باريس تحذر من الخلط بين الإرهاب وبين المسلمين

  • 11/15/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ككل مرة تحدث فيها اعتداءات إرهابية في فرنسا من فعل أفراد أو تنظيمات متطرفة، أكان ذلك تحت مسمى «داعش» أو النصرة أو أي اسم آخر يكون المسلمون أولى ضحاياها. وخلال الأسابيع والأشهر التي تلت حادثي الصحيفة الساخرة شارلي إيبدو والمتجر اليهودي، دأبت السلطات الفرنسية وفي مقدمتها الرئيس هولاند ورئيس الحكومة مانيول فالس، وكذلك وزير الداخلية إلى التحذير من الخلط بين الإرهاب وبين المسلمين الذين لا يتوقون، في أكثريتهم الساحقة في فرنسا، إلا إلى الاندماج الكلي في المجتمع وتبني قيمه ومبادئه. ويشكل مسلمو فرنسا، رغم غياب الإحصاءات التي يمنع القانون القيام بها على أسس دينية أو عرقية ما بين 5 و6 ملايين نسمة، بحيث يكونون المجموعة الدينية الثانية بعد الكاثوليكيين. بيد أن التنبيهات الرسمية والسياسية وما يقول به أهل الرأي والاختصاص لم تكن كافية خلال الأشهر الماضية لمنع ارتفاع الأعمال المعادية للمسلمين أو لمصالحهم، أكان ذلك من خلال تدنيس مساجدهم ومقابرهم وأماكن العبادة التابعة لهم، أو استهدافهم لفظيا كتابة وقولا. وبشكل عام، ثمة مناخ معاد للمسلمين المتهمين بكونهم يشكلون البيئة التي تخرج منها التيارات الإرهابية. ولا ينطبق ذلك فقط على اليمين المتطرف، بل إن اليمين الكلاسيكي، في بعض مكوناته وعدد من مفكريه وفلاسفته يركبون موجة العداء للإسلام وللأجنبي بشكل عام، ومن المفكرين ميشال أونفري وآلان فينكلكروت. ويأخذ هؤلاء على المثقفين المسلمين والنخبة المسلمة الموجودة في فرنسا أنها لا تسمع صوتها ولا ترفعه في وجه الإرهاب. وفي ذلك تجن واضح عليهم. كذلك فإن المنظمات الإسلامية لم تترك فرصة إلا وأدانت الإرهاب، وشددت على أن الإسلام دين تسامح ومحبة وسلام. في الساعات الأخيرة، أصدرت الهيئات الممثلة للمسلمين بيانات الإدانة والتضامن مع أقرانهم في المواطنة، وخصوصا مع أهالي الضحايا. وأدان المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي يعد الممثل الرسمي للمسلمين في فرنسا «بأقوى العبارات الاعتداءات الآثمة والكريهة» التي استهدفت المواطنين وأوقعت «حتى تاريخ أمس» 128 قتيلا وما يزيد على 300 جريح، بينهم نحو التسعين يصارعون الموت في المستشفيات الباريسية. ودعا المجلس الذي يرأسه أنور كبيبش في بيان أصدره أمس المسلمين إلى «الصلاة من أجل أن تنجح فرنسا في مواجهة هذه المحنة الرهيبة، وأن تحافظ على هدوئها وكرامتها». ولم يتأخر مسجد باريس الكبير الذي يديره الدكتور دليل بوبكر هو الآخر عن التنديد بالعمليات التي شهدتها باريس ليل الجمعة السبت، إذ أصدر بيانا يدين «الاعتداءات الإرهابية المجرمة» فيما أعرب اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا عن «صدمته» من هذه الاعتداءات «الآثمة» التي من شأنها «أن تزرع الفوضى والخوف» داخل المجتمع الفرنسي، معبرا عن «صدمته الكبيرة وتأثره البالغ» من المأساة التي ضربت العاصمة الفرنسية وعن «تضامنه الكامل مع الأمة» الفرنسية. وجاء في البيان أنه أمام هذا الامتحان، «وحدها الوحدة الوطنية هي التي تسمح بالتغلب على الإرهاب الهمجي». أما فيدرالية المنظمات الإسلامية في أوروبا، فقد دعت من جانبها مسلمي فرنسا لرفع الصلوات من أجل حماية الوطن والمواطنين. كذلك دعا اتحاد المساجد الفرنسية إلى الشيء نفسه مع التركيز على الإدانة الشديدة لما حدث.

مشاركة :