لبنان يغرق في مستنقع عملاء إيران 1-2 - د. حسناء عبدالعزيز القنيعير

  • 11/15/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مما يثير العجب أن الملالي وبشار وحسن حزب اللات لا يستحون من رفع لواء الممانعة والمقاومة، مع أن خيانتهم للقضية الفلسطينية ومتاجرتهم بها، وتعاونهم مع إسرائيل لم تعد خافية على أحد.. من يتابع بعض وسائل الإعلام اللبناني المقروءة والمرئية، ويرى الهجمة الشعوبية والاستعلائية على دول الخليج العربي وعلى رأسها بلادنا، يدرك أن لبنان يغرق للعمق في مستنقع إيران وعملائها اللبنانيين! فالخطاب المتآمر على عرب دول الخليج من عملاء إيران مفعم بعبارات البذاءة وقلة الحياء وعدم الخشية من إعلان التبعية المدفوعة الثمن، وهذه حقيقة يصرح بها اللبنانيون أنفسهم. فلا شيء بلا مقابل، أما دولة الملالي فيخطئ من يظن أنها جمعية خيرية توزع أموالها على الفقراء والمحتاجين، والمؤلفة قلوبهم من العملاء، فلا شيء عندها بلا ثمن، ولهذا يتكاثر على أبوابها ذوو النفوس المريضة الذين لا يتوانى أحدهم عن أن يقلب الحقائق، بل ويبيع أقرب الناس إليه، في مقابل الحصول على الأموال، إنه منطق العرض والطلب، ولهذا لم يعد غريباً أن يكون معظم عملاء إيران من لبنان، وسبق أن صرح النائب والوزير اللبناني الحالي نهاد المشنوق لصحيفة الشرق الأوسط، بقوله: «إن بيروت منذ فترة طويلة وهي غرفة عمليات سياسية وإعلامية، للمشروع الإيراني في المنطقة»! ومن هؤلاء العملاء (غسان بن جدو) أداة من أدوات إيران وحزب اللات، وقد جُند خلال بقائه في إيران أكثر من عشر سنوات، والملالي هم من أوعزوا له ترك قناة الجزيرة، وفتح قناة مستقلة بعد معرفة المتلقي العربي لحقيقة قنوات إيران (العالم والمنار وبقية قنوات العراق) وتلاشي مصداقيتها بعد ثورة سورية. لهذا عدّ كثير من المهتمين اختيار بيروت مقراً للميادين سياقاً طبيعياً. حيث تتمتع بحماية حزب اللات، وترهيب حسن نصر الله. وقال مراقبون إن قناة الميادين الممولة من إيران، وإحدى أذرعها الإعلامية، خاضعة لحماية حزب الله، ومن الصعب اتخاذ إجراءات عقابية ضدها، وهي لا تخفي خطابها العدواني في المنطقة العربية، ويبدو ذلك واضحاً في برامجها، التي تعيد ما يتداوله الإعلام الإيراني، وكانت قد شهدت عدة حالات استقالة من قبل العاملين فيها احتجاجاً على نهجها، وإلزام طاقمها بسياسة تحريرية معينة لا تستند إلى وقائع ومعلومات صحيحة أو دقيقة. وقد عقد بن جدّو مؤتمراً صحافياً في 7 نوفمبر 2015 الجاري، على خلفية طلب عربسات منع بث قناته من لبنان، في حضور عدد من الشخصيات السياسية والإعلامية والحزبية والحقوقية، وغيرهم من المتكسبين بالأموال الطاهرة، حضروا كشهود زور، وهكذا يفعلون.. وفي سياق التضامن مع القناة الإيرانية أعلن وزير الإعلام اللبناني، في حديث تلفزيوني «أنه سينظر في مدى مخالفة القناة لالتزاماتها تجاه الدولة عندما استحصلت على التراخيص.. ولكن في قراراتنا لا نخضع لضغوط من هذا النوع (يقصد عرب سات) نحن يجب أن نراعي المصلحة الوطنية اللبنانية والمبادئ الدستورية التي على أساسها