مفكرون وأدباء وعلماء عرب أثروا في حضارات العالم

  • 10/22/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في كتابه “كتب عربية ألهمت العالم”، يقدم الباحث سامح كريم رؤيته لمجموعة من الكتب لكوكبة متميزة من العلماء والمفكرين، الذين صنعوا الحضارة العربية الإسلامية، تلك التي قامت على أساسها الحضارة الأوروبية الحديثة، وغيرها من الحضارات من خلال كتبهم، حتى أمكن القول بأنها انتشرت في أوروبا وغيرها. يقول الباحث في مقدمته للكتاب “على هذا الأساس أريد القول إن أصحاب هذه الكتب التي صنعت الحضارة العربية الإسلامية في العصور الوسطى، والتي غزت عقول العلماء والمفكرين الأجانب، قد أعطوا وبذلوا الكثير، وكان كل واحد منهم محورا من محاور هذه الحضارة العربية الإسلامية المتماسكة النبيلة، وعقلا وعلما مبدعا، ومبتكرا أثر في عقول غيره من العلماء والمفكرين”. ويكشف الباحث أن كتب علماء ومفكري رجال الحضارة العربية الإسلامية في العصور الوسطى، كانت من الضخامة والشموخ إلى درجة أن البعض تصورها من قبيل الأساطير، وما هي بأساطير. وإن بدت من فرط دقتها وجديتها أساطير، فإنها في واقع الأمر كانت حقائق جرت بها أقلام أصحابها، لكن ربما تكون الحقائق أغرب من الخيال في بعض الأحيان. ويعتبر المؤلف أن هذه الحقائق التي تضمنتها كتب الحضارة العربية الإسلامية، والتي وقف أمامها علماء ومفكرو العالم في العصور الوسطى مدهوشين، كانت من الشمول والسمو والتألق لأن أصحابها كتبوا صفحاتها بجهد واضح، وإخلاص ملموس، وأمانة منقطعة النظير ليثروا الحياة في العصور الوسطى بكل جديد ومفيد، ويسايروا الناس -وقتئذ- بتطور أفكارهم المطرد، وليجعلوا أيامهم وشهورهم وسنواتهم أحداثا جليلة لها تاريخ. ينقسم الكتاب إلى ستة فصول، وكل فصل يتفرع إلى عدد من الموضوعات التي تشكل في مجموعها المادة الواجبة لما يعنيه هذا الفصل أو غيره من أفكار ونظريات، تم اختيارها لتجسد بدورها التأثير الذي أحدثته الحضارة العربية الإسلامية في العصور الوسطى، التي انعكست بدورها على أوروبا لتصنع من بعدُ حضارتها الحديثة التي نعيشها الآن. تضمن الفصل الأول أقساما في الأدب والنقد، فنلمح القصص والروايات إلى جانب الشعر والدراسات الخاصة به، كما نلمح في النقد جانبين يتضمنان النقد الأدبي، والآخر النقد الفكري، ويتناول الفصل الثاني الفنون بمعناها الواسع الفضفاض، كالفنون الموسيقية والأخرى الغنائية، وفنون العمارة إلى جانب فنون التشييد والبناء، ومن فنون الكتابة للمسرح إلى فنون النقش على الأقمشة، إلى فنون زخرفة الحوائط والأسقف. واشتمل الفصل الثالث على العلوم الإنسانية من فلسفة وعلم نفس، جغرافيا وتاريخ، اقتصاد وسياسة، اجتماع وعمران، بينما يتضمن الفصل الرابع العلوم الطبيعية، الطب والصيدلة، الكيمياء والفيزياء، الفلك والطبيعيات، الحرف والصناعات، الزراعات التقليدية والأخرى الطبية الخاصة بعلاج بعض الأمراض، هذا إلى جانب بعض أنواع الجراحة والدورة الدموية. وتخصص الفصل الخامس بالحديث عن التصوف الإسلامي، وكيفية تأثيره في التصوف الأوروبي. فيما يدور الفصل السادس والأخير حول السير الذاتية لأبناء الحضارة العربية الإسلامية العظام، عبر بعض النماذج التي يتقدمها الكندي، والفارابي، وابن سينا، والغزالي، وابن رشد، وابن خلدون، وغيرهم من أولئك الذين صنعوا هذه الحضارة في العصور الوسطى، وكانت وسيلتهم في ذلك الكتاب كوثيقة إنسانية، أعلنت عن وجودها داخل المكتبات، ومراكز البحث والمساجد والكنائس والجامعات والمعاهد، والبيوت والمتاحف، وغيرها من الأماكن التي اهتمت بالحفاظ على هذه الكتب العربية كوثيقة تعبر عن دور العرب في تكوين الفكر الأجنبي، وهو دور واسع المدى عميق الأثر . الجدير بالذكر أن كتاب “كتب عربية ألهمت العالم” لمؤلفه سامح كريم صدر مؤخرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

مشاركة :