شجرة الكريسماس أم فانوس رمضان

  • 12/29/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدول والكيانات والمسؤولون ورجال الأعمال وكل الناس والمنتجات والأفكار، تخلق حولهم القصص بقصد، حتى وإن كانت غير صحيحة أو تفاصيلها مغلوطة، بسبب بسيط تفسره لنا الصورة الذهنية وأهميتها. خلق هذه القصص حول الأشياء تجعلنا نرتبط بها بشكل أكبر ونعيش ونتعايش معها، حتى نصبح وتصبح هي جزءا من حياتنا، والأمثلة واضحة في كل المجالات. كمنظومة بشرية نحن ننعم في حياتنا بالعديد من لحظات الفرح والأعياد والمناسبات التي تحاك حولها القصص، قد يكون بعضها أسطوريا خرافيا، والبعض الآخر حقيقيا وموثقا، وجدران التاريخ تشهد بذلك، غير أننا لسنا سفراء جيدين لهذه المناسبات، للترويج لقصصنا رغم أنها حقيقية وموثقة بشكل جيد، بمعنى أننا نتموقع في دائرة ضيقة في فرحنا من دون أن تكون لدينا القدرة على إشاعة الفرح وتصدير تلك المناسبات وأجوائها للآخرين. ليس أدل من هذا الحديث، إلا الاستشهاد بقدرة أتباع الديانة المسيحية على إبراز «الكريسماس» وجعلها مناسبة فرح دولية بمختلف أطياف الديانات، لسبب بسيط، أنهم نجحوا في تصدير وتسويق الفكرة بشكل مختلف، فهم ربطوا المناسبة بصناعة القصة وزواياها المختلفة، وربطها بمفهوم الهدايا من دون الإشارة لمضامين الاحتفال من الزاوية الدينية. فعناصر قصة الكريسماس والأجواء الباردة وشجرة الصنوبر والإضاءة كلها تم توظيفها بشكل جيد. في كل الديانات والمذاهب هناك أيقونات وملامح بالإمكان استغلالها في القصة، في الإسلام لدينا هذه التفاصيل في المناسبات مشروع في كيفية تسويق فوانيس رمضان بشكل مختلف، فالفكرة ليست أن تتزين المحلات بالفوانيس أو بمجسمات الخروف في عيد الأضحى، الفكرة أعمق من ذلك بكثير، كيف يمكن ربط تلك المناسبة بمفهوم العطاء والسلام في الإسلام، كيف يمكن نقل تلك النماذج إلى أسلوب قصصي يروى لمن هم ليسوا من أتباع الإسلام، وخلق حالة كأنها فصل خامس من فصول السنة الأربعة. تساؤلات كثيرة تثير الاستغراب في تصدير قصصنا. لماذا لا ننجح رغم كثافة عدد المسلمين في أقطار العالم، في تسويق مناسباتنا الإسلامية، رغم ما يحويه ديننا السمح من قيم وسلوكيات وأخلاقيات نبيلة. جميعنا يدرك أن التجار المسلمين بفضل نزاهتهم نجحوا في نشر الإسلام في أوقات عديدة، وبالتالي لسنا عاجزين عن تسويق فرحنا، والذي قد يكون له الدور البارز في نشر الإسلام وسماحته. ولأن الانتشار قد يكون بأساليب عدة، من المهم الاستدلال بقصة الاهتمام البالغ من قبل ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز بالإسلام وسماحته، ويعود سبب ذلك الاهتمام لإعجابه بالعمارة الإسلامية وقباب المساجد تحديدا، الأمر الذي جعله ضليعا في مفهوم الدين الإسلامي. الحديث عن ذلك التسويق بالأجواء والقصص، أصبح ضرورة ملحة لنا كمسلمين، خصوصا وأن الإسلام شوهت صورته في العالم من قبل (مختطفيه)، من خلال جماعات رفعت شعارات العنف والكراهية والتحريض باسم الإسلام، وهذا الدين السمح براء منهم تماما. يقول توم فيشبورن، مؤسس وكالة محتوى تسويقي: أفضل التسويق هو الذي لا تشعر كأنه تسويق.

مشاركة :