واصل سباق التسلح العالمي جولاته خلال العام 2021، وأعلنت دول عدة نجاحها في قطع أشواط جديدة في السنة التي تلملم أيامها الأخيرة، سواء على سبيل تطوير الأسلحة والصواريخ أو كل ما لها علاقة بمجال الدفاع الأمني. صاروخ أرضي متوسط كانت البداية من الصين، التي أعلنت في الخامس من فبراير، على لسان وزارة الدفاع الوطني، نجاحها في إجراء اختبار اعتراض صاروخ أرضي متوسط المدى داخل أراضيها. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن الوزارة، أن الاختبار وصل إلى الأهداف المتوقعة، مؤكدة أنه دفاعي في طبيعته ولا يستهدف أي دولة. وتمتلك الصين صواريخ باليستية عابرة للقارات تستطيع الوصول إلى أي منطقة في العالم، كما تقوم بتطوير صواريخ متوسطة وقصيرة المدى. رئاسة الناتو وفي 25 يونيو، تولى الأدميرال روب باور، من البحرية الملكية الهولندية، رئاسة اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلفا للبريطاني قائد القوات الجوية المارشال سير ستيوارت. وذكر الناتو، حينها، أن اللجنة العسكرية تضطلع بمهمة الصلة الأساسية بين عملية صنع القرار السياسي والهيكل العسكري للحلف مع ترجمة القرار والتوجيه السياسيين إلى توجيه عسكري. وفي كلمته الافتتاحية أمام اللجنة العسكرية لـ(الناتو)، أكد باور أنه “يتعين علينا أن نكفل استجابة الحلف واستعداده وتعزيزه ولا يقتصر الأمر على 30 بلدا الأعضاء في الحلف فحسب، بل يشمل على وجه الخصوص 3.2 مليون رجل وامرأة يرتدون الزي الرسمي ويخدمونه”. أزمة الغواصات وفي السابع من شهر سبتمبر، نشبت أزمة كبير بين فرنسا من جانب وأستراليا وأمريكا من جانب آخر، بعدما ألغت كانبيرا صفقة غواصات بعدة مليارات من الدولارات، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إن فرنسا تعتبر أنها في “أزمة” مع الولايات المتحدة وأستراليا، واستدعت فرنسا سفيريها من البلدين احتجاجا على اتفاق أمني ثلاثي ضم أيضا بريطانيا تسبب في إلغاء عقد الغواصات مع باريس. وتطرق لودريان إلى ما اعتبره “أزمة خطيرة” تمثلت في إلغاء كانبيرا عقدا ضخما مع باريس لتسلم غواصات منها، منددا بـ”كذب وازدواجية وتقويض كبير للثقة” و”ازدراء” من جانب حلفاء فرنسا. وبرر لودريان استدعاء سفيري فرنسا في كانبيرا وواشنطن، مرجعا ذلك إلى “وجود أزمة خطيرة بيننا”، في حين لم يعر أهمية لإمكان استدعاء السفير في لندن، قائلا “نعلم انتهازيتهم الدائمة” بعد بضعة أشهر من بريكست، وتابع أن الرئيس إيمانويل ماكرون لم يتحدث مع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن صفقة الغواصات. ورأى أيضا أن “ما جرى” سيؤثر على تحديد المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي، ولكن من دون أن يشير إلى إمكان الخروج من الحلف، الاتفاق الذي يعتبر على نطاق واسع أن هدفه مواجهة صعود الصين، أثار غضب فرنسا، التي فقدت عقدها المبرم مع أستراليا عام 2016 وتناهز قيمته 50 مليار دولار أسترالي (36,5 مليار دولار، 31 مليار يورو). تعاون دفاعي استراتيجي وفي السابع من أكتوبر صادق البرلمان اليوناني على اتفاقية التعاون الدفاعي الاستراتيجي بين اليونان وفرنسا المبرمة في 28 سبتمبر الماضي. وذكرت وكالة الأنباء اليونانية، أن 191 نائبا يمثلون أحزاب الديمقراطي الجديد والحركة من أجل التغيير والحل اليوناني صوتوا لصالح الاتفاقية، بينما رفض الاتفاقية 109 نواب من أحزاب ائتلاف