تمر السنوات مرتحلة، وتنقضي الأيام مسرعة، وبعد أيام نستقبل عاماً جديداً، فيه التطلعات تمتد، والآمال تتجدد، والطموح يزداد، والصعاب تتبدد، بإذن الله الواحد الأحد. نستقبل عامنا المقبل 2022 بطموحات جديدة، وبخطط فريدة، وبنظرة مستقبلية حكيمة ملؤها الأمل والتفاؤل والإيجابية، ونظرة للخلف يسيرة، لأخذ الدروس والعبر من خلال ما مضى، ونحرص على النظر في الإيجابيات فنعمل على زيادتها، والإنجازات حتى نبني عليها، والطموحات حتى ننطلق منها لكي نحقق ما نصبو إليه من أهداف عزيزة وغايات نبيلة، وننظر إلى السلبيات فنصححها، وإلى الكبوات فنتجاوزها، وإلى الأخطاء لنتجنبها حتى تتحقق لنا السعادة في آخر الطريق ونفرح بما أنجزناه في مسيرة الحياة. من المهم أن تخطط جيداً للمستقبل في جميع جوانب حياتك وفي شؤونك كلها، ومن الجميل أن تحرص على توجيه الأسئلة إلى نفسك ومن جملة هذه الأسئلة التي توجهها لذاتك: أين كنت، وأين أنا الآن، وأين أريد أن أصل؟ هذه أسئلة من الجميل أن يحرص كل واحد منا أن يوجهها إلى نفسه دائماً فهي تختصر لك المسافات وتضيء لك الطرقات وتنير لك الدروب وتوفر لك الجهود، فالنفس بحاجة إلى سؤالها وتفقدها في كل لحظة، ودون التخطيط السليم ومراجعة الخطط والأهداف وتحديثها باستمرار قد تفوتك الفرص وتضيع الأوقات وتذهب الجهود؛ فاحرص على نفسك. مررنا بعامين عانت فيها البشرية من وباء كورونا، وتأثرت كل دول العالم بمشارق الأرض ومغاربها وبشمالها وجنوبها جراء تفشي هذا الوباء، مما كان له الأثر البالغ على الإنسانية والاقتصادات العالمية، ولكن الأمل بالله لا ينقطع ونهجنا التفاؤل في جميع الأحوال والظروف بأن يرفع الله عن الإنسانية الغمة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيراً له». فمن عمل بهدي حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم سيجد الراحة والطمأنينة في جميع أحواله وحركاته وسكونه. كما أنه ومن وجهة نظري لم تكن فترة جائحة كورونا سلبية، بل في هذه الفترة تحققت الكثير من الإيجابيات والإنجازات والقصص والحقائق في هذا الجانب كثيرة، بل هذه الفترة كانت فيها الدروس والعبر للأفراد والمجتمعات والدول، ومن أهم ما نسلط عليه الضوء هنا التكاتف وأهميته في التغلب على الصعاب، هذه الفترة أظهرت لنا أهمية تكاتف الناس بعضهم ببعض وأهمية هذا التلاحم وأنهم جزء لا يتجزأ من بعضه وأنهم بحاجة ماسة لبعضهم البعض في الرخاء والشدة. في عامنا الجديد نتطلع لإنجازات جديدة لدولتنا المباركة، وإلى صدارة عالمية قريبة في جميع المؤشرات التنافسية وفي جميع الاتجاهات الدولية، ونترقب الجهود والمبادرات الشبابية، فشبابنا يمتلك الإمكانيات الكبيرة، والعقليات الراقية، ويتحلون بالأفكار الإبداعية الجديدة والمبتكرة الفريدة، والشباب بناة المستقبل، وهم معقد الأمل وعلى عاتقهم تقع مسؤولية البناء والعطاء وصناعة المستقبل. فعلى الشباب أن يحرصوا على أنفسهم ويحافظوا على أوقاتهم واستثمارها في بناء قدراتهم وتطوير مهاراتهم ورقي أفكارهم، وأن يركزوا طاقاتهم نحو اكتساب العلوم والمعارف الجديدة لاسيما العلوم التي سيكون لها أثر وأهمية مستقبلية مثل علوم الفضاء والتكنولوجيا المتطورة والطاقة وغيرها. لابد أن نحرص في عامنا الجديد 2022 إلى إنجاز المزيد من النجاحات سواء العلمية والعملية والأسرية والمجتمعية والوطنية، وواجب علينا توجيه الجهود نحو المزيد من العطاء والبناء. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :