أكد عدد من المحللين الاقتصاديين لـ»المدينة» بأن مشاركة المملكة لاجتماع قمة العشرين المنعقد في تركيا دليل على أهمية اقتصادها ومتانته سواء على الصعيدين العالمي أو العربي، لافتين أنها تمثل الثقل الأكبر في سوق البترول عالميا ولطالما كانت هي الدولة المرجحة في توفير إمدادات البترول في حال حدث أي نقص في الإمدادات من أحد الدول المصدرة، كما تعتبر المملكة هي اللاعب المؤثر في هذا السوق عالميا. في البداية أوضح المحلل الاقتصادي فضل البوعينين حول مشاركة المملكة في اجتماع مجموعة العشرين أنه يمكن النظر إلى حضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قمة العشرين مع وفد رفيع المستوى من عدة جوانب الأول اهتمام الملك سلمان بالجانب الاقتصادي وتوجهه الإستراتيجي بأن يكون الاقتصاد المحرك الأول للسياسات وبما يحقق الرفاهية والتنمية ويدعم النمو ويعكس الحجم الحقيقي للإنفاق الحكومي. مضيفا بأن العامل الثاني هو أهمية المملكة في المجتمع الدولي وفي مجموعة العشرين لما تمثله من ثقل اقتصادي ومرجعية لتحقيق أمن الطاقة عالميا ومركزها في العالمين الإسلامي والعربي إضافة إلى قدرتها على التأثير الإيجابي وبما يدعم الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي عالميا. أما العامل الثالث يتمحور حول قدرة المملكة على حشد الجهود الدولية لتحقيق الأهداف التنموية ودعم الاستقرار الدولي فهي للتّو انتهت من تنظيم مؤتمر الدول العربية والدول اللاتينية وخرجت منه بقرارات اقتصادية وسياسية مهمة يمكن أن تكون رافدا لقمة العشرين خاصة وأن الإقليمين العربي واللاتيني يمثلان ثقلا اقتصاديا، وبشريا في المجتمع الدولي. مبينا بقوله حضور المملكة قمة العشرين بعيد اختتام قمة الدول العربية ودول أميركا اللاتينية يؤكد على أهميتها الاقتصادية وقدرتها على التأثير وحشد الجهود الدولية خاصة مع انتهاج الملك سلمان سياسة تقدمية في إدارة الاقتصاد وسعيه لإعادة هيكلته وبما يحقق الأهداف التنموية في الداخل وقدرته على التأثير الخارجي وفق رؤية إستراتيجية تكاملية تعتمد على الشراكات الإقليمية والعالمية المحققة للأهداف الوطنية والقومية. أما العامل الرابع على حد قوله هو التأكيد على أن المملكة ما زالت أحد أهم الدول المؤثرة في الاقتصاد العالمي من خلال الطاقة التي تشكل عصب الإنتاج وقاعدته الرئيسة، إضافة إلى حجم تجارتها الدولية وملاءتها المالية، وباعتبارها «بنك النفط المركزي» عالميا وهي القادرة على ضمان إمداداته والتأثير على أسعاره إضافة إلى قدرتها الاستثنائية في التعامل مع الأسواق بكفاءة في حال الأزمات وبخاصة في جانب الإمدادات حيث تمتلك المملكة طاقة إنتاجية إضافية وغير مستغلة يمكنها استغلالها في معالجة انخفاض الإمدادات الطارئة الناتجة عن الأزمات. ما حققته المملكة في قمة الدول العربية واللاتينية وتأثير خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز الإيجابي فيها وقدرته على الحشد الدولي ثم مشاركته في قمة العشرين يؤكد مكانة المملكة السياسية والاقتصادية ودورها الفاعل في المنطقة وحجمها الاقتصادي الذي لا يمكن التشكيك فيه لمجرد انخفاض أسعار النفط الطارئة. من جانبه قال المحلل الاقتصادي علي الجعفري بأن مشاركة المملكة في اجتماع قمة العشرين مهمة حيث إنها تعتبر من المصدرين الرئيسيين للبترول حيث يعتبر هو المصدر الأول في العالم لإنتاج الطاقة. مشيرا الجعفري بقوله: المملكة في السابق كانت تقوم بتوفير الإمدادات في سوق البترول عالميا في حال حصل أي انخفاض في الناتج العالمي للبترول، ويعاني سوق البترول حاليا من انخفاض في أسعاره بشكل حاد والتي لا يتوقع من الأسعار الاستمرار بهذا النحو في الفترات المقبلة. من جانبه قال المحلل الاقتصادي بشر بخيت بقوله: ما يزال اقتصاد المملكة العربية السعودية يمثل موقعا متقدما في الاقتصاديات الدولية وهذا يمثله مشاركتها في اجتماع أقوى اقتصاد 20 دولة في العالم، والذي يضم 7 دول صناعية والبقية من الدول الناشئة، حيث إننا في طليعة الدول الناشئة. مضيفا بخيت بقوله: من المعروف بأن البترول تراجع بنسبة 50 في المئة ولكن لا يزال هو محرك الطاقة الرئيس في الدول الصناعية ولذلك كان الاهتمام لمشاركة المملكة في هذه القمة، مبينا بقوله بأنه من صالح الجميع استقرار أسعار البترول فالتقلبات سواء صعودا أو هبوطا تضر بجميع الأطراف.
مشاركة :