ابتكر باحث من مركز “جون هوبكنز” لأبحاث اللغة والحديث في الولايات المتحدة منظومة للذكاء الاصطناعي يمكنها التمييز بين وظائف اللغة في النصوص المكتوبة، في نهج قد يفسح المجال في نهاية المطاف أمام ابتكار روبوتات وأجهزة كمبيوتر يمكنها “فهم” اللغة المنطوقة أو الحوار المكتوب بنفس الطريقة التي يفهم بها البشر. وتستطيع المنظومة الجديدة التي ابتكرها الباحث بيوتر زيلاسكو تحديد المغزى من العبارات وتصنيفها في فئات مثل “العبارات التصريحية” و”التساؤلات” و”التعبيرات الاعتراضية” وغيرها من أنماط الحديث. ويقول بيوتر إنه من خلال استخدام هذه التصنيفات، ربما تكون هذه المنظومة هي الخطوة الأولى نحو تمكين أجهزة الكمبيوتر من فهم مغزى حديث البشر. ويوضح بيوتر أن الدراسة الجديدة التي أوردتها الدورية العلمية “ترانزاكشن أوف أسوسيشن فور كمبيوتيشنال لينغويستيكس”، المتخصصة في مجال اللغويات الحوسبية، كشفت أن منظومات الذكاء الاصطناعي لم تعد في حاجة إلى التعامل مع كتل ضخمة من العبارات والنصوص ثم محاولة تحديد نوعية موضوعها أو مغزاها أو المعاني المراد نقلها. وأضاف “لقد وجدنا أن علامات الترقيم تتيح مؤشرات قوية من أجل فهم مغزى النصوص اللغوية”، مشيراً إلى أن المعادلات الخوارزمية السابقة التي تستخدم في تفسير اللغة تعمل جيداً فقط في حالة وجود نصوص واضحة، مثل أن ينطق شخص ما بعبارة كاملة، ولكن في الحقيقة، فإن البشر نادراً ما يتحدثون بهذه الطريقة، وهو ما يجعل من الصعب بالنسبة إلى المنظومات السابقة تفسير المغزى من العبارات. ويعتقد بيوتر في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني “فيز دوت أورغ”، المتخصص في التكنولوجيا، أن المنظومة الجديدة التي ابتكرها سوف تستطيع في نهاية المطاف مساعدة الشركات على فهم لغة التفاعل بين المستهلكين وممثلي مراكز خدمة العملاء وتحليلها من أجل تحسين الأداء وتقديم مستوى أفضل من الخدمات.
مشاركة :