في صيف عام 2010 ميلادية ومن مكتبي في الدور الخامس في الجهة الشمالية من المبنى استبشرت الخير حين بدأت أعمال تشييد مبنى أكاديمية عملاق الصناعة العالمي وكما اسميها محبوبتي. سابك منذ إنشائها في عام 1976 وقيادات الشركة منذ ذلك الوقت وهي تدرك أن رأس مالها البشري هو عنصر البناء والتطوير والإنتاج وذلك من خلال إنفاق ملايين الريالات في تدريب موظفيها في شتي بقاع العالم. وفي عام 2012 أصبح الحلم حقيقة وتم افتتاح المبنى وأصبح جاهزًا ليبدأ في صناعة قادة المستقبل والسعي في تحقيق أهداف استراتيجية الشركة لعام 2025م، التي تصب جميعها في إطار الجهود المستمرة للمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030. وكما قال الأمير سعود بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع ورئيس مجلس إدارة سابك السابق إن «سابك» ليست مجرد مصانع وآلات ومنتجات فحسب بل هي منشأة وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى قدمت العديد من الكوادر والقيادات والمواهب. ونحن المتقاعدين نفتخر بقيادة بعض شركات القطاع الخاص وهذا بسبب الخبرات والمهارات التي اكتسبوها طيلة عملهم المهني. سابك تعمل مع المنظمات غير الحكومية والجامعات داخل المملكة للمساعدة في إعداد الشباب السعودي لتولي أدوارهم القيادية مستقبلًا في إطار التزام الشركة بتحقيق أهداف (رؤية المملكة 2030). وقد التحق بـ (برنامج سابك للتعلم الخارجي) حتى الآن 4500 متدرب منهم 3700 من النساء، وتعتز الشركة بتهيئة فرص النجاح لهم. تؤهلهم لسوق العمل واكتساب المزيد من الخبرات العملية عبر عدد من برامج الدبلوم المعتمدة داخل المملكة بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030. الجميع في المملكة يعيشون حالة ملهمة تتجسد في هذه الرؤية، لهذا فإن (سابك) تقدم برنامج التدريب الحالي كجزء من مساهمتها في تلك الرؤية. ولم يتوقف دور الأكاديمية على إعداد القيادات بل أطلقت برنامج التطوير الشخصي والمهني (مراكز تنمية المواهب) منصات عبر الإنترنت لرفع كفاية التدريب وجعله أكثر سهولة وشمولًا. وقد شارك في برامج التعلم الافتراضية حتى الآن أكثر من 16 ألف موظف وموظفة في (سابك) عبر 657 فصلًا دراسيًا افتراضيًا حول العالم. كذلك أعطت القطاع الحكومي مساحة كبيرة في كيفية بناء القادة، وتأهيل الموظفين ليتولوا مناصب قيادية. وهنا أقترح على إدارة سابك القيام بإنشاء جامعة سابك الخاصة وأكاديمية سابك هي النواة الخضراء المغروسة في أرض طيبة وهي من يقع على عاتقها إنهاء الإجراءات وتلبية المتطلبات. جامعة سابك في البداية تفتتح كليتين كلية الهندسة وكلية العلوم الإدارية وشركات سابك ومصانعها في داخل المملكة وخارجها ستلبي متطلبات التخرج في فروع الهندسة والإدارة كافة. النظام الجديد للجامعات الذي يمنحها المزيد من الصلاحيات لتطوير نفسها بنفسها إداريًا وماليًا وأكاديميًا يعطي اقتراحي واقعية وإمكانية البدء والتنفيذ. وبفضل الله تعيش مملكتنا الغالية اليوم عهدًا زاهرًا، بقيادة حكيمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين حفظهما الله.
مشاركة :