فقد المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي، الشاعر المحارب خالد أبو خالد، الذي وافته المنية في دمشق عن عمر ناهز الـ (84 عاما) بعد سيرة ومسيرة حافلة بالكفاح والإبداع. الشاعر الكبير خالد أبو خالد، صاحب مقولة (إما فلسطين أو فلسطين)، هو الكاتب والصحفي والشاعر والفنان التشكيلي والإعلامي الفلسطيني، ولد سنة 1937 في سيلة الظهر، والده الشهيد والقائد في ثورة القسام (الثورة الفلسطينية الكبرى 1936 ـ 1939)، محمد صالح الحمد الملقب بأبي خالد. لم يساوم على ثوابته الوطنية وكانت فلسطين الحبيبة في قلبه ودمه، التحق بالمقاومة الفلسطينية منذ شبابه الأول فكان في طليعة الفرسان، أحب أمته العربية مخلصا لها ولكل تاريخها وناضل من أجلها حتى يومه الأخير. وكان يقول عن ريشته ولوحاته: «أنا أعطي بالرسم أكثر وأغنى مما أعطي بالقصيدة. لكن الوقت المُتاح للقصيدة هو الذي يحدّدها، بينما الوقت المُتاح للوحة ضيّق ولا يستوعب. المثابرة على الرسم بالأشغال عديدة والكتابة تحتاج إلى وقتٍ أقل من الرسم الحقيقة. إنهما متّصلان وتأثيرهما مشروط بعدّة عوامل أهمها المثابرة لتقديم أفضل نصّ وأفضل لوحة». وحين صدرت مجموعته الشعرية «العوديسا»، قال : “ أما لماذا هي العوديسا؟.. لأن ملحمة الأوديسا التي تروي سيرة عودة أوديسيوس إلى أيثاكا لإنقاذ بينلوب هي المعادل الهوميري لعودة الفلسطيني إلى فلسطين. فركبت العنوان من العودة والأوديسا وهذا التركيب لم يغيّر كثيراً في الجملة”. وتولى الشاعر الكبير الراحل، مسؤوليات ثقافية وأدبية عديدة لعل آخرها سكرتير الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، في سوريا. وسبق له أن عمل مذيعاً في إذاعة وتلفزيون الكويت، وفي سوريا أيضا، ثم التحق بصفوف المقاومة وتحمل مسؤوليات فيها. وللفقيد الشاعر الثأئر العديد من المؤلفات منها: فتحي- مسرحية – عمان 1969. الرحيل باتجاه العودة – قصيدة طويلة – القاهرة 1970. قصائد منقوشة على مسلة الأشرفية – مجموعة شعرية مشتركة – دمشق 1971. وسام على صدر الميليشيا- شعر- بيروت 1971. تغريبة خالد أبو خالد- شعر- بيروت – 1972. الجدل في منتصف الليل- شعر – دمشق 1973. أغنية حب عربية إلى هانوي – شعر – بغداد 1973. وشاهراً سلاسلي أجيء- شعر- بيروت 1974. بيسان في الرماد- شعر- بيروت 1978. أسميك بحراً، اسمي يدي الرمل- شعر- المغرب 1991. دمي نخيل للنخيل – شعر 1994. فرس لكنعان الفتى- شعر – دار الآداب 1995. رمح لغرناطة – شعر. معلقة على جدار مخيم جنين – شعر. العوديسا الفلسطينية في ثلاثة أجزاء عن بيت الشعر الفلسطيني عام 2008. حزينة فلسطين في ليلة الرحيل وجاء في بيان نعى الأمين للاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، للشاعر الكبير الراحل، الذي وافته المنية في العاصمة السورية «دمشق»، أمس الأول ـ الجمعة ـ : «يا دمشق مالك الليلة وقد وشّحك السواد، والسماء من فوقك دمعة مالحة لأرض مجروحة مكبلة، كيف لي أن أنعي خالد أبو خالد، شاعرا وفارسا ما لانت له قناة، ولا ملّ من عناد الأمل بالعودة إلى الوطن المحرر، ثابتا على ثابت فلسطبن، كيف لي أن أغلق ألبوم الصور دون عناق بيني وبينه فوق تلة تطل على بحر عكا قبل المغيب؟» وتابع: «حزينة فلسطين في ليلتها هذه، بل الحزن مشفق عليها بما جرحت بغيابك، وما تركت على مائدة الوجود من فراغ وسيع لن تلمّه انشغالات التيه، ولا قبائل الرمل الجائعة».
مشاركة :