طهران – الوكالات: أكدت إيران أمس تركيزها على ضمانات بعدم انسحاب الولايات المتحدة مجددا من الاتفاق بشأن برنامجها النووي والتحقق من رفع العقوبات عنها، قبيل استئناف المباحثات مع القوى الكبرى الهادفة إلى إحياء الاتفاق المبرم في 2015. انطلقت في وقت لاحق أمس الجولة الثامنة من المباحثات بين إيران والدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق بشأن برنامجها النووي (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، روسيا، والصين)، والتي تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر. وتهدف هذه المباحثات إلى إحياء الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران. وردت الأخيرة بعد نحو عام من ذلك، بالتراجع تدريجيا عن العديد من التزاماتها الرئيسية بموجب الاتفاق. وقبيل استئناف اجتماع الوفود المفاوضة في فندق «باليه كوبورج»، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان: «اليوم تبدأ جولة جديدة من المباحثات في فيينا. جدول الأعمال هو مسألة الضمانات والتحقق» من رفع العقوبات الأمريكية بحال العودة إلى الاتفاق، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية «إرنا» صباح أمس. وأضاف «الأهم بالنسبة إلينا هو الوصول إلى نقطة يمكننا من خلالها التحقق من أن النفط الإيراني سيباع بسهولة ومن دون أي حدود، وأن الأموال لقاء هذا النفط ستحوّل بالعملات الأجنبية إلى حسابات مصرفية تابعة لإيران، وأنه سيمكننا الاستفادة من كل العوائد الاقتصادية في قطاعات مختلفة». وأفادت «إرنا» بأن الوفد الإيراني برئاسة نائب وزير الخارجية علي باقري وصل إلى فيينا، حيث جرت مشاورات دبلوماسية قبل الاجتماع المشترك. وأتاح الاتفاق المعروف رسميا باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة»، رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. لكن واشنطن أعادت بعد الانسحاب فرض عقوبات طالت قطاعات عدة أبرزها النفط الذي كان يوفّر جزءا أساسيا من إيراداتها بالعملة الصعبة. وأجرى الأطراف المعنيون ست جولات من المباحثات بين أبريل ويونيو، قبل أن تعلّق لنحو خمسة أشهر بعيد الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي انتهت بفوز المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، وتستأنف اعتبارا من 29 نوفمبر. وخلال الجولة السابقة، تحدث دبلوماسيون أوروبيون عن تحقيق «تقدم على المستوى التقني»، لكنهم حذّروا من أن الوقت يضيق أمام الاتفاق. من جهتها، أكدت طهران أن الأطراف الآخرين وافقوا على إضافة ملاحظات ونقاط جديدة طرحها وفدها المفاوض، إلى النقاط التي تمت مناقشتها بين أبريل ويونيو. وأوضح أمير عبداللهيان «توصلنا إلى وثيقة مشتركة حول المسألة النووية، والعقوبات. اليوم ستبدأ المفاوضات الأولى حول هذه الوثيقة المشتركة». من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده «لدينا اليوم هاتان الوثيقتان عن رفع العقوبات والنشاط النووي، والوثيقة عن رفع العقوبات ستكون محور تركيز وفدنا من أجل مصلحة شعبنا». وخلال مؤتمر صحفي في مقر الوزارة، نصح خطيب زاده الأطراف الآخرين «بأن يأتوا إلى فيينا عاقدين العزم على التوصل إلى اتفاق جيد»، مشددا على رفض طهران «هدر الوقت والطاقة». وتابع «نأمل في أن نرى نافذة تفتح نحو فرص في هذه الجولة».
مشاركة :