واشنطن – تفاجأ باحثون في فيسبوك عندما وجدوا ان روبوتات الدردشة استطاعت خلق لغتها الخاصة وطورتها بشكل عفوي دون أي تدخل بشري، بمجرد منحها هامش حرية. وتتيح تطبيقات الدردشة الروبوتية للشركات تطوير تطبيقات وفق تقنيات الذكاء الاصطناعي تتواجد داخل تطبيق مسانجر نفسه، للرد اوتوماتيكيا على الزبائن وتقديم أشياء مثل المساعدة والدعم الفني وصولا احيانا لمهام اكثر تعقيدا مثل التفاوض. وتركز عملاقة التواصل على تحسين الذكاء الصناعي لتعليم روبوتات الدردشة الكتابية (بوت) مهارات التفاض والنقاش من أجل استبدالها بالمفاوضات والنقاشات الإنسانية. وأثناء محاولة الباحثين العاملين في مختبر أبحاث الذكاء الصناعي بعملاقة التواصل تحسين إمكانيات الروبوتات المعروفة باسم "وكلاء الحوار" على النقاش بشكل أقرب للبشر، سمحوا لها بالتحدث بحرية باستعمال خوارزميات التعلم الآلي. وخلال التجربة بدأت الروبوتات مع مرور الوقت بالانحراف عن القواعد المكتوبة، وأصبحت تتواصل بلغة جديدة تماما، حيث تمكنت الروبوتات من خلق لغة جديدة دون استعمال المدخلات الإنسانية. وتعتبر هذه اللغة من ناحية المعنى اللغوي أقرب إلى ثرثرة أو كلام غير مفهوم وأكثر كفاءة للتواصل بين الروبوتات، إلا انها لم تكن مفيدة في تحقيق المهمة التي تم تعيينها، وكان على المبرمجين تغيير الطريقة التي اتبعتها الآلات لتعلم اللغة من أجل استكمال التدريب الخاص بالتفاوض. إلا أن المثير بالاهتمام أنه بمجرد إعطاء الذكاء الصناعي فرصة فإن التقنية بدأت بالإنحراف عن السيناريو المرسوم لها، وعملت على خلق شيء جديد حتى لو كان هذا الشيء يبدو كلام فارغ في الوقت الحالي. وحاول الباحثون تحسين إمكانيات روبوتات الدردشة الكتابية فيما يخص التحدث مع البشر إلا أن الروبوتات اتخذت خطوة أبعد من ذلك وعملت على خلق لغة ومحادثات خاصة بهم، ووجد الباحثون أيضاً أن هذه الروبوتات قادرة على المفاوضة بشكل لا يصدق. وقد اعتمدت الروبوتات، بعد حصولها على مهارات التفاوض، على التعلم الآلي والاستراتيجيات المتقدمة في محاولة لتحسين نتائج هذه المفاوضات، وأصبحت مع مرور الوقت على قدر كبير من المهارة، وبدأت تتظاهر بالاهتمام ببند واحد أو عنصر واحد من أجل التضحية في مرحلة لاحقة من المفاوضات باعتبار ذلك الحل بمثابة تسوية مقبولة. ويمكن لهذا الاكتشاف أن يوفر لمحة عن كيفية تواصل الآلات بشكل مستقل عن الأشخاص في المستقبل.
مشاركة :