«الأدوية والعلاج ‪المعرفي‬ السلوكي».. طريق الشفاء من «الذهان»

  • 12/27/2021
  • 00:28
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يعد الاكتئاب أكثر المشكلات النفسية انتشارا في المجتمع السعودي، وحسب المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية، فإن الاكتئاب منتشر في المجتمع بنسبة 33 % والقلق 14 % والوسواس القهري 13 % واضطرابات النوم 10 % والخوف الاجتماعي يبلغ 6 %، وعلى ضوء ذلك أوضح استشاري الطب النفسي للبالغين والجسدي والاضطرابات الذهانية د. أحمد حسب الرسول، أن الاكتئاب يعد من أهم العوامل المؤثرة على نوعية الحياة وجودتها، ويعد الذهان من حالات الاكتئاب، ويعرف بأنه حالة غير طبيعية مرضية وليس تشخيصا، وتندرج تحته مجموعة من التشخيصات، وقد تحدث النوبات الذهانية بسبب تعاطي المواد المؤثرة نفسيا، كالمخدرات والمنشطات مثل مركبات الأمفيتامين، ومنها حبوب الكبتاجون وبعض أنواع الأدوية والعقاقير، مشيرا إلى أن نسبة الاكتئاب مرتفعة عند مرضى الذهان، وتفوق 50 %بعد النوبة الأولى.أسباب متعددة‏وأوضح أن نوبات الذهان تحدث لأسباب طبية أخرى، كأمراض الدماغ، وبعض الأمراض العصبية كالصرع، كما قد تظهر أعراض الذهان كجزء من نوبة وجدانية شديدة، كالاكتئاب الشديد ونوبات الهوس، ومن هذا الجانب يمكن اعتبار بعض حالات ثنائي القطب والاكتئاب ضمن الاضطرابات الذهانية.أعراض الذهانوأشار إلى أن أعراض الذهان تقسم إلى مجموعتين كبيرتين، ‏أولاهما الأعراض الموجبة: وهي أعراض لا توجد عند الأصحاء، وتطرأ على المريض بسبب إصابته بالمرض، ‏وثانيهما الأعراض السالبة: وهي المهارات والقدرات، التي توجد عند الأصحاء ويفقدها المريض بسبب المرض، ‏ومن أمثلتها: فقد أو ضعف مهارات التواصل البصري ولغة الجسد، وفقد أو ضعف الدافعية والرغبة، والانعزالية والابتعاد عن المجتمعات والأصدقاء، وفقر الأفكار واختزال الحوارات في كلمات وجمل قصيرة سطحية المحتوى، عدم الاكتراث بالنظافة الشخصية.الإصابة بالهلاوسوأوضح أن الأعراض الموجبة تشمل: ‏الهلاوس والتهيؤات «الضلالات»، واضطراب الأفكار، والسلوك غير المنتظم، والهلاوس هي حصول إحساسات عند غياب المصدر الخارجي، كسماع أصوات لا يسمعها سوى المريض «الهلاوس السمعية» أو مشاهدة أشياء غير موجودة «الهلاوس البصرية»، وقد تكون الهلاوس «شمية» أو هلاوس «اللمس أو التذوق»، وهناك أنواع أخرى من الهلاوس لكنها نادرة الوقوع نسبيا.طريقة الاستنباطوأضاف: أما التهيؤات وتسمى أيضا «الضلالات»، فهي من تأثير الذهان على طريقة الاستنباط والوصول إلى الحقائق، ما يؤثر على محتوى الأفكار، فتسيطر على المريض معتقدات وأفكار لا تتماشى مع خلفياته الاجتماعية أو الثقافية، ‏وفي المجمل، فإن محتوى الفكرة المرضية من تهيؤات يختلف، والجامع بينها أن واقع الشخص لا يصدقها، بل لا يتماشى معها أصلا.تسلسل الأفكاروتابع: علاوة على تأثير ‫الذهان‬ على محتوى الأفكار، فإنه يؤثر على «وعاء» الأفكار أو شكلها، فيفقد المريض التسلسل المنطقي للأفكار، وينعكس ذلك على الكلام فيصير ضعيف التركيب مبعثرا، وربما صعب على السامع فهمه، وفي الحالات الشديدة تتحول الجمل إلى كلمات مبعثرة لا يربطها رابط.العلاج الدوائيوأوضح أن العلاج الرئيسي للاضطرابات الذهانية هو الأدوية من فئة ‫مضادات الذهان‬، وهي -باستثناء دواء واحد فائق الفاعلية يسمى كلوزابين‬- متقاربة من حيث الفعالية، والاختلافات بينها تكون من حيث نوع الآثار الجانبية ونظام الجرعات وطريقة الاستخدام والتكلفة المالية للدواء، وإضافة إلى الأدوية، فإن للتدخلات العلاجية غير الدوائية‬ دورا داعما للعلاج الدوائي، ومن أهم تلك التدخلات الموصى بها: العلاج ‪المعرفي‬ السلوكي والتدخلات الأسرية والاجتماعية.إما إذا كان الذهان ثانويا لحالة طبية عامة، كبعض أمراض الجهاز العصبي المركزي وأمراض الغدد وحالات الهذيان، فعلاجه يكون بعلاج الحالة الطبية العامة المسببة، وكذلك الذهان المرتبط بحالات تعاطي المواد المؤثرة، يلزم لعلاجه الإقلاع عنها.ارتفاع نسبة الاكتئاب لدى المرضى.. وتفوق 50 % بعد النوبة الأولى

مشاركة :