ماذا أنت فاعل بنا يا 2022؟

  • 12/30/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

«2022» رقم يسجل حضوره في بوابة العمر بمسمى عام جديد.. رقم يضاف إلى سلة السنوات المتبقية من رحلة حياة لم تعد تحسب بالأرقام وإنما بالأعمال.. كنا تأملنا خيرا في العام 2021 واستبشرنا بانتهاء موجة الوباء.. لكن ما زادتنا الأيام فيه إلا شقاء وطول انتظار. ولا نعرف ماذا ينتظرنا بعد كوفيد 19 وسلالة دلتا ومتحور أوميكرون وما خفي كان أسوأ. ها هو العام 2021 يطوي صفحاته طيا، وتركض أيامه نحو حتفها لتدخل في سجل التاريخ، وتترك وراءها تغيرات هائلة جدت في حياتنا: في الدراسة، والعمل، والصحة، والمال، والنقل، وفي الحياة العائلية، وغيرها كثير تتغير بشكل متسارع كبير.. فماذا أنت فاعل بنا يا 2022؟  لن يغرنا جمال أرقامك وتناسقها يا 2022، فغيرك كان أشطر.. ألا تذكر 2020؟ وكم تغنت به الملايين؟ وفرشوا لنا فيه العمر جنات وبساتين.. فكان فيه ما كان من وباء لعين، ومات فيه آلاف الأبرياء المعدمين، وضاقت الأرض علينا بما رحبت وانقطعت أمامنا السبل وما فرجت، وكأن عينا أصابتنا فيه من الشامتين أو بعض دعاء الحاسدين؟ ألا تذكر 2021؟ وكم زهونا بمقدمه وابتهلنا، وتطعمنا وتفاءلنا، وتجرعنا الأولى والثانية ثم المنشطة الباهية، وكادت الغمة تزول واليأس إلى الأمل يؤول.. لكن، ها هم عن الرابعة يتحدثون وبها يبشرون ولسان حالهم يقول: «ولكم في تعدد اللقاح حياة أيها الموبوءون».  2022 أيها الرقم المخيف العجيب! ماذا في طياتك للصديق والحبيب؟ ماذا ينتظر منك البعيد والقريب؟ 2022 أيها الرقم المجهول المعلوم! ماذا تحمل للفقير والمهموم؟ ماذا في جرابك للمريض والمكلوم؟ للمشرد والمظلوم؟ للجائع والمحروم؟ نسأل وما في علم الغيب حاصل معلوم. 2022، أيها الرقم الجديد هل تحمل لنا جديدا يسلي النفوس الحزينة، ويرد لذة الحياة فينا؟ أم يا ترى ما فينا يكفينا؟ فكم بالحروب ابتلينا، وكم من السقام سقينا، وكم من الأحداث أثرت فينا، حتى صرخنا: يكفينا يكفينا.. جرعة جديدة من لقاح العمر أنت يا 2022، جرعة تزرع البسمة فينا أو هكذا نأملها، جرعة تنشر السلام والأمان حوالينا، تبعث الاطمئنان في مستقبل هو قطعا لأولادنا وأحفادنا، ولكننا -كعادتنا نحن العرب- نفكر فيهم أكثر من التفكير في أنفسنا، وفي سعادتنا، وفي راحتنا، حتى وإن أخذ منا العمر ما أخذ، وجر أذياله وذهب، وانقضى منه الشتاء والربيع الصيف ولم يبق لنا إلا خريف العمر المتسارع دون تعب.. ولا عجب.  فسر يا 2022 بخطاك الثابتة بقوة الزمان على الإنسان، سر وتقدم، فها نحن في العمر نتأخر.. سر مع الزمان بعدد في حساب السنين يزيد، وأنا وأمثالي نسحب من العمر المتبقي بعض رصيد، لعلنا نجد فيه من جديد كل صديق وحبيب ما زال على العهد وفيا، يأخذ ولو قليلا بيدي، ويسعدني بكرة أو عشيا، وينسج معي الأحلام الوردية كما كنا في الأيام الهنية..  يا 2022، اشتقنا إلى أيامنا الهنية، إلى آمالنا القديمة البهية مع مطلع كل سنة جديدة جميلة، آمالنا التي كنا نسر بها إلى بعضنا البعض في سهرة عائلية شتوية، أو في مكالمة تلفونية ذات عشية، أو في رسالة ورقية يطول ويطول انتظارها حتى تأتي، ويأتي معها العام الجديد يفوح عطرا وربيعا، فيكون بلسما لعام ولى وانقضى.. هكذا نأملك يا 2022، فهل تكون؟!

مشاركة :