تمتلك المركبات الكهربائية كتلة أكبر وعزم دوران كبير من تلك التي تعمل بالوقود، ولذلك يعتقد الخبراء أن ما تسعى إليه معظم الشركات لجعل الإطارات فعالة وهادئة يبدو أمرا مثيرا للاهتمام كونه يؤكد مدى الفروقات الشاسعة بين السيارات الكهربائية ونظيرتها التقليدية. وتعد إطارات السيارات من الأجزاء بالغة الأهمية لأيّ مركبة، فهي تؤثر بشكل مباشر على سلامة الركاب، وجودتها وحسن اختيار المناسب عادة ما يقللان من التعرض للحوادث. ومن هذا المنطلق يحرص معظم المصنعين على تجهيز السيارة الخضراء بإطارات خاصة للعديد من الأسباب من بينها ما يتعلق بالمسائل الفنية وأولها أن استخدام إطارات مخصصة للسيارات الكهربائية يحسّن في مدى السير، كما أنه عامل مهم في مدى كفاءة البطارية. وفي الماضي، كانت قلة قليلة تنظر إلى التكنولوجيا المستخدمة في الإطارات الخاصة بفصل الشتاء أو حتى ما الذي يجعل إطار السباق جيدا. ولكن بالنظر إلى تسارع زخم التركيز على السيارات الكهربائية، فيبدو أن الفترة القادمة ستشهد منافسة بين الكيانات المتخصصة في هذا الجانب عبر القيام بالأبحاث والتجارب للوصول إلى النموذج المناسبة. وسلطت منصة "آر.أي.أس تيكنيكا" المتخصصة في عالم السيارات الضوء على هذا الاتجاه عبر مجموعة بيريللي الإيطالية لصناعة الإطارات التي تعد من بين أبرز المهتمين بابتكار نماذج جديدة أكثر تطورا وتسعى من خلال ذلك للتقدم بخطوة في الترتيب العام كونها خامس أكبر منتج في العالم بهذا المجال. إيان كوك: نقدم مؤشر حمولة يدعم الوزن الثقيل للمركبات الخضراء ولا يخفي إيان كوك مدير الجودة في بيريللي، التابعة لمجموعة "شيتتشاينا" اهتمام شركته بهذا الجانب للتميز والتفرد أكثر إذ يقول "نحب تصميم الإطار أثناء تصميم السيارة". وهذا يعني البدء في تصنيع المعدات الأصلية قبل العديد من السنوات من طرح السيارة للبيع، في حين أنها لا تزال مجرد مفهوم قيد التطوير قياسا بشركة "تسلا" الأميركية التي قال كوك "إنهم يعملون بطريقة مختلفة فستة أسابيع تبدو كافية بالنسبة إليهم حتى ترى نموذجا لإطارهم المبتكر ملتصقا بالإسفلت". وبينما تقوم شركة الإطارات الإيطالية بتطوير المطاط لصناعة السيارات، يؤكد كوك قائلا "نحن نتعرف على تسلا جيدا الآن". ولكن بالنسبة إلى إطار المعدات الأصلية من النوع الذي ترتديه سيارة جديدة من المصنع “هناك العديد من التغييرات التي إذا لم تكن تعمل مع فريق التصميم في أقرب وقت ممكن، فسوف تنشغل بها ويمكن أن تستمر تكاليف التطوير والأوقات". ومن الواضح أن الحلقات المطاطية السوداء الأربع على أيّ سيارة مهمة لا يمكن الاستغناء عنها مهما كانت الظروف، فهي الأجزاء الوحيدة التي تتفاعل بالفعل مع الطريق، لكن المركبات الكهربائية لديها بعض المراوغات التي تعقد مدى حياة الإطارات. ولسبب واحد، تكون المركبات الكهربائية أثقل عموما من السيارات ذات الحجم المعادل والتي تعمل بالطاقة التقليدية ونظرا لأن النطاق مهم جدا لهذه السوق، فإن مقاومة التدحرج المنخفضة ضرورية. وفي الواقع، يمكن أن تؤدي زيادة مقاومة التدحرج بنسبة 20 في المئة إلى تقليل النطاق بنسبة تتراوح بين 5 و8 في المئة. لكن الإطار يحتاج إلى قدر كبير من الثبات لأن المحركات الكهربائية تنتج الكثير من عزم الدوران ومن الانخفاض الشديد في نطاق دوراتها. وهنا يقول كوك "كان علينا تقديم مؤشر حمولة جديد لنكون قادرين على دعم أوزان هذه المركبات. وأعتقد أننا كنا أول من طرح ذلك مع لوسيد حيث تم ذلك عن طريق تعزيز بناء الجدار الجانبي ومن خلال استخدام المنسوجات الاصطناعية مثل ألياف الأراميد". وبمجرد أن تتمكن الإطارات من دعم كتلة المركبة الكهربائية، فإنها تحتاج أيضا إلى عدم تقليص مداها. ويعتقد كوك أن أحد القيود الرئيسية هو أنه يجب استخدام الكثير من التكنولوجيا فيما يتعلق بالبناء خاصة فيما يتعلق بالمركبات وخاصة مركبات السيليكا عالية المحتوى للعمل على مقاومة التدحرج. إطارات السيارات من الأجزاء بالغة الأهمية لأي مركبة كونها تؤثر بشكل مباشر على سلامة الركاب وجودتها وحسن اختيارها يقللان من التعرض للحوادث لكن هذا الوضع معقد للغاية بسبب حقيقة أن سائقي المركبات الكهربائية يحبون الضغط بشدة على دواسة الوقود عند الانطلاق من إشارات المرور. ولذلك يطرح الخبراء تساؤلات حول أي مدى يتم فيه المضي لمقاومة التدحرج حتى يكون السائقون قادرين أيضا على الحصول على الأداء المطلوب. ومعظم السيارات الكهربائية المتوفرة في السوق الآن هي مركبات قوية أكثر مما يتصوره السائق، مثل تسلا طراز واي وريفيان ولوسيد وكارما، لدرجة أن كوك قال إن "هذه مركبات عالية الأداء. لن أسميها مركبات ركاب عادية". وبينما تمكنت بيريللي من صنع إطارات تقدم تلك السمات، فإن العملية تنطوي على التنازل عن الخصائص الأخرى فأكثر شيء تمكن ملاحظته هو سرعة التآكل إذ قد يتطلب تغييرها كل عام بينما السيارات التقليدية قد لا تحتاج لتغييرها لأربع سنوات في المتوسط. الإطارات تحتاج إلى قدر كبير من الثبات عند السير على الطرق لأن المحركات الكهربائية تنتج الكثير من عزم الدوران مع انخفاض شديد في نطاق دوراتها الإطارات تحتاج إلى قدر كبير من الثبات عند السير على الطرق لأن المحركات الكهربائية تنتج الكثير من عزم الدوران مع انخفاض شديد في نطاق دوراتها وهناك مشكلة أخرى، فالمحركات الكهربائية صامتة تقريبا، لذا فإن ضوضاء الإطارات التي قد تكون غير ملحوظة في السيارة التي تعمل بالطاقة التقليدية تصبح كبيرة بنفس السرعة في السيارة الكهربائية. ويؤكد كوك أن ثمة مجموعة متنوعة من التقنيات لأن نمط المداس هو جانب واحد. وقد كان هناك امتصاص كبير في أنظمة إلغاء الضوضاء والتي تتضمن رغوة منظمة بخلية مفتوحة يتم وضعها داخل الإطار". وكانت بيريللي قد وفرت لشركة بي.أم.دبليو حصريا أول إطارات مصنوعة من المطاط الطبيعي والحرير الصناعي المعتمد من مجلس رعاية الغابات وتم استخدامها في سيارة إكس 5 الهجينة. ويقول خبراء إن تجهيز سيارة كهربائية مثل رينو زيو وبي.أم.دبليو آي 3 وكيا سول بإطارات خاصة خفيفة ذات قُطر كبير وسطح تلامس نحيف لزيادة عدد الكيلومترات، التي تقطعها السيارة بشحنة البطارية يتطلب البحث والابتكار لبلوغ درجة عالية من الجودة. ونسبت وكالة الأنباء الألمانية لأحد كبار المسؤولين في الهيئة الألمانية للفحص الفني فولكر بلاندوف تأكيده أن الإطارات النحيفة تمتاز بانخفاض مقاومة الدوران والهواء. وأشار إلى أن سيارة تسلا أس الرياضية، على سبيل المثال، تمثل استثناء من هذه القاعدة، حيث يتم تجهيزها بإطارات عريضة، وذلك بسبب قيم التسارع الكبيرة، والتي تبلغ نحو 3 ثوان من الثبات إلى سرعة مئة كيلومتر في الساعة، فضلا عن تجهيزها ببطارية كبيرة.