رهين المحبسين الجهل والحقد

  • 12/31/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم أجد معادلة نتيجتها الغباء المطلق مثل الجهل مضافاً إليه الحقد لأن الجاهل ممعن في الضلالة لايتبين نورا من عتمة ولا خيرا من شر إلا ماوافق طبعه الذي يجعله يمارس التمترس في زاوية مقابل كل العالم لمجرد أنه يملك تصوراته الخاصة التي تمثل له الصواب والخطأ والحق والباطل فإذا ما أضفنا إلى ذلك الجهل بعض النفوذ والسلطة فهنا تكون الطامة الكبرى التي تجعل صاحبها لاينكر منكرا ولا يعرف معروفا وتكون كل مرجعية سلوكه وقرارته نابعة من ذاته المتلبسة بكل بلادة الجهل التي لاتضع للآخرين اعتباراً ولا لحقوقهم قيمة.. قد يملك الكثيرون حصانة فلايتلبسهم شيء من غثاثته وشؤم وجوده ولكنه يبقى مُصدِّرا للقلق والأضرار لكل الجهات فلايكاد يسلم من أذيته أحد وكأنه أحد نواب الشيطان الذين اكتفى بهم إبليس عِوضا عنه في الأرض فتجده يوغل في الأذى ويوعز لجنوده ممن عُجنوا بالشر واللؤم ان يكون اجتهادهم لسحب كل ذرات الأكسجين من كل صدر يتنفس وكأنما مكافأتهم في الحياة هي مزيد الإمعان في الأذى والصولة بعد الصولة في ميدان الابتذال والرداءة فهم قرناء للسوء بل هو القرين لهم فهم الأصل في ابتدار المنكر وهم مادته حتى وإن تشكل في إهاب بشر ، وقد يسأل سائل وكيف النجاة منهم فأقول ليس سهلاً الفكاك منهم إلا بالهجرة من حيز مكانهم ومغادرة أزمانهم قدر المستطاع لعل أحداً ينجو أو ينعتق من لوثاتهم وتلوثهم بكل منكر خبيث تضخم في أرواحهم حتى ضاق بهم البر والبحر والأرض والفضاء ، اللهم بك نلوذ ونعوذ منهم ومن نفثهم ومن خيلهم ورجلهم وجندهم وكل مااتصل بهم من قريب واجعل اقامتهم في كوكب الحياة قصيرة قدر حياة الذباب الذي كان أشرف منهم عندما سلبهم بعض مايستحقون من قذارة يتبادلها معهم في لحظات الولوغ في مستنقعات الخطايا.

مشاركة :