منذ خطواتها الأولى في عالم الفن استطاعت الفنانة رهف غيتارا أن تكون لها بصمتها الخاصة بصوتها المميز، وانتقائها لأعمال غير اعتيادية، ورغم ذلك فإن خطواتها الفنية بطيئة، ولا تواكب موهبتها وحضورها، وهو ما تحدثت عنه في لقائها مع «الجريدة»، مؤكدة أنها صاحبة شخصية مزاجية، وليس لديها خط واضح للاحتراف، وأن نجاحها ناتج عن موهبتها الحقيقية، أما الغياب فهو انعكاس طبيعي لكونها شخصية كسولة لا تعتبر الفن مصدر رزقها، بل هوايتها المفضلة بالحياة. • حدثينا عن تجربتك الدرامية من خلال مسلسل «عداني العيب». - استمتعت بخوض تجربة التمثيل لأول مرة في الدراما التلفزيونية (عداني العيب) العام الماضي، وحققت نجاحا من خلاله، إذ قدمت دورا قريبا من شخصيتي الحقيقية، حين جسَّدت شخصية مغنية ضمن الأحداث، وكانت مساحة الدور كبيرة مقارنة بظهوري الأول من خلال 13 حلقة بالمسلسل. • شاركتِ أخيرا في المسرحية الغنائية «أليس»، كيف كانت العروض؟ - المسرحية كانت ممتعة بالنسبة لي، فقد قدمت من خلالها الغناء والاستعراض، وعروضا مبهرة حققت إقبالا جماهيرا كبيرا، لكن أعتقد أن دخول المدارس عطَّل تحقيق المسرحية المزيد من العروض والأرباح، إذ تم عرضها في الصيف قبل بدء العام الدراسي بأيام، وشاركتني في العمل الفنانة باسمة حمادة، وهي تأليف محمد أكبر، وإخراج عبدالعزيز البلوشي، كما أستعد لمسرحية جديدة بعيد الفطر المقبل. • بين خشبة المسرح وشاشة التلفزيون، أين تجدين نفسك؟ - رغم أن معظم الفنانين يرون أن المسرح عمل متعب أكثر من الدراما، لكن المسرح يستهويني بشكل أكبر، وأعتقد على العكس أنه عمل مريح مقارنة بالدراما، التي يجري تصويرها على مدى 12 ساعة يوميا تقريبا، فأنا لا أطيق الانتظار بين المشاهد، وأشعر بملل وإرهاق كبير، لذلك فإن المسرح أكثر حياة وحركة وشغفاً بالنسبة لي. • هل فكرتِ في خوض تجربة الدراما الرقمية؟ - رغم أنها تجربة شيقة وجديدة وتحظى باهتمام واسع، فإنها تحتاج إلى فنان نشط، وأنا لست نشيطة بالشكل الكافي. • لكنك مُقلة في أعمالك على كل المستويات، سواء في التمثيل أو الغناء... فما السبب؟ - نعم، بعض الأسباب تعود لي، وبعضها لسوق الفن، فأنا لا أقبل تقليل الأجور عن الحد المعقول، والآن المنتجون يقيمون الفنان ليس على قدر موهبته، بل على قدر سعره في السوق، وحجم وجوده. ولأني مُقلة في أعمالي، تأتيني عروض بأجور غير مقبولة، ليس لأن أجري مرتفع، على العكس أنا لا أعتبر الفن مصدرا للدخل أو الرزق، كما أنا لدي مصادر أخرى أعتمد عليها في حياتي، وليس الفن مطلقا، لكن سبب رفضي المشاركة بأجر ضعيف هو أن المنتجين أحيانا لا يقدرون الفنان حق تقديره. • وما الأسباب الشخصية التي تجعلك مُقلة في أعمالك، رغم جماهيريتك؟ - أحمد الله على أن الناس يحبون رهف غيتارا، ولا ينسون أعمالها، مهما كانت قليلة أو متباعدة، وربما لأنهم يقدرون الموهبة الحقيقية، لكن للأسف أنا شخصية كسولة ومزاجية، ولا أرى ما يدفعني للانغماس في الفن طالما أن جمهوري يعرفني ويحبني، كما أني لا أحتاج إليه كعمل، فأنا أتعامل مع الفن كموهبة وشغف، لذلك فليس لدي خطة احترافية كالتي يتمتع بها معظم النجوم، فالعمل الذي يروق لي أشارك به، والذي لا يروق لي لا أجد ما يضطرني لإرهاق نفسي واستنزاف جهدي فيه لا فنيا ولا غيره. • الغناء موهبتك الأساسية، فلماذا لا تتواجدين باستمرار على الساحة؟ - أطرح بين الحين والآخر أغنيات جديدة، وربما يحتاج مني الجمهور أكثر، لذلك أنا موجودة باستمرار في الحفلات والأعراس، وهو ما يضمن لي التواصل مع جمهوري عن قرب، وربما لأني بدأت الغناء مع فريق، ثم وجدت نفسي بروحي، ما جعلني أطلق أعمالا متباعدة، حيث أستمتع بالعمل في فريق، لذلك لدي أغنية أعمل عليها بمشاركة فريق كويتي موسيقي باسم «Tribe Vipe»، وسنقوم بتصويرها «فيديو كليب»، وأتوقع أن تحقق صدى قويا. كما طرحت في عيد الأضحى الماضي أغنية سينغل بعنوان «ثواني العمر»، كلمات الشاعرة الدانة، وألحان عبدالله العماني، وتوزيع يعقوب، وميكس وماسترنغ صهيب العوضي، وقبلها الأغنية الرومانسية «ينجرح قلبي»، كلمات بان الرفاعي، وألحان مشاري العوضي، وكان آخر فيديو كليب أطلقته بعنوان «my world»، وهي أغنية عربية أجنبية لاقت نجاحا كبيرا. • هل تفكرين في تكرار تجربة الزواج؟ - بصدق شديد، لا أفكر في تكرار التجربة، بعد أن خضتها في السابق، ولم تكلل بالنجاح، ربما لا يستطيع الإنسان، خصوصا المرأة، العيش دون مشاعر وأسرة، لذلك أنا أقيم مع عائلتي التي تحيطني بالحب والرعاية، وبالنهاية ما يقدره الله لنا هو الخير دائما.
مشاركة :