مقديشو - (أ ف ب): أعرب حلفاء الصومال عن قلقهم حيال ازدياد حدة الخلاف بين الرئيس ورئيس الوزراء في وقت سيّرت فصائل مدججة بالسلاح دوريات في أجزاء من مقديشو أمس الثلاثاء، ما يعزز المخاوف من أن تؤدي الأزمة السياسية إلى اندلاع أعمال عنف. تمركز جنود موالون لرئيس الوزراء قرب القصر الرئاسي، غداة إعلان الرئيس محمد عبد الله محمد المعروف باسم فارماجو تعليق مهام رئيس الوزراء محمد حسين روبلي الذي اتهم الرئيس بـ«محاولة انقلاب». ولطالما كانت العلاقة بين الرجلين متوترة، لكن التطورات الأخيرة أثارت مخاوف بشأن استقرار الصومال فيما تعاني البلاد من أجل تنظيم انتخابات طال انتظارها، وتقاتل تمردا جهاديا. وأمس الثلاثاء، نظمت قوات موالية لروبلي مسيرات في الشوارع، ما أثار خوفا بين سكان مقديشو الذين سئموا المواجهات المسلحة. وقال سعيد مؤمن وهو أحد السكان لوكالة فرانس برس «هم ليسوا بعيدين عن نقاط التفتيش الأمنية الرئيسية للقصر الرئاسي، وهم مسلحون برشاشات ثقيلة وقذائف آر بي جي». وقال عبد القادر أحمد، وهو أيضا من السكان، رغم الهدوء الذي بدا عليه الوضع، إنه «قلق فعلا» من احتمال اندلاع أعمال عنف. وحضّ مراقبون دوليون الجانبين على حل الخلاف المتصاعد فيما سعى بعض الأعيان والسياسيين الصوماليين إلى تهدئة الوضع. وقال مصدر في مكتب الرئيس لوكالة فرانس برس شرط عدم كشف اسمه «بدأ بعض السياسيين والأعيان التنقل بين الجانبين لتهدئة الموقف لكن لم يتم التوصل بعد إلى حل رسمي عبر هذه الجهود». وحذّر مكتب إفريقيا التابع لوزارة الخارجية الأمريكية يوم الإثنين من أن واشنطن «مستعدة للتحرك في وجه من يعرقل طريق الصومال نحو السلام». وكتب على تويتر أن «محاولة تعليق مهام محمد روبلي مقلقة ونحن ندعم جهوده لإجراء انتخابات سريعة وذات صدقية. يجب على كل الأطراف التوقف عن الإجراءات التصعيدية والتصريحات». يتّهم فارماجو روبلي بالتدخل في تحقيق حول قضية تتعلق بمصادرة أراض، وقد سحب تفويضه لتنظيم الانتخابات. بدوره، اتهم روبلي فارماجو بمحاولة «الانقلاب على الحكومة والدستور وقوانين البلاد» وتخريب عملية التصويت. وأصدر مراقبون دوليون وحلفاء، من بينهم بعثة المراقبين العسكريين التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، بيانا مساء الإثنين أعربوا فيه عن «قلق عميق» إزاء الأزمة. وجاء في البيان «ندعو قادة الصومال إلى وضع مصالح البلاد في أعلى سلم أولوياتهم وتهدئة التوترات السياسية المتصاعدة والامتناع عن الاستفزازات أو استخدام القوة التي يمكن أن تقوض السلام والاستقرار». وأضاف «لطالما أعرب الشركاء الدوليون عن قلقهم المتزايد إزاء عمليات التأخير المستمرة والمخالفات الإجرائية التي تقوض صدقية العملية الانتخابية» في الصومال. كما دعت مجموعة من مرشحي الرئاسة المعارضين الثلاثاء رئيس الدولة إلى الاستقالة على الفور، وحضّت على إجراء «تحقيق عاجل وإجراءات قانونية ضد فرماجو وكل من ساعده في الانقلاب». وأضاف المرشحون في بيان مشترك «هذا الانقلاب الفاشل كان محاولة لتدمير الهيئات الدستورية في البلاد».
مشاركة :