بإطلالةٍ جميلة مُوحية تحكي قصة الإخاء في هذا الوطن، وبيدَين مُتعاضدتين على فعل الخير وحماية البلاد، وبابتسامة تلخّص صفاء البواطن، وقف القائدان الكبيران: صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مشهد مَهيب يبعث الأمل في الروح، ويؤكد عمق روح التلاحم بين قادة هذا الوطن، حيث أطلّا للتعبير عن حفاوة القلب بالعام الجديد الذي يحمل في طيّاته بشائر الخير، ويؤكّد صدق العزيمة على مواصلة النهج الرشيد الذي اختطّه قادة الدولة قبل خمسين عاماً، مع التصميم على أن الاتحاد هو القدر الجميل الذي كان وراء كل هذه الإنجازات المذهلة في مسيرة الدولة عبر الخمسين عاماً الماضية، ليظلّ الاتحاد هو القدر الأجمل في الخمسين عاماً القادمة التي تخطط لها الدولة من خلال رؤية مبدعة تضيف تاريخاً إلى تاريخ، وتصنع للوطن مجداً يستحقه من التميز والصدارة بكل شجاعة وجدارة، وهو ما عبّر عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في هذه القصيدة العذبة الرقيقة المفعمة بالأمل وتباشير السعادة والتي سمّاها (عام جديد عام سعيد)، حيث أودعها كل ما يجيش في الصدر من مشاعر الخير والأمل بإطلالة هذا العام الميلادي الجديد 2022م. الـفـيـنْ وإثـنـينٍ وعـشـرينْ عـــامْ الـتِّـمَيِّزْ والـصِّـدارَهْ بهْ نبتدي نسعىَ لخمسينْ ونـكَـمِّـلْ الـسِّـيـرْ بـجـدارَهْ بهذه الجملة الناصعة الوضوح يفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذه القصيدة حين يذكر الرقم الصحيح للعام على خلاف عادة الشعراء الذين يحتمون بالغموض والإجمال، ولكن وضوح مشاعره تجاه هذا العام السعيد جعله يصرّح به كي يكون القارئ على بيّنة واضحة من مراد الشاعر، فهو لا يُحيل إلى المجهول بل يتكلم عن عام محدد سيكون انطلاقة نحو مرحلة حاسمة من مسيرة الدولة في رحلتها الجديدة نحو الخمسين القادمة، لذلك جزم صاحب السمو بأنّ هذا العام سيكون عام التميز والصدارة، وهو النهج الذي تمّ ترسيخه في المسيرة السابقة لكنّ صاحب السمو يطرح نموذجاً جديداً في التميز تكون فيه دولة الإمارات النموذج القدوة للآخرين وليس مجرد الفائز بالمركز الأول، بل هي الصدارة النموذج التي يصعب تجاوزها، ولا يكون أمام الآخرين سوى خيار الاقتداء بها وتقليدها والنسج على منوالها، فعلى هذا النهج ستكون المسيرة القادمة للدولة وستكمل مسيرتها بكل جدارة وكفاءة وعزيمة واقتدار. مـانختلِفْ مانخافْ مانلينْ ولانْـحَـسبْ لـلعليا خـسارَهْ عـلـىَ نَـهَـجْ لآبـاءْ مـاضينْ بـعـزومْ وإبــداعْ وشـطارَهْ وببصيرة القائد الملهم الذي يعرف أسباب الفشل والتراجع يؤكّد صاحب السمو أن مسيرة الدولة الماضية واللاحقة تعرف طريقها الآمن حين تتجنب عن قصد ووعي كلّ أسباب الفشل والتخلف والترهّل التي تتمثل في الخلاف بين القيادة والشعب، والخوف الذي تنطفئ معه شعلة الشجاعة في النفس، وتخور معه العزيمة الماضية، واللين الذي هو رديف الضعف والجبن الذي تضعف معه الهمة والإرادة، فهذه الأخلاق السلبية ليست واردة إطلاقاً في رؤية رجال هذه الدولة الذين تربَّوْا على الشجاعة وامتلاك زمام المبادرة، ومواجهة الصعاب والتحديات بل ومواجهة ما يظنه الناس مستحيلاً، فلا خسارة إطلاقاً في كل جهد مبذول للوصول إلى العلياء في كل شيء، إنما الخسارة في الفشل والتراجع والنكوص على الأعقاب، وهو مما لا يليق بأبناء زايد، وكل إماراتي حُرٍّ شريف هو ابن لزايد، زايد الخير والعمل والإنجاز، ذلكم القائد الملهم الذي غرس في نفوس أبناء الوطن الشجاعة المتسلحة بالأخلاق، فهم على نهج هؤلاء الآباء المخلصين سائرون، متسلحين بالعزم والإبداع والمهارة التي عبّر عنها صاحب السمو بهذا اللفظ الرقيق اللطيف (شطاره) وكلاهما دالّ على عمق الحس بالمسؤولية تجاه الواجب والقيام به على أكمل وجه وأحسنه. إنـسـاهِـمْ بــكـلِّ الـمـيادينْ عـلـمْ و صـناعهْ أوْ تـجارَهْ لــي هـمِّهم جَـمعْ الـملايينْ ايـهـمِّنا صِـنـعْ الـحَضارَهْ وبهذه النبرة المجللة بالفخر والاعتزاز يكشف صاحب السمو عن الأفق الرحب الراقي الذي ترتاده الإمارات في مسيرتها التي تساهم فيها في جميع ميادين الحياة: علماً وصناعةً وتجارةً، في إشارة من صاحب السمو إلى تعدد مناحي الإبداع في شخصية الإنسان الإماراتي وأنها ليست مرهونة لجانب واحد من جوانب الحياة، فهي شخصية متفتحة وقادرة على الانخراط في جميع ميادين الحياة وذلك لتحقيق هدف عظيم يتمثل في صنع الحضارة، والإسهام القوي الفاعل في المشهد الحضاري الإنساني، وعدم الاكتفاء بتكديس الملايين في البنوك، وهو كلام يدلّ عليه الواقع، فالإمارات منخرطة بكل قوة في جميع المسارات العلمية والحضارية والثقافية التي تحتفي بإنسانية الإنسان، وترتقي به نحو أفقه العالي اللائق به، فحققت في هذا المجال من الإنجازات ما يشهد به القاصي والداني، وما لا يُحتاج معه إلى ضرب الشواهد والأمثال. ولا يـهـزِّنا كـيـدْ الـمـعادينْ جـيـشٍ لـنا يـحمي ديـارَهْ تـاريـخنا حـافِلْ بـماضينْ عـطـاهُـمْ الـتَّـاريخ شــارَهْ وفي موازاة سلامة الجبهة الداخلية للوطن، فإن الجبهة الخارجية له أيضاً هي في قلب السلامة، ولذلك لا تهتز القيادة ولا الشعب من كل أصناف الكيد الذي يفعله من يضمر السوء لهذا الوطن الطيب المعطاء، فهي دولة محمية بجيشها الباسل الذي يسهر صقوره تحت عين صقر البلاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على أمن هذا الوطن، ويقف أبناؤه كالأسود الضارية على حدوده وثغوره يذبون عنه ويقفون سدّاً منيعاً في وجه كل طامع، فلهذا كان تاريخ هذا الوطن حافلاً بالرجال الأشاوس الذين قلّدهم التاريخ أوسمة العزّ والفخار، تقديراً لنبلهم وشجاعتهم وتقديمهم الغالي والنفيس في سبيل مجد الوطن ورفعته. والحاضِرْ وورودْ ورياحينْ وقـلـوبِـنا فـيـهـا جــسـارَهْ بـأفـعالنا نـعـطي بـراهـينْ مَــبْ بـالـكلامْ وبـالـفِشارَهْ مـانسمَعْ أقـوالْ الـمواشينْ أهـــلِ الـفـشيلِهْ والـعـثارَهْ وإذا كان الماضي زاهراً بكل هذه الإنجازات التي يسمو بها الوطن، فإن الحاضر أيضاً هو فوّاح بعطر المجد والإنجاز، فهو حديقة أزهارٍ مكتظة بالورد والريحان اللذيْن تنتعش بهما الروح وتقوى بهما الإرادة والعزيمة، فضلاً عما تمتلئ به القلوب من الجسارة والشجاعة، حيث لا يعود للخوف ولا للتردد مكان في قلوب هؤلاء القادة الشجعان، الذين يثبتون صدق أقوالهم من خلال أفعالهم التي هي براهين صدق على كل كلمة يقولونها، فهم ليسوا من جنس القادة الذين يملؤون الدنيا كلاماً فارغاً ويكون الحاصل خسارة وفشارة، بل هم رجال صدق ورجال قول وفعل، فعلى كواهل هؤلاء الرجال الكبار تقوم الدول، ولذلك فهم لا يستمعون كلام الواشين ولا يعيرونه اهتماماً لأنهم في ميزانهم ليسوا سوى طائفة من أهل الفشل والتعثر في مسيرتهم الخاوية الخالية من كل إنجاز يستحق التقدير والاحترام. متماسكينْ إشمالْ وإيمينْ بــالإتِّــحــادْ وبــإقــتــدارَهْ نـهـجِـهْ يـوَحـدِّنـا بـتَـمكينْ مـتـأكدِّينْ إمْــنِ إنـتصارَهْ ثم كانت هذه الخاتمة البديعة التي تؤكد روح التلاحم بين جميع أبناء الوطن: قادةً وشعباً، وهو ما تعبر عنه هذه الصورة الرائعة في تماسك الشمال مع اليمين في إشارة بديعة الدلالة على أنّ قوة الإمارات هي في اتحادها، فكما كان الاتحاد هو سبب نهضتها وعزتها، فسيبقى الاتحاد هو سبب كرامتها ومواصلة مسيرة مجدها، فهذا هو النهج الأوحد الذي يمكّن لهذه الدولة أن تظل على طريق الآباء المؤسسين، وهو النهج الذي لا يشكّ صاحب السمو في سلامته، وأنه سينتصر على جميع العقبات والتحديات، لأنه الخيار الأوحد لهذا الوطن الذي يستحق كلّ محبة وتضحية وعطاء. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :