضيات وغيرها، فعليه زيارة جناح «أوزبكستان» التي ارتبطت مدنها بالتاريخ الإسلامي منذ بدايته وشهدت نهضة علمية واسعة على يد العديد من علمائها الذين قدّموا العلم والمعرفة للإنسانية جمعاء، حيث يمكن هناك التعرف على أهم 6 علماء ومفكرين هم البيروني والكاشْغَري والخوارزمي وابن سينا وأولوغ بيك والإمام البخاري. وبمجرد دخول الزائر جناح جمهورية «أوزبكستان»، والتدقيق بشعاره «التنقل في إكسبو دبي»، سيكتشف جواهر الماضي التي أسهمت في نجاح الجمهورية المعاصرة ورسم مستقبلها المشرق، بما يتماشى مع هدف وشعار المعرض العالمي المتمثل في «تواصل العقول وصنع المستقبل»، حيث يلتقي الزائر في أولى جولات رحلته بعلماء ومفكرين أوزبكستانيين، سعى المنظمون من وراء التركيز عليهم إلى إعادة إحياء ذكراهم تخليداً لما قدموه للتاريخ الإسلامي من علوم وكتب وأبحاث في شتى المواضيع، الأمر الذي يمكّن الزائر عبر رحلة معلوماتية شيقة تقدمها شاشات ذكية ولا تتجاوز مدتها لأكثر من 15 دقيقة، من إنعاش مخزون معلوماته بالعديد من التفاصيل التي غابت عن إدراكه بمرور الزمن. البيروني وتبدأ رحلة إحياء المعلومات بالعديد من التفاصيل التي عايشها العالم الأوزبكستاني البيروني طوال حياته، منذ ولادته عام 973 وحتى وفاته عام 1048، وقد لقّبَ بـ «مؤسس العلوم الهندية وأبو الدين المقارن، وأبو علم تقسيم الأرض الحديث، وأول عالم أنثروبولوجيا»، واشتهر كأحد أوائل من طبقوا الأساليب التجريبية على دراسة الميكانيكا، حيث جرب استخدام الموازين لقياس وزن وكثافة الأجسام، وحدد بدقة خطوط الطول والعرض، وحسب المسافة بين المدن الكبرى، واقترح دوران الأرض حول محورها، قبل غاليليو بمئات السنين، وكتب أطروحة تاريخ الهند، وحصل على لقب «الأستاذ» بفضل موضوعيّته العلمية وتقديراً لوصفه للهند في أوائل القرن الحادي عشر. الكاشْغَري وضمن المعلومات التي يسترجعها ويحييها الزائر في عقله وإدراكه، تلك المتعلقة بالعالم والمفكر الكاشْغَري «1005 - 1102»، حيث أعتُبر أحد أبرز الشخصيات الثقافية في أوائل العصور الوسطى في آسيا الوسطى، واشتهر في مجال علم اللغة وترك وراءه إرثاً خالداً وبصمة مميزة لا تمحى على مر التاريخ، وألف «ديوان لغات الأتراك»، ورسم أول خريطة معروفة للمناطق التي تسكنها الشعوب التركية، وأعلنت منظمة اليونيسكو عام 2008 عام محمود الكاشغري، كما تم بناء مقام خاص به في كاشغر أوائل القرن الثاني عشر، وكان محاطاً بالخضرة والأشجار ويتألف من بوابة أعلاها برج، وحجرة المدفن، وعدد من دور العبادة والإنشاد ومكان للإقامة. الخوارزمي ويواصل الزائر إنعاش معلوماته حول العالم والمفكر الخوارزمي «780 - 850»، الذي كان يلقب بـ «أبي الجبر»، وكان عالماَ في الرياضيات والفلك والجغرافي وباحثاً في بيت الحكمة، وأعماله الرياضية «حساب الجبر والمقابلة»، وطور مفهوم الخوارزميات في الرياضيات قبل 1200 عام تقريباً، وادخل الأرقام العربية إلى الغرب، وضمن أعماله الفلكية حساب مواقع الأجرام السماوية ونظرية جيب الزاوية، ومعادلة خط المماس، وعلم الفلك الكروي، والجداول والحسابات الفلكية لتحديد أوقات الكسوف، وأشرف على 70 عملاً جغرافياً لرسم خريطة العالم، كما كان معروفاً في ذلك الوقت، وأجرى التحسينات والتعديلات المهمة لنظرية الساعات الشمسية وغيرها الكثير. ابن سينا في حين تمثلت المعلومات حول العالم ابن سينا «980 - 1037»، بكونه أحد أكثر العلماء والفلاسفة تأثيراً في العالم الإسلامي خلال العصور الوسطى، وألف كتاب «الشفاء»، وكتاب «القانون في الطب»، وابتكر نظام الطب الشمولي، وكان من رواد علم نبض القلب وتطبيقاته في تشخيص أمراض القلب، وأول من وصف حساسية الجيوب السباتية، وأول من ادعى أنّ كوكب الزهرة أقرب إلى الشمس منه إلى الأرض، واخترع أداة لمراقبة إحداثيات النجوم وغيرها الكثير من الأعمال. أولوغ بيك وينهل