عبدالرقيب الهدياني (عدن) أكد محافظ الضالع فضل الجعدي أن المحافظة تشهد تحسناً تدريجياً في الخدمات وتطبيع الحياة العامة وتتعافى من آثار الحرب والدمار التي خلفتها مليشيات الحوثي والمخلوع صالح. وقال في حوار مع «الاتحاد» حول المواجهات التي لا تزال مستمرة في الجزء الشمالي الشرقي: «إن مديريات الضالع ستمرغ أنوف الانقلابيين بالتراب، وأنه يجب محاكمة قادة التمرد كمجرمي حرب جراء المجازر والدمار». وأشاد بدور التحالف العربي وتضحياته، مشيراً إلى أن الإمارات وضعت لمسات رائعة في عدن، وعملت على إعادة تأهيل الكثير من البنى التحتية. داعيا هيئة الهلال الأحمر الإماراتية إلى زيارة الضالع، والاطلاع من كثب على احتياجات المحافظة. وأوضح الجعدي أن الوضع يتحسن في الضالع، وتطبيع الحياة العامة يتجه إلى التعافي التدريجي، بغض النظر عن مشاهد الدمار التي خلفتها حرب المتمردين. وقال رداً على سؤال «هناك تحديات كبيرة في المحافظة أبرزها الأمن والغذاء وترتيب وضع المقاومة ودمجها، وتسليم الأسلحة، والكهرباء، والمياه، ومستحقات الشهداء، وترحيل ما تبقى من جرحى للعلاج». وأضاف: «شبكة الكهرباء تعرضت للتدمير من قبل الانقلابيين، والآن وبجهود إدارة وموظفي كهرباء الضالع تم إعادة ربط جميع الخطوط الكهربائية التي تعرضت للعبث. وقد تعهد الأخوة في (الهلال الأحمر) الإماراتية بحل مشكلة الكهرباء وتوفير المولدات التي نحتاج إليها، وهذا جهد يشكرون عليه، ولهم بصمات لا تحصى في إعادة الحياة وبث الأمل في واقع الناس بمختلف المحافظات». وحول المواجهات في الجزء الشمالي الشرقي للمحافظة قال الجعدي: «الوضع هناك مشتعل والمعارك دائرة، والمقاومة بحاجة إلى سرعة الدعم لكي تستطيع مواجهة الانقلابيين وبحاجة إلى الإسناد الجوي وبحاجة إلى الأسلحة والذخائر، فالقوة غير متكافئة إطلاقاً ونطالب الحكومة وقوات التحالف بإعطاء أولوية لدعم جبهات دمت، مريس العود، حمك وجبن». وأضاف: «الضالع هي المحافظة الوحيدة التي تنقسم إلى نصف شمالي ونصف جنوبي، وهذا الأخير تم تحريره بالكامل من قبضة المليشيات ونحن نواجه صعوبة كبيرة مع البعض في أفهامهم أن الضالع محافظة تمتد حدودها من الازارق غرباً إلى جبن شرقاً، غير أنه رغم ذلك تمضي الأمور إلى الإمام ونعمل جاهدين لخدمة جميع أبناء المحافظة بحسب الإمكانات المتاحة، ونحن نتابع الوضع في المديريات المشتعلة الآن ونتواصل مع قيادات الجبهات هناك، ونقدم لهم الدعم الذي نستطيع عليه ونرفع تقارير يومية إلى القيادة السياسية لاطلاعهم على الوضع». وحول المعارك المستعرة في جبهة دمت، قال المحافظ: «دمت قدمت ملحمة في صمودها خلال عشرة أيام أمام آلة الدمار التي تحملها مليشيات الحوثي والمخلوع وخاضت مواجهات شرسة رغم انعدام التسليح والدعم.. وأهمية دمت للمخلوع والحوثي هي أنها أولا بوابة الضالع الشمالية وموقعها الجغرافي يربط ثلاث محافظات (الضالع والبيضاء وإب)، وكذلك ما عرف عن هذه المديرية في عدم خضوعها منذ زمن لسياسات النظام السابق الاستبدادية. ناهيك عن محاولات يائسة لتحسين موقف الانقلابيين التفاوضي، لكن أقول إن الضالع بجميع مديرياتها لن تكون لقمة سائغة، وستمرغ أنوف المتمردين بالتراب مثلما فعلت». وحول مصير المتمردين والمرحلة المقبلة، قال الجعدي: «كسياسي أرى أن المستقبل مازال غير واضح المعالم تشوبه كثيراً من التعقيدات، ومصير المخلوع وقادة التمرد يرتبط أساساً في الحسم المبكر للعمليات العسكرية وتحقيق الانتصار الذي سيمكن من تقديم هؤلاء لمحكمة جرائم الحرب جراء ما ارتكبوه من مجازر وجرائم وتدمير». وأضاف رداً على سؤال آخر: «دور التحالف لم يقتصر فقط على العمليات العسكرية ضد الانقلابيين لإعادة الشرعية، ولكن هناك أيضاً الدور الإغاثي الإنساني الذي لا يتحدث عنه أحد وعن أهميته الكبيرة في تخفيف آثار الحرب وتبعاتها في جوانب عديدة أبرزها الجانب الغذائي والدوائي وعلاج الجرحى».
مشاركة :