عام جديد... وآمال متجددة! - مقالات

  • 1/10/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما هي قيمة التواريخ؟ وهل تشكل بدايات الأعوام اختلافاً عمَّا سبقها يستدعي هذا الكم المتبادل من التهاني والأمنيات المتداولة بيننا مباشرة وفي مواقع التواصل الإلكتروني؟ سؤال لا بد منه، ونراه يُعاد طرحه دائماً في مناسبات كهذه، ومازلت أذكر مقالاً كتبته في العام 2000 مستبشراً بالألفية الجديدة، وناقداً لآراء بعض الكُتاب والسياسيين حينها التي قللت من شأن تلك اللحظة الزمنية الفارقة، حيث ذكر بعضهم في معرض انتقاده للاحتفالات بالألفية الجديدة ما مفاده أن الأيام لا تتغير بأرقامها وتواريخها، وأن يوم الأول من يناير لا يختلف كثيراً عن الحادي والثلاثين من ديسمبر، فعلام الصخب والاحتفال؟! وهذا الحديث وإن كان صحيحاً في جانب من جوانبه إلا أنه يفتقد للحس الفلسفي والجمالي وبعيداً عن الطبيعة البشرية التي استقرت على التفاعل مع تواريخ أو أيام معينة، فمن منا لا يتفاعل مع مناسبات كالأعياد الدينية والوطنية، أو أعياد الميلاد، بل وحتى أيام عطلة نهاية الأسبوع التي ننتظرها بشغف كل سبعة أيام، وفي كل ذلك قيمة رمزية معينة لا نستطيع التغافل عنها، فالإنسان بطبعه يتوق لتلك اللحظات الزمنية التي تمنحه فرصة التوقف والتأمل ومراجعة ما مضى، واستشراف المستقبل. لا نستطيع طبعاً التغافل عن البعد الثقافي لرأس السنة الميلادية تحديداً، فهنالك من يقاطع الاحتفال به لاعتبارات دينية لا علاقة لها برمزيته الإنسانية الجامعة، فترى بعض المتشددين يحرضون ضد المحتفلين به على أنه شكل من أشكال التغريب الثقافي والغزو الفكري الذي مللنا من سماع صيحات معارضيه وهم يخلطون الحق بالباطل، ولا يتوقف تحريضهم عند رأس السنة بل يطال مناسبات الأخوة المسيحيين القريبة من رأس السنة كعيد الميلاد المجيد، وهذه التوجهات المتشددة لن نتوقف عندها كثيراً اليوم وذلك لتجاوزها من قبل قطاعات واسعة من الجمهور الذي يزداد انفتاحه على الثقافات المختلفة شيئاً فشيئاً! وعوداً على بدء، فالرمزية التي تمنحنا إياها مناسبة بداية السنة الجديدة لا تتوقف على حياتنا الخاصة، بل تنسحب على كل ما يهم الإنسان، وعليه، فبداية السنة الجديدة تدفعنا لتجديد الأمل بأمور كثيرة تتعلق بوطننا ومنها تطوير العملية السياسية لتصبح أكثر تمثيلاً للإرادة الشعبية، وحل أزمات التنمية المتعلقة بالعملية التربوية والنظام الصحي وقضايا الإسكان وغيرها، مروراً طبعاً بمكافحة الفساد المستشري في الكثير من قطاعات الدولة! هل هي آمال جديدة؟ لا بالطبع.. ولكنها لشدة ضرورتها وكونها باتت أموراً مزمنة للأسف في بلدنا فهي آمال «متجددة» تستمد حضورها من آثارها السلبية وفقدان القرار السياسي لحلها.. ومن «الأمل» بحلها ذات يوم.. فنرجو الجميع.. ألا يقتل ذلك الأمل! alkhadhari@gmail.com Twitter: @dralkhadhari

مشاركة :