ضبطت جمارك لبنان 9 ملايين قرص من مادة الكبتاغون المخدرة في شحنة "ليمون" كان يفترض تصديرها إلى دولة خليجية. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ضبط تهريب هذه المخدرات إلى الخليج، وسبق توجيه الاتهام لجهة لبنانية معينة. وفي نيسان/أبريل، أعلنت السعودية ضبط أكثر من 5,3 ملايين حبة كبتاغون مُخبأة ضمن شحنة من الرمان وعلى إثر ذلك علقت استيراد الفواكه والخضار من لبنان أو السماح بمرورها عبر أراضيها قالت "الوكالة الوطنية للإعلام" إن عناصر من الجمارك اللبنانية ضبطت تسعة ملايين قرص من مادة الكبتاغون المخدرة في شحنة "ليمون بلاستيكي"، لتحبط بذلك محاولة لتهريبها إلى الخليج. وقال وزير الداخلية بسام مولوي أثناء تفقد الشحنة في بيروت "نود إيصال رسالة للعالم العربي عن جديتنا وعملنا لمنع الشر عن أشقائنا العرب". وأفاد أحد عناصر الجمارك أن الشحنة كانت في طريقها إلى الكويت، لكن ليس واضحاً ما اذا كانت ستتوجه إلى دول أخرى لاحقاً. وتؤكد السلطات اللبنانية مؤخراً أنها تكثف جهودها لإحباط عمليات تهريب الكبتاغون، خصوصاً بعد انتقادات من دول خليجية على رأسها السعودية، التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع بيروت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي على خلفية تصريحات لوزير سابق. وكانت أكياس بلاستيكية مليئة بحبوب الكبتاغون مخبأة في حبات ليمون بلاستيكية وضعت وسط حبوب الفاكهة الطبيعية بغرض التمويه. ولا يزال التحقيق جار لتحديد مصدر الشحنة ومكان إعدادها. والكبتاغون - وهو خليط من الأمفيتامينات- أحد أكثر أنواع المخدرات انتشاراً بين الشباب الأثرياء في الشرق الأوسط. وتشهد صناعة تلك الحبوب المخدرة المعروفة والاتجار بها ازدهاراً في لبنان، وأحبطت الأجهزة الأمنية مراراً عمليات تهريب ضخمة باتجاه الأسواق الخليجية خصوصاً. ويصنّف مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة الكبتاغون على أنّه "أحد أنواع الأمفيتامينات المحفزة"، وعادة هو مزيج من الأمفيتامينات والكافيين ومواد أخرى. وصناعة الكبتاغون ليست جديدة في المنطقة، وتُعد سوريا المصدر الأبرز لتلك المادة منذ ما قبل اندلاع الحرب عام 2011، لكن النزاع جعل تصنيعها أكثر رواجاً واستخداماً وتصديراً. كما تنشط مصانع حبوب الكبتاغون في مناطق عدة في لبنان. وفي نيسان/أبريل، أعلنت السعودية تعليق استيراد الفواكه والخضراوات من لبنان أو السماح بمرورها عبر أراضيها بعد ضبط أكثر من 5.3 ملايين حبة كبتاغون مُخبأة ضمن شحنة من الرمان. وانتقدت الكويت في تشرين الأول/أكتوبر الحكومة اللبنانية لـ"عدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة لردع عمليات التهريب المستمرة والمتزايدة لآفة المخدرات". وفي سبتمبر/أيلو الماضي أعلنت السعودية عن "إحباط محاولة إحدى الشبكات المرتبطة بتنظيم حزب الله اللبناني، لتهريب 451.807 من أقراص إمفيتامين إلى المملكة، بحرا من لبنان إلى جمهورية نيجيريا الاتحادية، مخبأة داخل معدات ميكانيكية، حيث تم بالتنسيق مع الجهات النظيرة بجمهورية نيجيريا ضبطها قبل شحنها إلى دولة أخرى وإرسالها إلى المملكة"، حسب المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية. وقالت شرطة دبي في الأسبوع الماضي إنها ضبطت ما قيمته نحو 15.8 مليون دولار من أقراص الكبتاغون كانت مخبأة أيضا في شحنة ليمون، وألقت القبض على أربعة مشتبه بهم، وأظهرت صور نشرتها الشرطة عبارة "صنع في لبنان" على الصناديق المحجوزة. وخلال اجتماعهم هذا الشهر، دعا زعماء دول مجلس التعاون الخليجي لبنان إلى تشديد الرقابة على الحدود واتخاذ إجراءات لردع مهربي المخدرات عبر الصادرات إلى السعودية وغيرها من دول الخليج. ع.ح./ع.ج.م. (رويترز، ا ف ب، د ب أ)
مشاركة :