اليسار الراديكالي المعروف باسم (سيريزا) والشيوعي اليوناني و(ميرا 25). ووقعت اليونان وفرنسا اتفاقية للتعاون الدفاعي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين للدفاع عن مصالحهما المشتركة في البحر المتوسط، كما أعلنت باريس عزم أثينا شراء 3 سفن بحرية من فرنسا. وترى اليونان، أن الاتفاقية ستسمح لكل من البلدين بأن يهب لدعم الآخر في حالة تعرضه لخطر خارجي، جاء ذلك وسط تصاعد للتوتر بين اليونان وتركيا. يشمل الاتفاق طلب أثينا شراء ثلاث فرقاطات فرنسية قيمتها حوالي 3 مليارات يورو، وسبق أن طلبت أثينا نحو 24 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز “رافال” في 2021. وتركيا واليونان على خلاف الآن بشأن السيادة على امتداد الجرف القاري لكل منهما في البحر المتوسط مما يعطل توسعة أثينا لمياهها الإقليمية في بحر إيجه إلى 12 ميلاً (19 كيلومتراً). اتفاق أثينا وباريس أثار غضب أنقرة، التي قالت في بيان يوم الأول من أكتوبر، إن مطالبات اليونان بتوسعة مياهها الإقليمية ومجالها الجوي تتعارض مع القانون الدولي وتزيد من عزم تركيا على حماية حقوقها في المنطقة. واضطر مسؤولون فرنسيون للقول بأن الاتفاق مع أثينا لا يستهدف تركيا، وإنه يتوافق تماماً مع حلف شمال الأطلسي. سلاح مضاد للأقمار الصناعية في السادس عشر من نوفمبر أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أن روسيا أجرت اختبارا لسلاح مضاد للأقمار الصناعية، ما خلف حطاما وعرض الفضاء الخارجي للأرض إلى الخطر. وقالت واشنطون حينها، إن الاختبار الروسي يظهر أن المعارضة الروسية لتسليح الفضاء ما هي إلا “معارضة جوفاء”، وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، إلى أن “تصرف روسيا الخطير وغير المسؤول يعرض الجميع للخطر الدائم في الفضاء الخارجي على الأمد الطويل، ويظهر بوضوح أن مزاعم روسيا المتعلقة بمعارضة تسليح الفضاء جوفاء وتنطوي على خداع”. وأضاف برايس أن الصاروخ الروسي نجم عنه أكثر من 1500 قطعة من شظايا الحطام الذي يمكن رصده في المدار. من جانبها، اعترفت روسيا باختبارها سلاحاً مضاداً للأقمار الصناعية، وأفادت وسائل إعلام روسية بأن موسكو أكدت أنها أجرت اختباراً لسلاح استهدف قمراً روسياً غير مستخدم، متهمة الولايات المتحدة بتزييف الحقائق ببيانها الذي تستنكر فيه الواقعة. وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن الحطام الناجم عن الاختبار لم يشكل أي خطر، ولن يمثل أي تهديد للمحطات الفضائية والأقمار الصناعية في الفَلك، وهو ما يتعارض مع التعليقات التي أطلقتها واشنطن، وفق ما نقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء. وتمثل التجربة الروسية خطوة جديدة في اتجاه تحول الفضاء إلى مسرح للمنافسة بين الروس والأمريكيين، علماً بأن الإدارة الأمريكية السابقة شكلت العام الماضي قوة فضائية خاصة باتت أحدث فرع في القوات المسلحة الأمريكية. ويقول خبراء إن الأسلحة المضادة للأقمار الصناعية والتي تحطم أهدافها تشكل خطراً على الفضاء من خلال تكوين سحابة من الشظايا التي يمكن أن تصطدم بأجسام أخرى، والتي بدورها يمكن أن تطلق سلسلة من ردود الفعل من المقذوفات عبر مدار الأرض. وأجرت الولايات المتحدة أول اختبارات مضادة للأقمار الصناعية عام 1959 عندما كانت الأقمار الصناعية نفسها نادرة وجديدة. وأجرت روسيا، من جهتها، في أبريل 2021 