تشكل الحياة الجامعية العالم المرجعي الذي تنهل منه الكاتبة منيرة الهاشمية في كتابها "وَاصطنعتُكَ"، فترصد جملة من المحطات والمواقف والذكريات التي رافقت مسيرتها الدراسية في جامعة السلطان قابوس، بما فيها العلاقة مع الطالبات والمُدرسات وانضمامها إلى تلك الفئة في ظلال القرآن للحصول على الإجازة. ويتميز الكتاب بنفحات روحانيّة وإيمانيّة ودعويّة تحضر فيها التعاليم الإسلامية والأخلاقيات والعبادات والقصص القرآنية، والتجربة الذاتية، والتي يُمكن أن تشكّل بمجموعها آلية عمل للنجاح في الحياة والدعوة إلى الالتزام الأخلاقي بالشريعة الإسلامية والسُنَّة، ولهذا الغرض اختتمت كتابها بآية قرآنية "فَاسْتَمْسِك بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ...". فسرت منيرة الهاشمية كتابها بمقدمة جاء فيها: "أكتب هنا عن مسيرة جامعية تختلف عمّا شاع وذاع من مآسي الحياة الجامعية، فالجامعة تمنح فُرص التعرّف إلى الخير والشرّ على حدّ سواء، أكتب لعلّ قلباً يلج الجامعة بحثاً عن السبل التي تقوده إلى الله وتحرّره من أغلال نفسه والأهواء عِوضاً عن الرغبة في التحرر من ضوابط الأسرة والمجتمع، والطمع في انفتاحٍ لا يجلب إلّا الشقاء". وتضيف "أكتب طمعاً في أن يكون المكتوب صدقةً جارية، وعلى أمل أن ينفع الله به الدين ويصلح به العباد، وعلى أن تأتي أجيالٌ تشتاق إلى الجامعة وتتشوّق إليها لتعيش الروحانية وتجد طريقاً يُقربها إلى الله".
مشاركة :