أكثر من 25 هدفا تقول الغرفة التجارية في الرياض إنها جاءت لتحقيقها. ليس هذا فحسب؛ الغرفة تضم 25 لجنة مستقلة! حينما تتصفح موقعها يهولك حجم "الكلام" والصور والاجتماعات. على الأرض لا أعلم ما هو المحصول؟ أدرك أن الهدف الأساسي للغرفة هو رعاية مصالح القطاع الخاص في منطقة الرياض وحمايتها. هذا ليس سرا؛ بل يتصدر موقعها الإلكتروني. نحن نبحث عن مصالح الناس، عن توطين الوظائف. نبحث عن وظائف توازي نمو بعض القطاعات. حينما أتحدث عن "غرفة الرياض" فأنا أتحدث عن أغلب الغرف التجارية في بلادنا. أمس القريب، أعلنت غرفة الشرقية عن لقاء توظيف لقرابة ألف وظيفة تعرضها أربع شركات في المنطقة الشرقية! هل المقارنة غير عادلة؟؛ نظرا لمجاورة غرفة الشرقية لكبريات الشركات في بلادنا. حسنا؛ ماذا عن غرفة الخرج التي أعلنت عن 400 وظيفة؟، بل لا أبالغ إن قلت إنهم اتصلوا بالعاطلين في مناطق أخرى ليعرضوا عليهم هذه الوظائف! يقول "عبدالرحمن الزامل" رئيس مجلس الغرف التجارية والصناعية السعودية في 23-6-2015، إن أزمة البطالة ليست في المناطق أو المدن الكبرى كالمنطقة الشرقية والغربية والوسطى، إنما نسبتها الكبيرة في المناطق الواعدة النائية. تشخيص مهم؛ لكن ما الذي فعلته الغرف التجارية هناك؟! أن تصبح الغرف التجارية نادي VIP لكبار التجار والصناعيين، فهذا أمر غير مقبول. هناك أدوار يفترض أن يتم القيام بها والإعلان عنها بالرقم. اليوم هناك على مقاعد الدراسة الجامعية "مليون وستمئة ألف" طالب وطالبة. يقول رئيس اللجنة السعودية لسوق العمل "منصور الشثري" في حديث صحفي، إن القطاع الخاص مُطالب بتوليد 400 ألف وظيفة لائقة لحملة الشهادة الجامعية من السعوديين سنويا. الرقم مزعج! البطالة كرة ثلج، مع الأيام يزداد حجمها. الأرقام تزداد. والأرصفة تمتلئ بالعاطلين. متتالية حسابية. و"أندية التجار" موجودة في كل مدن ومناطق بلادنا. ولا أحد يخبرنا عن جهودها إزاء أزمة البطالة. إن بعض الظن إثم؛ لكنني لا أفهم سر تقاتل التجار والصناعيين على مقاعد الغرفة في انتخاباتها الدورية. هل تتوقعون أن هذه التكتلات والصراعات ناتجة عن حرصهم على خدمة المجتمع؟! أم أن الأمر كما يقول أصحاب الظنون الآثمة: "امسك لي واقطع لك"؟!
مشاركة :