الفن التابع .. هل أصبح منسياً؟

  • 1/3/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قيل إن الصورة تعبر عن ألف كلمة، ثم أتت حقبة الفن المعاصر فأصبحت الصورة تحتاج إلى ألف كلمة للتعبير عنها. تغيرت الفنون البصرية إلى أعمال في كثير من الأحيان بلا معنى دون نص نقدي يدعمه، فيصبح الفن ليس للبصر، بل أعمال للحديث والكتابة عنها. يتميز الفن المعاصر بالافتقار من مبدأ تنظيمي أو أيديولوجيا موحدة، لذلك يذهب كل تركيز الفنان المعاصر بالغالب إلى محاولات التمرد والخروج عن إطار المألوف ويغفل عن الصورة النهائية لعمله. شهدت الدرعية في منتصف ديسمبر، انطلاق النسخة الأولى من بينالي الدرعية للفن المعاصر الذي يضم أكثر من "40" عملًا معروضًا لفنانين محليين ودوليين. شمل ذلك العديد من أعمال الفن المفاهيمي والمنحوتات الذي كان من ضمنها عمل الفنان وانغ لويان. باستخدام مواد بسيطة. يصور وانغ شخصيات بشرية لا ملامح لها في أشكال ومواقف غامضة تختلف بناءً على كيفية رؤية المرء للعمل وتدعو الناظرين للتساؤل: هل المجسمان المتجاوران يواجهان بعضهما؟ هل يديران ظهرهما لبعض؟ هل نهتم؟ قد نكون في وضع مماثل لما حدث في القرن التاسع عشر. معظم الفن الذي كان يعتبر مهمًا في ذلك الوقت، الذي كان يعرض في المعارض السنوية ويكتب عنه في الصحف، "أصبح منسيًا الآن". الأعمال التي أثبتت أهميتها تاريخيًا صمدت بفضل الطبقة البرجوازية الذين كانوا يشترونها لتزيين مساحاتهم. لم يخل بينالي الدرعية من الفن اللافت والخلّاب، قدمت الفنانة لولوة الحمود عملها الفني «الأبجدية» الذي يترأس مشروعها المستمر منذ عشرين عامًا لاستكشاف العلاقة بين الهندسة والأحرف العربية. يمثل هذا العمل إشارة مجازية يعبَّر عنها من خلال أشكال هندسية مضاءة بمصابيح محاطة بإطار معدني. عند الاقتراب منه، يصبح الضوء أكثر دفئًا وسطوعًا، مما يجذب المشاهد للتعمق في تفاصيل العمل. بينما قدم الفنان جانج بيلي عمله الفني «البث المتزامن» الذي يتكون من "27" جهاز تلفزيون قديماً موضوعة بشكل دائري، حيث تعرض كل شاشة مقطعًا إخباريًا مختلفًا جمعها عبر توجيه دعوة مفتوحة أطلقها على موقع الكتروني طالبًا من المشاركين تسجيل مقطع إخباري من أهم هيئة بث في بلد كل مشارك. وقد سجّل البث مشاركين من جميع أنحاء العالم في "31 ديسمبر" "1999"، في الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي. وبينما يمثل المشاهد محور اهتمام هذه الشاشات، فإنها تمثل لمحة عن أكثر اهتمامات المجتمع البشري شيوعًا في مطلع القرن، وتبين الأوجه العديدة بالاختلاف والتشابه. في ظل التطور التقني، قد نكون بالقرب من حقبة فنية جديدة ذي فن قادر على الاستقلال من المعاونات ويكافئ الانتباه البصري. حينها، هل سيصمد من الفن المعاصر شيء؟ قد تكون أعمال لولوة الحمود وجانج بيلي وأمثالهما هي الأعمال التي ستصمد على مر الزمان، أو قد تكون أعمال الفنانين الذين لم نعرفهم بعد هي الخالدة.

مشاركة :