نقيّم أداء الإعلام، وفي طليعتها الحرية الإعلامية، ولا نخضع لضغوط من أجل النيل من الحرية الإعلامية ومن سيادتنا واستقلالنا في التعامل مع ملفات كهذه».. كل هذا جيد؛ لكنه لم يذكر أن وزارته أعجز من أن تمنع الميادين والمنار من الإساءة للدول العربية، وتحذرها من الاستمرار في خطاب التحريض ضد العرب قاطبة، تماهياً مع إملاءات الولي الفقيه. وليس تهديد وزير الإعلام بمانع إدارة عربسات من تنفيذ ما عزمت عليه، إذ تمتلك القدرة التقنية على حجب القناة دون المرور بالدولة اللبنانية، كما حصل سابقاً لدى إزالتها قنوات أخرى من باقتها.. ونقول للوزير رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه! وكانت عرب سات قد أشارت إلى أنها ستفسخ تعاقدها مع الدولة اللبنانية، وستنقل محطة البث الخاصة بها من لبنان إلى العاصمة الأردنية عمان، بسبب عدم استجابة الدولة اللبنانية للمطالبات العديدة للشركة، باتخاذ مواقف وإجراءات ضد التحريض الطائفي والمذهبي لقناة الميادين الخاضعة لحماية حزب الله. الأمر الذي قد يضر بالقنوات اللبنانية حيث ستصبح خاضعة للقانون الأردني. وحسب مراقبين، فإن الخطوة إن تمت ستؤدي إلى خسارة وزارة الاتصالات اللبنانية مكتسبات مالية تحققها من رسوم البث الفضائي، وتلك لن تكون الخسارة الأولى ولا الأخيرة، بسبب سيطرة حزب اللات ومصادرته قرارات الدولة.. ووجدت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الإيرانية، هذه الأنباء فرصة مناسبة لشن حملتها باسم حرية التعبير، بل زعمت وكالة «تسنيم» الإيرانية، أن «الأداء الفعال واللافت لقناة الميادين اللبنانية في تنوير الرأي العام العربي أثار حنق السعودية وغضبها، ما حدا بها إلى ممارسة ضغوط على الدولة اللبنانية لإجبارها على معاقبة القناة وإقفالها»! فأي تنوير للرأي العام ذلك الذي تدّعيه، فالقناة في الأصل ليست إلا بوقاً من أبواق إيران الكثيرة في لبنان، فلا تكاد تعبّر إلا عن وجهة النظر الإيرانية، ولا تروّج إلا لسياساتها التدميرية في المنطقة، ناهيكم عن بث كثير من أوجه التحريض الطائفي في برامجها بمزاعم لا أساس لها من الصحة، خاصة في مواطن الصراع في المنطقة مثل العراق وسورية واليمن والبحرين، عبر ضيوفها الذين تنتقيهم ممّن يدينون بالولاء المطلق للمال الشريف، هنا يجدر بنا أن نسائل الوكالة الإيرانية عن حجم الحرية الإعلامية في إيران التي تهتم بتنوير الرأي العام، فنقول: ماذا عن القيود التي تكبل بها وسائل الإعلام هنالك، والرقابة المشددة من قبل النظام الإيراني تجاه وسائل الإعلام بما فيها الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والإعلاميون الذين يُحاكمون ويسجنون وربما أعدموا بسبب رأي كتبوه في وسائلهم ضد الملالي والولي الفقيه؟.. وكان غسان بن جدو أظهر ميله الكامل - في الأزمات التي تمر بها المنطقة - إلى رؤى وتصورات محور «الممانعة»، فهو يرى بحسب حوار أجري معه في قناة المنار التابعة لحزب الله أن «نظام بشار الأسد يتعرض لمؤامرة دولية»! يقول هذا على الرغم من آلات الموت اليومية التي يُعمِلها النظام في