كنت في خطواتي الأولى في بلاط صاحبة الجلالة وكنت وقتها غادرت جريدة عكاظ للعمل في جريدة المدينة المنورة وكان ذلك في زمن رئاسة أستاذنا الكبير والمفكر السعودي الأستاذ / عبدالله الحصين رحمه الله واجتمعنا في أول مهمة صحافية بمدينة الطائف مع هذا العملاق رحمه الله حسن الظاهري وكانت المهمة عبارة عن تغطية أحداث مؤتمر الوفاق اللبناني، وعملت معه في هذا المؤتمر الكبير الذي كانت كل قنوات العالم تتابع أحداثه، وكنت انتقل معه يرحمه الله من قاعات المؤتمر بقصرالمؤتمرات إلى المركز الإعلامي بفندق انتركونتينيتال بالطائف التقينا فيها بالساسة اللبنانيون والإعلاميون اللبنانيون، وكان يشاركنا الزميل القدير الأستاذ يحيى اليامي والإعلامي المبدع عبدالله سلمان وكان يرحمه الله هو المايسترو للبعثة الإعلامية، فلا يتحدث إلا همس ولكنه محاور سياسي شرس وقاريء مطلع في الشأن السياسي لديه عمق في التجربة الصحافية السياسية كبير ،وحققت جريدة المدينة خبطات صحفية مهمة في وقتها واحتفلنا بميثاق الطائف الذي أولته الحكومة السعودية كل اهتماماتها حتى نجح نجاحاً باهراً وأوقف الحرب الطاحنة في لبنان. كان أبا ممدوح يتنقل بين المكاتب في صحيفة المدينة وملحق الأربعاء وكان دينمو العمل الصحافي في أي موقع يعمل به ثم عملت معه في حرب تحرير الكويت وتواجد الحكومة الكويتية بمحافظة الطائف وكان لي لقاء مع ولي العهد الكويتي يرحمه الله الشيخ سعد العبدالله بحضور الأخ والزميل المعلق الرياضي الأستاذ / يحيى اليامي وحقق اللقاء صدى إعلامي كبير وتناقلته وكالات الأنباء العالمية، ثم انتقل للعمل بمجلة إقرأ مع الأستاذ الكبير / يحيى باجنيد ثم تسلم رئاسة تحرير اقرأ يرحمه الله، وسار بها على خطى المناع رحمه الله الغلاف السياسي والمثير والحديث في الشأن الروسي والحرب الباردة وكان مبدعاً في كل مايقدمه، ثم انتقل للعمل يرحمه الله في مجلة إعلامية ضخمة تصدرها وزارة الحج ورافقه الإبداع والتطوير، وبعد تقاعده حمل حقائبه في رحلة استجمام ولكنها طويلة إلى القاهرة واستمر على نفس نمط حياته بين مكتبات القاهرة العريقة ومثقفيها وإعلامييها، فلم يترك جو الصحافة والإعلام حتى غادرنا رحمه الله حيث عاد من القاهرة بطائرة إخلاء طبي ودخل العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بجدة واصبحنا على خبر وفاته يرحمه الله ونعم الأخ والمعلم والأستاذ أبا ممدوح صاحب صنعه مهنية بإحتراف. رحم الله الظاهري الذي كان له فضل من بعد الله على كثير من الإعلاميين في الصحف التي عمل بها وترك أثراً طيباً محموداً. كان يجالس البسطاء وكان ملتصق بالشارع الاجتماعي أينما تواجد، كان يحدثني ذات يوم وهو بالقاهرة ويقول أجد سعادتي مع البسطاء هنا ووعدني عند زيارته إلى جدة أن نلتقي بإذن الله ولكن إرادة الله كانت قبل كل شيء فرحمك الله أيها النبيل .
مشاركة :