المنطقة تتعرض لغزو طائفي تصدره إيران التي أظهرت مواقفها العدوانية الأخيرة تجاه المملكة العربية السعودية بأنها دولة راعية للإرهاب وكان لا بد للرياض أن «تهز العصا» بوجه نظام الملالي. هذا ما أجمع عليه خبراء في الشؤون السياسية تحدثت إليهم «المدينة» معتبرين أنه آن الأوان لمواجهة التدخلات الإيرانية السافرة في المنطقة. وقال المحلل السياسي الدكتور منير حمارنة إن إيران دولة راعية للإرهاب ونظامها «طائفي»، مواقفها تجاه المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية تكشف عن الوجه الحقيقي لإيران المتمثل في دعم الإرهاب، والتي تعد استمرارا لسياساته في زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة». وأضاف أن نظام الملالي يريد زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ونشر الطائفية والفتنة لإغراق المنطقة بالدماء وتعميم سياسة القتل على الهوية كما فعل في العراق ولبنان واليمن التي حاولت الدخول إليها لكن المملكة العربية السعودية كانت لها بالمرصاد. وأكد أن المطلوب الآن من جميع الدول العربية والإسلامية محاصرة نظام الملالي وعزل إيران عن المنطقة لافتا إلى أن استدعاء بعض الدول لسفراء إيران فيها للاحتجاج على مواقفها تجاه المملكة العربية السعودية إجراء إيجابي لكنه لا يكفي. وأشار الدكتور حمارنة إلى أن نظام إيران بدفاعه عن أعمال الإرهابيين وتبريره لها، يعتبر في ذلك شريكا لهم في جرائمهم ويتحمل المسؤولية الكاملة عن سياسته التحريضية والتصعيدية. وأضاف بأن نظام إيران آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب، باعتباره دولة راعية للإرهاب، ومدان من قبل الأمم المتحدة والعديد من الدول، ويؤكد ذلك إدراج عدد من المؤسسات الحكومية الإيرانية على قائمة الإرهاب في الأمم المتحدة. أما النائب محمد العلاقمة فقد اعتبر أن الوقاحة الإيرانية بلغت مستويات لم تعد مقبولة وأن الإجراءات التي قامت بها المملكة العربية السعودية كانت متأخرة فقد صبرت المملكة سنوات طويلة على استفزازات نظام الملالي قبل أن تهز العصا بوجهه مشيرا إلى أن مشاهدة المشهد لم تعد تكفي وأن المطلوب تحركات إسلامية وعربية لوضع إيران في عزلة تامة. وقال إن على جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي مطالبة المجتمع الدولي بإخراج إيران من سورية ولبنان والعراق واليمن وتقليم أظافر مرجعيات قم ومحاصرة عمل سفاراتهم التي هي بمثابة أوكار للجواسيس الذين ينفذون مخططات الفتنة الطائفية في المنطقة. وأشار إلى أن تدخلات النظام الإيراني السافرة في دول المنطقة، شملت كلاًّ من العراق واليمن ولبنان، وسوريا التي تدخلت فيها بشكل مباشر من خلال الحرس الثوري، والمليشيات الشيعية من لبنان ودول العالم، ونجم عنه مقتل أكثر من 250 ألف سوري بدم بارد، وتشريد أكثر من 12 مليون. ولفت النائب العلاقمة أن خلايا إيران التي كانت تعتزم تنفيذ عمليات إرهابية في السعودية والبحرين والكويت وبعض دول المنطقة والتي ألقي القبض على بعض أفرادها اعترفوا أنهم كانوا يستهدفون تفجير أماكن تعج بالمدنيين لضرب الأمن والاستقرار في هذه الدول. وأكد أن العالم وعلى رأسه الأمم المتحدة ومجلس الأمن يدرك حجم الجرائم التي ارتكبها نظام الملالي ضد الإنسانية إضافة لممارسة القتل على الهوية وإبادة مئات الآلاف من السنة في العراق والسيطرة على كل مقدرات الدولة معتبرا أن بقاء الوضع كما هو عليه يعني أن إيران تريد إدخال المنطقة في دوامة عنف لا تنتهي. وقال المحلل السياسي طعمة العبيدالله إن المملكة العربية السعودية بقطعها العلاقات الدبلوماسية مع إيران إنما تقطع الطريق على الخطط الطائفية التي تستهدف المنطقة عبر البوابتين السورية والعراقية لافتا إلى أن الشارع العربي والإسلامي أظهر ارتياحا كبيرا لقرار الرياض بقطع علاقاتها مع طهران. واعتبر أن ما فعلته إيران يدخل في إطار الوقاحة والبلطجة والتدخل السافر في شؤون المملكة العربية السعودية مشيرا إلى أن المملكة مستهدفة من نظام الملالي باعتبارها مرجعية المسلمين الدينية وكونها حجر العثرة أمام الطريق الإيرانية في بسط نفوذ الشيعة في المنطقة مؤكدا أن الرياض أحسنت الفعل بقطع علاقاتها بهذا النظام. وقال إن قرار المملكة العربية السعودية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران خطوة هامة تتطلب تحركا عربيا وإسلاميا لمحاصرة النظام الإيراني الذي بات يتمدد فقاعيا مشيرين إلى أن طهران أرادت تصفية حساباتها السياسية لأن المملكة العربية السعودية أجهضت أحد أهم أحلامها بالسيطرة على اليمن التي كانت تنظر إليها على أنها بوابتها إلى المنطقة. ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية بقطع علاقاتها مع إيران وتعريتها سياسيا ودينيا قطع الطريق على المحاولات الفارسية بجر المنطقة بأسرها إلى نزاع طائفي كانت تسعى طهران لتحقيقه على شكل سلسلة من الحروب الأهلية داعيا الجميع إلى الحذر من العاصفة الطائفية التي تحركها إيران في المنطقة. وقال إن سياسية التخندق الطائفي التي تمارسها طهران تمهد لإشعال الحرب في المنطقة معتبرا أن طهران التي تمارس سياسة القتل على الهوية عبر أذنابها في العراق وسورية تريد تحويل المنطقة إلى بركة من الدماء بهدف بسط سلطتها الطائفية المقيتة معتبرا أن المملكة العربية السعودية وقفت سدا منيعا في وجه سياسية طهران لحماية الأمن القومي العربي والإسلامي. المزيد من الصور :
مشاركة :