بعد ساعات من تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه ينبغي على روسيا التركيز على استهداف مركز لتنظيم داعش المتطرف في سوريا، طالب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون موسكو بالأمر ذاته. وقال كاميرون للصحافيين، أمس، قبل اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقدة حاليا في أنطاليا التركية، إن الخلاف بين بلاده وروسيا أن الأخيرة ركزت على استهداف الفصائل المعارضة للنظام السوري بدلا من أن تركز جهودها على استهداف «داعش»، وقال: «خلافاتنا مع موسكو واضحة، أهمها استهدافهم للفصائل المعارضة غير الإرهابية والتي نعتقد أنها بالإمكان أن تكون جزءا من مستقبل سوريا، والمفترض على موسكو الاستهداف المركز لتنظيم داعش لا للفصائل المعارضة الأخرى». وبعد يومين على أحداث باريس الدامية، قال كاميرون للصحافيين: «المحادثة التي أريد أن أجريها مع فلاديمير بوتين هي أن نقول.. هناك شيء واحد نتفق عليه هو أننا سنكون أكثر أمنا في روسيا.. سنكون أكثر أمنا في بريطانيا إذا دمرنا (داعش) هذا ما ينبغي أن نركز عليه». وأضاف رئيس الوزراء البريطاني: «هجمات باريس جعلتنا نؤمن بضرورة الإسراع في القضاء على هذا التنظيم المتطرف بأسرع وقت». وتشارك بريطانيا في حملة الضربات الجوية ضد التنظيم في العراق، لكنها لن تمد مهمتها إلى سوريا ما لم يوافق نواب البرلمان وهو أمر يبدو غير مرجح حتى الآن. وأضاف كاميرون في حديثه أمس: «هناك أطراف تقوم بأعمال في سوريا لمواجهة الإرهاب، وهو أمر ندعمه ونشجعه، لكن ينبغي أن نواصل التشديد على أننا سنكون أكثر أمنا في المملكة المتحدة وفي فرنسا وفي جميع أنحاء أوروبا إذا دمرنا عصابة القتل هذه إلى الأبد». حديث كاميرون جاء مقاربا إلى أحاديث زعماء تركيا وروسيا وأميركا، بل إن البيان الختامي للقمة والذي انتشرت مسودته الأولى، أمس، ركز بشكل مكثف على ضرورة محاربة الإرهاب بشتى أنواعه. ويأتي تركيز كاميرون على ضرورة الإسراع بالقضاء على «داعش» والتنظيمات المتطرفة الأخرى في وقت أعلن متحدث باسمه أن السلطات البريطانية شددت إجراءات الأمن بعد اعتداءات باريس مضيفا: «الشرطة عززت إجراءاتها كعمل احترازي ونتعاون بقوة لمراقبة الحدود البريطانية – الفرنسية». تصريحات المتحدث باسم حكومة كاميرون جاءت عقب اجتماع لجنة الطوارئ في لندن والتي ناقشت أحداث باريس وكيفية مواجهة أي أخطار محتملة قد تواجه المملكة المتحدة. وجاء في البيان الصادر أمس: «وافق الوزراء على ضرورة مراجعة خططنا لضمان استخلاص الدروس المستفادة». ولم يخل البيان البريطاني عن تهديد أي طرف يسعى للإخلال بأمن المملكة المتحدة إذا جاء فيه: «بريطانيا تعمل لضمان أمنها مع التأكيد على قدرتها على الرد في حال وقوع هجمات مسلحة أو إرهابية».
مشاركة :