للإبداع معنى.. وللعودة إلى القمة دلالات.. والنسر الأصفر العنيد لكر السلة أثبت بالأمس الاول أمام خصمه الزعيم المنامي بنهائي كأس السوبر(المباراة الثانية) أنه يجمع كل صفات النجومية ذات الأمل للسير نحو المنصات، فلذلك استحق الفوز وتأجيل حسم هوية البطل في المباراة الفاصلة يوم الاربعاء القادم. كانت تلك المباراة عبارة عن مسرحية فنية عجيبة مهيبة مثيرة لا تعرف كواليسها الا بنهايتها بعد إنزال الستارة على مسرحها.. عبر تمثيل وخبرة وابداع نجوم الفريقين، وبحضور أنيق من المشاهدين كجماهير المنامة والاهلي.. ولكن ما ميزها اكثر هو بطلها قائد الاهلي النمر حسين شاكر، النجم السوبر الستار لا بثلاثيته القاتلة في الثواني الاخيرة وانما في بكافة الاشواط (كان بحق سر الابداع للنسور) ورمزا للوفاء والتمسك بالجذور الأهلاوية التي ليس بقاموسها اليأس ابدا.. وهذا ليس بغريب عليه لأنه فارس كبير أهلا للمسؤوليات الكبرى والمسك بزمامها، لكي يمضي بفريقه الى درب المنصات بخبرته العالية. وفي سياق اخر، كان هذا الفوز الأهلاوي الاصفر الجميل درسا جديدا لكل من حكم على مرضه وعدم استطاعته الطيران مرة اخرى امام الاسد المنامي القوي، فالعمل الجماعي للفريق بفضل قيادة مدربه الذكي جدا اثمر عن نجاحه في مقارعة الزعيم الكبير بل نفض غبار الماضي بالتسلح بكافة مفردات هذا العصر والادوات المتواجدة حاليا معه (وأعطى من حوله وخصوصا الاعداء إنذارا شديد اللهجة للموسم القادم). قلناها من قبل.. ونقولها اليوم.. النادي الاهلي تاريخ كبير ويستحق ان يكون في النهائيات وعلى المنصات لانه تاريخ كبير في هذه اللعبة .. لامتلاكه مواهب لا تنبض وادارة راقية وجماهير وفية تسانده في الضراء قبل السراء ليبقى معها كياناً شامخاً، ونسراً يحلق في السماء العالية للانقضاض على كافة خصومه. نقطة شديدة الوضوح كل فوز طقوسه واحده (ولكن فوز الاهلي هذه المرة مختلف واستثنائي كليا) خصوصا بعد خروج أربعة من نجومه هشام سرحان وسيد كاظم ماجد وصباح حسين والمحترف الامريكي جيرمن غرين بخمسة أخطاء!! فياله من فوز ثمين أدمع العيون وحرك السكون. هذا النسر الأصيل عفوًا يا كداد.. هذا النمر حسين شاكر يصيد ما ينصاد!!
مشاركة :