اختباراً آخر لصاروخ مضاد للأقمار الصناعية. زيادة النفقات العسكرية في الثامن عشر من نوفمبر، أعلنت إيطاليا زيادة النفقات العسكرية في مجال التصنيع والتسلح في مسعى لتعزيز قدرات ودور حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي الدفاعية. وقال وزير الدفاع الإيطالي، لورينزو غويريني، في كلمة أمام منتدى صناعة الناتو” الأول، “رغم الأزمة الحالية، اختارت الحكومة والبرلمان الإيطاليان زيادة ميزانية الدفاع للعام الحالي والسنة المقبلة، بهدف تثبيت النمو من خلال استثمارات أكيدة ودائمة في الابتكار والتنمية والتعاون الصناعي”. وأكد الوزير الإيطالي قدرة بلاده على لعب دور “الجسر” بين أوروبا والولايات المتحدة لتوليد تعاون أوسع ومتبادل يؤدي إلى نمو نظام صناعي عسكري يعتمد عليه (الناتو) والاتحاد الأوروبي. وشدد على أن “العواقب الاقتصادية والاجتماعية الجسيمة لجائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد19) تتطلب بذل جهد أكبر لجعل احتياجات التحديث في المجال العسكري مفهومة لدى المواطنين”، ما يستلزم جهودا مقتنعة وجماعية من جانب الحكومات والبرلمانات لتوضيح ضرورة هذا الانفاق لحماية سيادة وأمن مجتمعاتنا ومن أجل انتعاشها الاقتصادي”. تحديث خطط الطوارئ المشتركة في الثاني من ديسمبر، أعلنت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الاتفاق على تحديث خطط الطوارئ المشتركة (دليل التخطيط الاستراتيجي الجديد)، وهو وثيقة لتحديد خطط العمليات الحربية لمواجهة التهديدات النووية والصاروخية المتطورة لكوريا الشمالية. وتأتي الخطوة لردع تطور التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، في إشارة إلى تعاونهما المكثف لتعزيز الردع ضد النظام الكوري الشمالي. ووافق وزير الدفاع الكوري الجنوبي سوه ووك، ونظيره الأمريكي لويد أوستن، على دليل التخطيط الاستراتيجي الجديد (SPG، وهي وثيقة لتحديد مسار خطط العمليات المحدثة في زمن الحرب (OPLANs)، خلال الاجتماع التشاوري الأمني (SCM) بين البلدين. واستمرت الدعوات لإعادة كتابة دليل التخطيط الاستراتيجي الذي مضى عليه عقد من الزمن، والذي قال النقاد إنه عفا عليه الزمن في أعقاب التطورات الرئيسية في برامج تطوير الأسلحة لكوريا الشمالية، بما في ذلك الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات والصواريخ الذي تفوق سرعتها سرعة الصوت. واتفق الجانبان على العمل معًا لتعزيز التعاون الوثيق في المجالات الأمنية ذات الأهمية الاستراتيجية للفضاء السيبراني والفضاء الخارجي. وشدد الجانبان على أهمية الالتزام بالحفاظ على حجم القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية الحالي البالغ 28,500 جندي أمريكي. وتم تصميم دليل التخطيط الاستراتيجي الجديد لتزويد اللجنة العسكرية للحلفاء التي يقودها رؤساء الأركان المشتركة بتفويض لخطة الحرب، والتي ستضعها قيادة القوات المشتركة الكورية الجنوبية-الأمريكية. ويرى مراقبون أن دليل التخطيط الاستراتيجي الجديد يمثل تعبيرا عن تصميم الحليفين على تسخير قدراتهما العسكرية المشتركة للرد على سيناريوهات مختلفة في زمن الحرب، بما في ذلك استخدام كوريا الشمالية للهجمات النووية والتقليدية. الهند وفرنسا وفي السابع عشر من ديسمبر، أعلنت الهند وفرنسا الاتفاق على تعزيز شراكتهما الاستراتيجية في المجال الأمني والدفاعي، والتزامهما بالعمل المشترك في المحافل الثنائية والإقليمية والمتعددة الأطراف لتعزيز التعاون. وقالت وزارة الدفاع الهندية، إن ذلك جاء لدى إجراء وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ مباحثات مكثفة مع نظيرته الفرنسية فلورنس بارلي، التي وصلت إلى نيودلهي في زيارة رسمية للمشاركة في “الحوار الدفاعي السنوي الثالث” بين البلدين. وناقش الطرفان سبل تعزيز التعاون الدفاعي في جميع المجالات، وتناول الحوار سبل تعزيز التعاون الصناعي الدفاعي مع التركيز على التعاون المستقبلي والإنتاج المشترك بين البلدين. الهند تختبر صاروخا باليستيا وفي الثامن عشر من ديسمبر، أجرت الهند تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى من طراز (أغني بي) قادر على حمل رؤوس نووية قبالة سواحل ولاية (أوديشا) شرقي الهند. وذكرت وزارة الدفاع الهندية، أن منظمة البحث والتطوير الدفاعية الهندية أجرت اختبارا ناجحا للصاروخ من جزيرة (عبد الكلام) قبالة سواحل (أوديشا)، وأضافت أن الرادارات والمحطات الكهروضوئية والسفن المتمركزة على طول الساحل الشرقي رصدت الصاروخ الذي “حقق جميع أهداف المهمة بمستوى عال من الدقة”. وهنأ وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ العلماء في المنظمة على الاختبار الناجح، معربا عن سعادته باألداء “الممتاز” للنظام. وتخوض الهند منذ سنوات سباق تسلح مع الصين وباكستان المجاورتين من خالل تطوير صواريخ اعتراضية واختبارها مرات عدة في الماضي. وتمتلك كل من الصين وباكستان أسلحة نووية ما دفع نيودلهي إلى صنع “ردع صاروخي” بهدف حماية المدن الهندية من أي هجمات “معادية” محتملة. صاروخ روسي وفي الرابع والعشرين من ديسمبر، أعلنت روسيا إجراء تجربة “ناجحة” لإطلاق صاروخ من طراز (تسيركون)، الذي ينتمي إلى جيل الصواريخ المجنحة، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ويصيب أهدافه بدقة على مسافة ألف كيلومتر. التجربة أعلنها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونقل التلفزيون الروسي عن بوتين القول خلال لقاء عقده مع أعضاء مجلس الدولة ومجلس العلوم والتعليم “قام خبراؤنا اليوم بإطلاق صاروخ جديد من نوع فرط صوتي من طراز تسيركون قادر على إصابة أهداف برية وبحرية “. ووصف بوتين تجربة إطلاق الصاروخ بأنها “ناجحة ودقيقة”، قائلا إن “هذه التجارب تعتبر حدثا كبيرا في حياة البلاد وخطوة مهمة في تعزيز القدرات القتالية لروسيا”، ومن المقرر أن يوضع صاروخ (تسيركون) قيد الخدمة لدى القوات المسلحة الروسية العام المقبل . 10 صواريخ روسية جديدة وفي آخر أيام العام 2021، اختبر الأسطول الشمالي في البحرية الروسية، 10 صواريخ جديدة من طراز “زيركون” الأسرع من الصوت، ضمن جيل جديد من الأسلحة الجديدة التي تختبرها موسكو وتقول إن لا نظير لها. وقالت وكالة إنتر فاكس الروسية، إن الأسطول الشمالي، الذي يتمركز في القطب الشمالي اختبر صواريخ “زيركون”، الأسرع من الصوت من على متن فرقاطة وصاروخين آخرين من غواصة. وذكرت تقارير أن الصواريخ الجديدة كانت من بين 70 سلاحا حديثا اختبره الأسطول الشمالي في اليوم الأخير من 2021. وأشارت أيضا إلى أن الاختبارات شملت صاروخ “داغر”، الذي تعادل سرعته أربعة أمثال سرعة الصوت. وأشاد الرئيس فلاديمير بوتين بالصواريخ، ووصفها بأنها جزء من جيل جديد من منظومات أسلحة لا نظير لها، وفق “رويترز”.
مشاركة :