توعد رئيس الوزراء الفرنسي بتوجيه ضربات قاصمة للإرهاب، في وقت أعلن عن اجراءات أمنية مشددة بنشر عشرة آلاف جندي في باريس، فيما عاشت فرنسا أول أيام الحداد على ضحايا هجمات باريس. وبالتزامن سجلت التحقيقات تقدماً بالتعرف على هوية اثنين من المنفذين ومتابعة أثرين، أحدهما سوري والآخر بلجيكي ما يوضح ملابسات الجريمة الإرهابية. وفي حين قالت مصادر نيابية لوكالة فرانس برس ان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يريد تمديد حالة الطوارئ في فرنسا لثلاثة اشهر، عثرت الشرطة الفرنسية على عدة بنادق كلاشنيكوف من النوع الذي استخدم في هجمات باريس مساء الجمعة في سيارة ثانية، سوداء من طراز سيات، استخدمها المهاجمون، عثر عليها في مونتروي بضاحية شرق العاصمة الفرنسية، على ما افاد مصدر قضائي أمس. وكان شهود أفادوا عن سيارة سيات سوداء استخدمها المهاجمون في ثلاثة من مواقع الاعتداءات ليل الجمعة في شرق باريس. تحديد هوية وفي تطور ملموس، أفاد مصدر قريب من التحقيق في اعتداءات باريس أنه تم تحديد هوية ثلاثة انتحاريين فرنسيين من بين المنفذين السبعة للاعتداءات، علما بانه تركز على بلجيكا حيث اقام انتحاريان من هؤلاء.وقالت هذه المصادر إن أجهزة مكافحة الإرهاب لا تزال لا تملك معلومات عن عضو آخر في المجموعة قد يكون أحد الانتحاريين أو لاذ بالفرار. وكانت مصادر ووسائل إعلام فرنسية قالت إن الشرطة الفرنسية تعرفت على أحد المهاجمين في الهجمات المنسقة في باريس، مشيرة إلى أن اسمه إسماعيل عمر مصطفاي، وهو فرنسي الجنسية يبلغ من العمر 29 عاما، كما تستجوب سبعة من أقاربه. ووفقا لصحيفة لوموند الفرنسية تملك السلطات ملفا عن مصطفاي، ذكر فيه أنه من المحتمل أن يكون متشددا. كما أن لديه سجل اعتقالات، وصدرت ضده ثمانية أحكام في جرائم صغيرة. وكان مصطفاي أحد المسلحين الذين فجروا أنفسهم في قاعة حفلات في باريس، حيث سقط معظم القتلى وعددهم 129 في هجمات يوم الجمعة. اعتقالات وذكرت عدة وسائل إعلام فرنسية أن والد مصطفاي وشقيقه وخمسة أشخاص آخرين محتجزون للاستجواب فيما تتواصل عملية ملاحقة أشخاص آخرين لهم صلة بواقعة إطلاق النار. وتم توقيف والد وشقيق المهاجم مساء السبت، فيما جرت عمليات دهم وتفتيش لمنزليهما. وقد حضر شقيق المهاجم (34 عاما) بنفسه إلى مركز الشرطة في كريتوي في المساء، بعد ان فوجئ لدى تبليغه ان شقيقه الأصغر ضالع في الاعتداءات خاصة احتجاز الرهائن في باتاكلان. أثر سوري وغداة الاعتداءات الأكثر دموية التي تشهدها فرنسا، عثر المحققون قرب جثة أحد انتحاريي استاد دو فرانس على جواز سفر سوري يعود إلى مهاجر مسجل في اليونان بحسب اثينا. وقالت وزارة الداخلية الصربية إن حامل جواز السفر السوري الذي عثر عليه قرب جثة أحد المسلحين دخل صربيا الشهر الماضي حيث سعى للجوء. وقالت الوزارة في بيان أحد الإرهابيين المشتبه بهم وهو شخص مطلوب لدى وكالات الأمن الفرنسية سجل نفسه عند معبر بريسيفو الحدودي يوم السابع من أكتوبر هذا العام حيث قدم رسميا طلب لجوء. وتابع البيان التحريات أكدت أن التفاصيل الخاصة به مطابقة لشخص تم التعرف عليه يوم الثالث من أكتوبر في اليونان. لم تصدر الشرطة الدولية (الانتربول) أمر اعتقال بحق هذا الشخص. ومن جهتها، قالت السلطات اليونانية إن جواز السفر مطابق لجواز استخدمه لاجئ وصل إلى جزيرة ليروس اليونانية يوم الثالث من أكتوبر. أثر بلجيكي وفضلاً عن الأثر السوري، كشف التحقيق عن اثر بلجيكي. وقد اوقفت السلطات البلجيكية ما مجموعه سبعة اشخاص، أحدهم الرجل الذي استأجر السيارة السوداء التي استخدمها الانتحاريون ووجدت مركونة أمام مسرح باتاكلان. هذا فيما أعلنت النيابة العامة البلجيكية في بيان ان بين منفذي هجمات باريس مساء الجمعة فرنسيان اقاما في بروكسل احدهما في حي مولنبيك تحديدا وقتلا في موقع الهجمات. كما أفادت النيابة العامة ان السيارتين المسجلتين في بلجيكا اللتين عثر عليهما المحققون الفرنسيون في باريس وضاحيتها القريبة استؤجرتا مطلع الاسبوع في منطقة بروكسل، مضيفة انه تم توقيف سبعة اشخاص في بلجيكا منذ السبت في اطار الشق البلجيكي من التحقيق في الاعتداءات. حداد وطني وإلى ذلك، بدأت فرنسا أمس حداداً وطنياً لثلاثة أيام أعلنه الرئيس هولاند، فيما تبقى المتاحف وصالات المسارح مغلقة في العاصمة الفرنسية التي كانت أرصفة مطاعمها مساء السبت خاوية، كما خلت شوارع مدينة النور من المارة. وبالرغم من حظر التظاهرات في باريس حتى الخميس، تجمع مئات الأشخاص مساء السبت في ساحة لاريبوبليك التي أصبحت الموقع الرمزي للتعبئة بعد الهجوم على شارلي ايبدو. 10 آلاف جندي وعلى صعيد آخر، أعلنت السلطات الفرنسية أنه سيتم تعبئة عشرة آلاف جندي في الإجمال بحلول مساء الثلاثاء على الأراضي الفرنسية وبخاصة باريس، أي أعلى مستوى في اطار عملية سانتينيل. وعلى الجبهة الخارجية، توعد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بأن فرنسا المشاركة عسكريا في سوريا والعراق ستضرب تنظيم داعش الذي تبنى الاعتداءات بهدف تدميره. وعلى سؤال عن أهداف الجيش الفرنسي، الذي استهدف مواقع طاقة لتنظيم داعش بعد أن ضرب معسكرات تدريب تابعة له، قال وزير الدفاع جان ايف لودريان سنستهدف مجمل قدرات داعش.
مشاركة :