الشعب السوري، وتنشرها جميع وسائل الإعلام في المنطقة! كما أشار أيضاً في ذات اللقاء إلى أنه «ضد توجّه دول الخليج التي تشجع على تسليح المعارضة السورية، وأن هذا التوجه يعلن حرباً على هذه المنظومة وكامل محور المانعة والمقاومة»! - بحسب وصفه - وطالب بن جدو في مؤتمره الصحفي «الرأي العام العربي» بالانتباه إلى من يهتم بقضاياه (يقصد إيران وعملاءها)، وإلى من يريد إسكات من يهتم بهذه القضايا، مشدداً على «عدم الحرج بانحياز قناة «الميادين» إلى المقاومة في لبنان وفي فلسطين! إنه مما يثير العجب أن الملالي وبشار وحسن حزب اللات لا يستحون من رفع لواء الممانعة والمقاومة، مع أن خيانتهم للقضية الفلسطينية ومتاجرتهم بها، وتعاونهم مع إسرائيل لم تعد خافية على أحد. ومثل هذه الطروحات لا يصدقها إلا السذج وتلك الفئة من العرب التي أدمنت المخدر الممانع والمقاوم فلا تصدق أحداً سوى صانعيه، وهم أولئك الممانعون الذين يظهرون على القنوات الفضائية اللبنانية والإيرانية من فصيلة أنيس النقاش وسالم زهران وشارل أيوب وناصر قنديل وفائز شكر وغسان جواد وفيصل عبدالساتر، وغيرهم كثر.. من تلك المقولات المخدرة قول مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في طهران أمير الموسوي: «إن الحقد الذي نراه الآن من بعض الأطراف - عربية وغيرها - سببه موقف إيران من القضية الفلسطينية ومن الاحتلال الإسرائيلي.. فإيران منذ اليوم الأول للثورة الإسلامية أعلنت موقفها من الكيان الصهيوني، وتم حرق العلم الصهيوني وطرد بعثته في طهران واستبدالها بالسفارة الفلسطينية..» ولم ينسَ أن يشير إلى أن الجماعات الشيعية المسلحة في سورية وغيرها جماعات مقاومة، تواجه «التكفيريين وأذناب الصهيونية» الذين ذبحوا الأبرياء وانتهكوا الحرمات، حسب قوله! وشدد على أن حلف المقاومة والممانعة الذي يقاتل في سورية ولبنان وغيرهما، هو في حالة دفاع ضد هجوم من قبل الأطراف «الصهيونية والتكفيرية» في المنطقة. وفي هذا السياق يقول الكاتب الكويتي خليل علي حيدر، في مقال له محذراً الشيعة العرب من تلاعب إيران بهم، واستخدامهم أدوات لتنفيذ مخططاتها ضد الأمة العربية: «قوى التعصّب والتعبئة المذهبية التي تتلاعب بمصير ومصالح واستقرار شيعة المنطقة الخليجية، ستجلب لنا نفس الكوارث التي نزلت بمن قبلنا في أماكن كثيرة، تحت شعارات مثل «الموت لأميركا» و»الموت لإسرائيل».. فلن يموت أحد غيرنا. أفيقوا يا عقلاء المنطقة شيعة وسنة.. وتحركوا يرحمكم الله»!! وكدأب أسياده المعممين يصرح بن جدّو في آخر مؤتمره الصحفي بقوله: «لن نتراجع ولن تُرهبنا المحاولات التضليلية، ولتذهب الميادين إلى الجحيم إذا كانت ستتخلّى عن المقاومة». حقاً فلتذهب الميادين إلى الجحيم، فليست المقاومة سوى أكذوبة كبرى باتت كالنكتة السامجة. ختاماً؛ لا ينكر عاقل أن ما يجري الآن في المنطقة العربية، في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين، لم يكن ليتم لولا التعاون والتفاهم بين أميركا ودول الغرب وروسيا وإسرائيل وإيران التي هي رأس الأفعى في هذا الحلف الشرير.

مشاركة :