أبوظبي (الاتحاد) أكدت هيئة البيئة في أبوظبي، ضرورة الحصول على موافقة مسبقة لزراعة أشجار القرم في أبوظبي، معلنة بدء تطبيق إجراء جديد قبل البدء بتنفيذ مشاريع جديدة لزراعة أشجار القرم بالإمارة. وأوضحت الهيئة في بيان صحفي أن الإجراء الجديد جاء لضمان إدارة هذه الموائل بشكل أفضل في أبوظبي، والتأكد من أن المناطق الجديدة المزروعة ستعود بالنفع بيئياً دون أن تؤثر سلباً على أنواع الموائل الأخرى. وقالت عائشة البلوشي، مدير التنوع البيولوجي البحري بالهيئة: «إن استعادة الموائل أو إيجاد موائل جديدة ليسا دائماً عملية سهلة. ونحن نريد أن نؤكد أن أولويتنا تركز على حماية الموائل البحرية الحرجة القائمة، وتجنب خسارة أي من هذه الموائل. فقد أنعم الله على أبوظبي بمجموعة واسعة من الميزات الساحلية الطبيعية التي تدعم الحياة الفطرية الفريدة من نوعها لهذه الموائل القيمة، والتي يجب أن تتم حمايتها. فالسهول الطينية، والطحالب العائمة وسبخات المياه المالحة في بيئتنا لا تقل أهمية عن أشجار القرم لدينا، وجميعها تلعب دوراً رئيساً في توازن بيئتنا بشكل أفضل». وأفادت الهيئة بأن زراعة أشجار القرم تعتبر أسلوباً شائعاً ومعروفاً لدى المطورين لتعويض الآثار البيئية للمشاريع التنموية. ويشمل ذلك زراعة المسطحات الطينية على طول الساحل أو زيادة كثافة الأشجار في المنطقة التي توجد فيها أشجار القرم. ويشار إلى أن العديد من المناطق التي تغطيها أشجار القرم والتي يمكننا رؤيتها في مختلف أنحاء أبوظبي اليوم، هي من المناطق المزروعة. ولضمان عدم حدوث ذلك في أبوظبي، فقد أدخلت هيئة البيئة – أبوظبي مطلباً جديداً للشركات والمؤسسات التي ترغب بتنفيذ مشاريع لزراعة أشجار القرم، ينص على ضرورة التقدم بطلب للحصول على شهادة عدم ممانعة لزراعة أشجار القرم في أبوظبي. ويمكن التقدم بالطلب إلكترونياً عبر مراسلة خدمة العملاء customerservice@ead.ae على أن يتم إرفاق خطة إدارة زراعة أشجار القرم، ما يسمح للخبراء بالهيئة حماية الموائل الموجودة، وتقديم المشورة لمقدمي الطلب بشأن كيفية ضمان أفضل نسبة من النجاح، وتوفير فرصة أفضل للاستفادة من هذه الأشجار، بما يعود بالفائدة على البيئة والإنسان. وعلى مدى السنوات الـ 14 الماضية، أجرت الهيئة دراسات تفصيلية حول موائل أشجار القرم والنظم البيئية الأخرى للكربون الأزرق الذي يشير إلى قدرة الموائل الساحلية على تخزين وامتصاص الكربون من البيئة، وبالتالي يلعب دوراً مهماً في التخفيف من آثار تغير المناخ. ولقد أظهرت الدراسات أن أشجار القرم الطبيعية لها القدرة على تخزين وعزل الكربون على نحو أكبر، مقارنة بأشجار القرم المزروعة حديثاً. وعلاوة على ذلك، فإن المجموعات الطبيعية والناضجة من أشجار القرم ذات قيمة أكبر بكثير من الشتلات المزروعة حديثاً، في توفير المأوى للحياة الفطرية.
مشاركة :