الاتفاق النووي.. جولة ثامنة يغلفها «التفاؤل الحذر»

  • 12/29/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فيما اختتمت الجولة الثامنة من محادثات فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني أعمالها أمس، الثلاثاء، تباينت ردود الفعل على الساحة الدولية ما بين تفاؤل من جانب إيران وروسيا، وحذر من جانب أمريكا، وذلك في الوقت الذي أكد فيه المفاوضون الأوروبيون، أن إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني يحتاج أسابيع من المفاوضات الشاقة. تفاؤل إيراني وروسي وعبّرت إيران وروسيا عن تفاؤلهما إزاء المحادثات، التي استهدفت إنقاذ الاتفاق النووي المُبرم عام 2015، بالرغم من إعلان الدول الغربية أن المفاوضات بشكل عام تسير ببطء شديد. وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أكد أن التوصل لاتفاق بات ممكنا إذا أبدت الأطراف الأخرى “حسن النية”، فيما قال المبعوث الروسي للمحادثات النووية، ميخائيل أوليانوف، إن مجموعة العمل حققت “تقدما لا خلاف عليه” في الجولة الثامنة من المحادثات. ولغة التفاؤل هذه سيطرت أيضا على البيان الصادر عن فرنسا وألمانيا وبريطانيا، والذي أكد إحراز تقدم فني في المحادثات، وإن الأطراف بحاجة الآن للتركيز بشكل كامل على القضايا الرئيسية العالقة، خصوصا الجوانب النووية والعقوبات. وأضافت الدول الثلاث ،أنها لا تحدد موعدا نهائيا للمحادثات، لكنها أضافت أنه لم يتبق سوى أسابيع وليس شهورا للتوصل لاتفاق. وقال البيان: “نقول بوضوح إننا نقترب من النقطة التي يكون فيها تصعيد إيران لبرنامجها النووي قد أفرغ تماما خطة العمل الشاملة المشتركة من مضمونها”. وأضاف: “التفاوض أمر ملح، وتعمل فرقنا هنا بسرعة وبحسن نية من أجل التوصل لاتفاق”. أسابيع شاقة  وأكد المفاوضون الأوروبيون، أن إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني يحتاج أسابيع من المفاوضات الشاقة. وقال إنريكي مورا مبعوث الاتحاد الأوروبي ومنسق المحادثات: “إذا عملنا بجد في الأيام والأسابيع المقبلة، سنصل إلى نتيجة إيجابية.. سيكون الأمر صعبا للغاية، سيكون شاقا.. يجب اتخاذ قرارات سياسية صعبة في كل من طهران وواشنطن”. وأضاف مورا: “هناك شعور قوى لدى جميع الوفود بضرورة انتهاء هذه المفاوضات في فترة زمنية معقولة نسبيا.. مرة أخرى، لن نضع حدودا لكننا نتحدث عن أسابيع، وليس عن شهور”. حذر أمريكي   ورداً على كل ذلك، عبّرت أمريكا عن حذرها إزاء التصريحات المتفائلة من جانب إيران وروسيا بخصوص محادثات فيينا، مؤكدة أنه لا يزال من السابق لأوانه قول ما إذا كانت طهران قد عادت إلى المفاوضات بنهج بناء. المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، قال إن بعض التقدم قد حدث في الجولة الماضية من المحادثات، لكن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت طهران، في الجولة الحالية، قد عادت إلى الطاولة للبناء على تلك المكاسب. وأضاف برايس: “من السابق لأوانه حقا معرفة ما إذا كانت إيران قد عادت بنهج بناء أكثر لهذه الجولة.. نقيّم الآن، في سياق هذه المحادثات، ما إذا كان الإيرانيون قد عادوا بأجندة قضايا جديدة أو حلول أولية لتلك التي تم طرحها بالفعل”. موقف إسرائيل  ورد الفعل الإسرائيلي لم يكن غائباً، فقد أكدت أنها منفتحة على اتفاق نووي “جيد” مع إيران، إلا أنها تريد شروطا أكثر حزماً. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت إن بلاده لن تعارض تلقائيا أي اتفاق نووي مع إيران لكن يجب على القوى الكبرى اتخاذ موقف أكثر حزما، مؤكدا أن إسرائيل تفضل نهجا أكثر ارتباطا بالنتائج. وأضاف بينيت في مقابلة مع راديو الجيش الإسرائيلي: “بالطبع يمكن أن يكون هناك اتفاق جيد.. نحن نعرف المعايير.. هل من المتوقع أن يحدث ذلك الآن في الظروف الحالية؟ لا، لأنه يجب أن يكون هناك موقف أكثر حزما”. وتابع: “إيران تتفاوض من موقف ضعيف للغاية.. لكن للأسف العالم يتصرف كما لو أنها في موقف قوي”. وكانت إيران والدول الغربية قد استأنفت المحادثات النووية في فيينا، الإثنين، مع تركيز طهران على جانب واحد من الاتفاق الأصلي في2015، وهو رفع العقوبات المفروضة عليها، رغم ما يراه منتقدون على أنه تقدم لا يذكر على صعيد كبح أنشطتها النووية. وكان الاتفاق الأصلي قد رفع عقوبات عن إيران في مقابل فرض قيود صارمة على أنشطتها النووية. لكن الرئيس الأمريكي السابقK دونالد ترامب سحب بلاده من الاتفاق في 2018، وأعاد فرض عقوبات قاسية على طهران. وردت إيران في وقت لاحق بانتهاك كثير من القيود النووية ومضت قدما في أنشطتها النووية. وترفض إيران الاجتماع مباشرة مع المسؤولين الأمريكيين، ولذلك تتنقل الأطراف الأخرى في الاتفاق، وهي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، بين الجانبين في اجتماعات منفصلة. وأطال اتفاق 2015 المدة الزمنية التي تحتاجها إيران لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي، إذا اختارت فعل ذلك، إلى عام على الأقل ارتفاعا من مدة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة أشهر تقريبا. المسافة الزمنية ويقول خبراء إن المسافة الزمنية باتت الآن أقصر مما كانت عليه قبل الاتفاق، بالرغم من تأكيدات طهران أنها تريد التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية فحسب. وتجدر الإشارة إلى أن الجولة السابعة من المحادثات، وهي الأولى في عهد الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، وهو من غلاة المحافظين، انفضّت قبل 12 يوما بعد إضافة بعض المطالب الإيرانية الجديدة. ولدى ختام تلك الجولة، قال مفاوضون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في بيان “هذا يعيدنا أقرب إلى حيث توقفت المحادثات في يونيو”، عندما انتهت الجولة السادسة.

مشاركة :