الزائر معلومات عديدة ربما غابت عن إدراكه مع مرور الزمن حول العالم أولوغ بيك «1394 - 1449»، الذي لقّبَ بـ «سلطان النجوم»، واشتهر بعلم الفلك والرياضيات، مثل الحساب وعلم المثلثات والهندسة الكروية، ووضع فهرساً شاملاً للنجوم احتوى على 1018 كوكباً، وقام بحساب الحركة السنوية للكواكب الخمسة الساطعة، ونجح في عام 1437، بقياس السنة الشمسية، بدءاً من الاعتدال الربيعي، ووجد أنها تعادل 365 يوماً و5 ساعات و49 دقيقة و10 ثوان، أكثر دقة مما قدره الفلكي كوبرنيكوس لاحقاً وغيرها الكثير من الأعمال. البخاري في حين تمثلت أهم المعلومات التي يسترجعها الزائر حول الإمام البخاري «810 - 870»، باتسامه بالذكاء والذاكرة القوية، ما مكنه من حفظ القرآن الكريم في سن السادسة، وقراءة وحفظ أحاديث سمعها من رواة مختلفين، حيث نشأ من سن العاشرة، وقضى ست سنوات في مكة والمدينة في دراسة الحديث، وحفظ ثلاثمائة ألف حديث في حياته، كما اشتهر بجمع صحيح البخاري، الذي استغرق إكماله 16 عاما، ويحتوي على أكثر من 7500 حديث صحيح تم تدقيقها واختيارها من بين مجموعة تضم ما يقرب من 600 ألف رواية. أنماط الفسيفساء ومع انتهاء الزائر من جولته مع العلماء الأوزبكستانيين في الجناح الذي استوحى واجهته من أنماط الفسيفساء التقليدية، وترمز هياكله الـ 3 إلى 3 مدن تاريخية على طريق الحرير، وهي: سمرقند وبخارى وخوارزم، لتعكس هذه التحفة المعمارية ثقافة وتقاليد والرؤية المستقبلية لجمهورية أوزبكستان، ينتقل في جولة أخرى مثيرة مع معروضات الجناح التي تلقي الضوء على الاستراتيجية الاقتصادية للبلاد وإمكانات الاستثمار من خلال الصناعات الرائدة للتصدير والكيماويات والسيارات والمنسوجات وتكنولوجيا المعلومات والسياحة، ثم ينتقل بعد ذلك إلى ركن خاص في الجناح خصص لعرض لوحات فنية زيتية تعرض في مجملها جماليات اللغة العربية وحروفها المبهرة. ويختم الزائر جولة رحلته بالاطلاع على تجربة الضيافة الأوزبكية والثقافة، والاستمتاع بتجربة طهي أوزبكية أصيلة في المطعم المصمم بشكل تقليدي والموجود داخل أركانه، وشراء هدايا تذكارية توثق رحلته الشيقة من متجر الهدايا. رستم ديوراخون رستم ديوراخون رستم ديوراخون: الجناح يعزز العلاقات المتنامية مع الإمارات قالت رستم ديوراخون، موظفة في الجناح: «إن جمهورية أوزبكستان، تتسم بمقومات اقتصادية وسياحية وثقافية كبيرة، وقد حرصنا على منح الزوار معلومات معمقة حول كافة المقومات التي تتمتع بها الجمهورية، عازية سبب المشاركة في «إكسبو 2020 دبي»، لكونه يعزز العلاقات المتنامية بين الإمارات وأوزبكستان، ويرسخ التعاون الاقتصادي بينهما وينسجم مع رؤية الجمهورية في تقديم نفسها كدولة انفتحت على العالم في السنوات الأخيرة وهي في طليعة التطور والتقدم العالميين. وأشارت إلى أنّ الزائر وخلال جولته في الجناح سيتعرف كذلك على أربعة محاور أساسية، أولها ماضي أوزبكستان وتأثير طريق الحرير في العلم من خلال اطلاعه على ثقافتنا الغنية وتاريخنا واكتشافاتنا العلمية التي رسمت طريقنا نحو المستقبل، وثانيها اكتشاف أوزبكستان الحديثة عبر العروض الديناميكية للقطاعات الرائدة والتطورات التقنية، وثالثها التعرف على مستقبل أوزبكستان من خلال التعرف على أحدث تقنياتنا ومشروعاتنا المستقبلية، ورابعها الاستمتاع بتجربة تواصل العقول والأشخاص من خلال التواصل المباشر والتآزر والوحدة. وأكدت على أن الزائر سيخرج أيضاً بمعلومات إضافية معمقة حول جغرافية أوزبكستان التي تغطي مساحة 448.978 كيلومتراً مربعاً من اليابسة، وهي الدولة الوحيدة غير الساحلية في العالم المحاطة ببلدان غير ساحلية، وأهم مدنها القديمة سمرقند التي أُسسَت في القرن السابع قبل الميلاد، تماماً مثل روما، واشتهرت بزراعة واحد من أفضل أنواع البطيخ في العالم، بالإضافة إلى امتلاكها رابع أكبر احتياطي للذهب في العالم.
مشاركة :