حالة من اللهاث انتابت (السوشيال ميديا) وبرامج (التوك شو)، أضعها فى إطار (الحنين للماضى)، لمجرد أن أحدهم قال إنه شبيه رشدى أباظة.. على فكرة هو الذى قال، ووجدوها فرصة لكى يملأوا ساعات الإرسال، وهو يعتبر بمثابة هدف رخيص الثمن، لأنه فى العادة لا يتقاضى أجرا. الشبيه حتى لو تطابق بيولوجيًّا مثل التوأم فريد شوقى وعماد حمدى، لو تأملت الصور فلن تجد فارقا فى الملامح بين الأخوين شوقى أو الأخوين حمدى، فهما من نفس البويضة، إلا أن هناك ثمة فارقا رئيسيا فى الإحساس، وهذا ما يمنح فريد وعماد نجومية أنها (الكاريزما)، التى تتجاوز مجرد التماثل الشكلى، وهى التى حققت للنجمين الكبيرين هذا الحضور والتألق على الشاشة ـ بينما التوأم لكل منهما لم يقفا أساسا أمام الكاميرا. لديكم نصر حماد شبيه عادل إمام، شاهدته قبل نحو عشر سنوات فى الدوحة، وكان مجرد نمرة، يأكل عيش فى بعض المسرحيات، بينه وبين عادل نحو 18 عاما فى العمر الزمنى، البعض أشاع أن عادل طارده حتى هاجر من مصر، والبعض يقول إنه حصل على ثمن التوقف عن تقليد عادل، وكلها شائعات تتناقض تماما مع تركيبة عادل، لأن عادل كان موقنا السقوط السريع لمن يقلده. ظهر أيضا مصطفى التاجى شبيه عمرو دياب، ولا وجه للشبه، تأملت ملامحه ونبرة صوته، ولم أجد تفصيلة واحدة تجمعهما. الشبيه حالة مرضية نجدها مع بزوغ فنان جديد.. مثلا بعد هيفاء وهبى وجدت أكثر من فنانة تعتقد أن الجمال فقط يساوى هيفاء، وصرن بعد كل العمليات والإضافات والتحسينات نسخا منها، وتباعا ابتعدن ولاتزال هيفاء هى هيفاء نسخة لا تكرر. فى عام 54 مع بداية بزوغ نجومية عبدالحليم حافظ بعد أغنية (على قد الشوق) أشارت الجرائد إلى أن نحو 50 مطربا ذهبوا للإذاعة حتى تعتمدهم، وكلهم لا يرددون سوى (على قد الشوق)، وبالطبع رفضت الإذاعة اعتمادهم. لدينا وطوال التاريخ شخصيات ملهمة، يظهر لهم مقلدون، وخاصة فى عالم الأصوات. وكتبت قبل نحو 30 عاما مقالا عنوانه (ضحايا عبدالوهاب) مثل المطربين محمد أمين وجلال حرب ووجيه صدقى، أشهرهم عادل مأمون وجميعهم لم يتركوا بصمة، ربما نتذكر فقط عادل فى عدد محدد من الأغنيات، ابتعد فيها عن (الوهابية) مثل (ابعد عن الحب وغنى له) تلحين منير مراد و(وياللى سامعنى) تلحين كمال الطويل. آخر هؤلاء هو السورى صفوان بهلوان.. وتكتشف عندما تتابعه أنه أيضا يتقمص طريقة عبدالوهاب فى الحديث، لم يقدم أى أغنية خاصة به، ولكن نظرا لاتساع المسافة الزمنية بينه وبين عبدالوهاب أصبحت له مساحته فى استعادة أغنيات عبدالوهاب. أشهر ضحايا التقليد طوال التاريخ هو كمال حسنى، فى عام 56 قررت المنتجة مارى كوينى ومعها الكاتب الصحفى الكبير موسى صبري الدفع به كمطرب لإزاحة عبدالحليم عن القمة، وقدموا له فيلم (ربيع الحب) به كل عناصر فيلم عبدالحليم الأول (لحن الوفاء) الكاتب محمد مصطفى سامى والمخرج إبراهيم عمارة وشادية وحسين رياض والملحنان محمد الموجى ومنير مراد، وأضافوا شكرى سرحان وعبد السلام النابلسى، وكانت تلك بداية ونهاية كمال حسنى. الشبيه لعبة قديمة فشلت، إلا أننا كما يبدو أدمنّا الفشل!!. [email protected] المقال: نقلًا عن (المصري اليوم).
مشاركة :