هل ما زال التحدي بالقرآن باقيا؟!

  • 12/31/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬كتاب‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬الذي‭ ‬ختم‭ ‬الله‭ ‬به‭ ‬الكتب‭ ‬ونزل‭ ‬على‭ ‬خاتم‭ ‬الأنبياء‭ ‬والرسل،‭ ‬نزل‭ ‬به‭ ‬الروح‭ ‬الأمين‭ ‬جبريل‭ - ‬عليه‭ ‬السلام‭ - ‬على‭ ‬قلب‭ ‬نبينا‭ ‬محمد‭ ‬سيد‭ ‬المرسلين‭ (‬عليه‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام‭) ‬فخرت‭ ‬لبلاغته‭ ‬فصحاء‭ ‬العرب‭ ‬صاغرين‭.‬ وقد‭ ‬تحدى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭  ‬العرب‭  ‬المعاصرين‭ ‬لنزول‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭  ‬بأن‭ ‬يأتوا‭ ‬بمثله،‭ ‬ثم‭ ‬تحداهم‭ ‬بأن‭ ‬يأتوا‭ ‬بعشر‭ ‬سور‭ ‬منه،‭ ‬كما‭ ‬تحداهم‭ ‬بأن‭ ‬يأتوا‭ ‬بسورة‭ ‬واحدة‭ ‬منه،‭ ‬ومع‭ ‬بلوغ‭ ‬العرب‭ ‬الغاية‭ ‬في‭ ‬الفصاحة‭ ‬والبلاغة‭ ‬والبيان‭ ‬لم‭ ‬يستطيعوا‭ ‬أن‭ ‬يأتوا‭ ‬بشيء‭ ‬مما‭ ‬تحداهم‭ ‬به‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬وذلك‭ ‬لما‭ ‬تميز‭ ‬به‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬من‭ ‬وجوه‭ ‬الإعجاز‭ ‬من‭ ‬حيث‭: ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الجزالة‭ ‬والسلاسة،‭ ‬والقوة‭ ‬والعذوبة،‭ ‬والمعاني‭ ‬اللطيفة‭ ‬والفوائد‭ ‬الغزيرة،‭ ‬مع‭ ‬بديع‭ ‬نظمه‭ ‬وعظيم‭ ‬نسجه،‭ ‬وشرف‭ ‬معانيه‭ ‬وسمو‭ ‬مراميه،‭ ‬وصدق‭ ‬حجته‭ ‬وعلو‭ ‬تصويره‭ ‬وسهولة‭ ‬تناوله‭ ‬وتناسق‭ ‬آياته‭ ‬وسوره،‭ ‬مع‭ ‬وفائه‭ ‬بحاجة‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عصر‭ ‬ومصر،‭ ‬وإخباره‭ ‬بالأمور‭ ‬الغيبية‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬فيما‭ ‬بعد،‭ ‬وما‭ ‬تضمنه‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬الأولين‭ ‬وأخبار‭ ‬الماضين‭.‬ وهذا‭ ‬التحدي‭ ‬بالقرآن‭ ‬لا‭ ‬يختص‭ ‬بزمن‭ ‬النبي‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬ولكنه‭ ‬باق‭  ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يرث‭ ‬الله‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬عليها‭.‬ فليس‭ ‬لإنسان‭ ‬كائن‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬بسورة‭ ‬من‭ ‬القرآن‭ ‬مهما‭ ‬علا‭ ‬في‭ ‬البلاغة‭ ‬كعبه‭ ‬ومهما‭ ‬ارتفع‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬شأنه‭.‬ يقول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: (‬وإن‭ ‬كنتم‭ ‬في‭ ‬ريب‭ ‬مما‭ ‬نزلنا‭ ‬على‭ ‬عبدنا‭ ‬فأتوا‭ ‬بسورة‭ ‬من‭ ‬مثله‭ ‬وادعوا‭ ‬شهداءكم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الله‭ ‬إن‭ ‬كنتم‭ ‬صادقين،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬تفعلوا‭ ‬ولن‭ ‬تفعلوا‭ ‬فاتقوا‭ ‬النار‭) ‬الآيتان‭ ‬23-‭ ‬24‭ ‬من‭ ‬سورة‭ ‬البقرة‭:‬ والشاهد‭ ‬في‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬الآية‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬هاتين‭ ‬الآيتين‭ (‬فإن‭ ‬لم‭ ‬تفعلوا‭ ‬ولن‭ ‬تفعلوا‭) ‬حيث‭ ‬تحدت‭ ‬الجملة‭ ‬الكريمة‭ ‬الأولى‭ (‬فإن‭ ‬لم‭ ‬تفعلوا‭) ‬المعاصرين‭ ‬للقرآن‭ ‬بينما‭ ‬تحدت‭ ‬الجملة‭ ‬الكريمة‭ ‬الثانية‭ (‬ولن‭ ‬تفعلوا‭) ‬الناس‭ ‬جميعا‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬الساعة‭ ‬حيث‭ ‬اشتملت‭ ‬على‭ ‬أداة‭ ‬النفي‭ (‬لن‭) ‬التي‭  ‬تفيد‭ ‬نفى‭ ‬المستقبل،‭ ‬وحكمت‭ ‬كلتا‭ ‬الجملتين‭ ‬على‭ ‬الفريقين‭ ‬معا‭ ‬بالفشل‭ ‬في‭ ‬الإتيان‭ ‬بمثل‭ ‬سورة‭ ‬من‭ ‬القرآن‭.‬ وخير‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬امتدت‭ ‬الأجيال‭ ‬وتوالت‭ ‬العصور‭ ‬والقرآن‭ ‬يتردد‭ ‬صداه‭ ‬في‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها‭: ‬أربعة‭ ‬عشر‭ ‬قرنا‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬ولم‭ ‬نر‭ ‬أو‭ ‬نسمع‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬متحديا‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬أو‭ ‬ادعى‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬الإتيان‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬القرآن‭.‬ وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬فما‭ ‬زال‭ ‬التحدي‭ ‬للناس‭ ‬جميعا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عصر‭ ‬ومصر‭ ‬بالإتيان‭ ‬بسورة‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬القرآن‭ ‬باقيا‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬الساعة‭!!!.‬ الشيخ‭ ‬عثمان‭ ‬إبراهيم‭ ‬عامر

مشاركة :