فريق بايدن يدرك فشل سياسته تجاه إيران

  • 1/6/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعترف إدارة بايدن اليوم باحتمال ألا يُعقَد أي اتفاق مع طهران رغم تواصلها المستمر مع الإيرانيين، حيث تتعدد المؤشرات التي تثبت أن الإدارة الأميركية تريد إلقاء اللوم على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، على اعتبار أن انسحابه من الاتفاق النووي الأصلي منح إيران العذر الذي تحتاج إليه لتطوير قدراتها النووية، لكن إيران اتخذت أكثر التحركات عدائية بعد انتخاب الرئيس جو بايدن، فلا تتحرك طهران اليوم رداً على حملة الضغوط القصوى التي أطلقها ترامب، بل إنها تردّ على قرار بايدن بتخفيف تلك الضغوط، باختصار تقوم إيران بكل ما تستطيع فعله من دون مواجهة أي عواقب. هل يظن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن طهران تتجاهل مبادرة واشنطن الإيجابية لأنها لا تزال غاضبة من انسحاب ترامب من الاتفاق النووي منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف؟ هذا الأمر مستبعد، فعملياً، يبدو أن بايدن هو الذي شجّع طهران على متابعة مسيرتها نحو التسلح النووي حين امتنع عن فرض أي عواقب على النظام الديني رغم استفزازاته، وأصرّ بايدن على التمسك باستراتيجية التواصل رغم التقدم النووي الإيراني في خمس حالات. أولاً، بدأت إيران تنتج معدن اليورانيوم في فبراير، وراحت تُخصّبه بدرجة نقاوة تصل إلى 60% في شهر أبريل، ولا يمكن تجريد العلماء الإيرانيين من المعارف التي اكتسبوها. استنكر الأميركيون وحلفاؤهم الأوروبيون التحركات الإيرانية وشددوا على عدم وجود حاجة مدنية لإحراز هذا النوع من التقدم، ومع ذلك، لم تواجه طهران أي عواقب. ثانياً، أعاقت طهران تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول نشاطات إيران النووية غير المعلنة في عدد من المواقع النووية المشبوهة، واعتبر مدير عام الوكالة، رافايل غروسي، أن المماطلة الإيرانية تمنع الوكالة من تقديم التطمينات اللازمة حول طبيعة البرنامج الإيراني النووي السلمي، ومجدداً، لم تواجه إيران أي عواقب. ثالثاً، عمدت إيران إلى تقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في مواقع نووية معلنة بدءاً من فبراير، ومنذ ذلك الحين، تعجز الوكالة عن مراجعة البيانات المرتبطة بمعدات المراقبة وتقنيات أخرى تُستعمَل لتعقّب برنامج إيران النووي، ومجدداً، لم تواجه إيران أي عواقب. رابعاً، كثّفت طهران إنتاج قطع من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة منذ أغسطس لكنها لم تسمح للوكالة بالتحقق من موقع هذه المعدات، إذ أبرم غروسي اتفاقاً مع إيران في منتصف ديسمبر للسماح للوكالة بتركيب كاميرات مراقبة جديدة، لكنه حذّر من استمرار الشوائب رغم استئناف عمليات المراقبة والتحقق. خامساً، سمحت إدارة بايدن بعقد اجتماعات مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذه السنة من دون إصدار قرار ضد إيران لاستنكار ما يحصل، وخلال الاجتماع الأخير، اقترح المندوب الأميركي عقد جلسة خاصة بحلول نهاية السنة إذا امتنعت طهران عن التعاون، لكن رفضت إدارة بايدن عقد جلسة خاصة، فخسرت بذلك فرصة قيّمة لإقناع إيران بأن زمن الإفلات من العقاب انتهى. في المرحلة المقبلة، يجب أن يسعى بايدن إلى تطبيق سياسة تحظى بدعم الحزبَين الجمهوري والديموقراطي للتعامل مع إيران، كي لا تستغل طهران الانقسامات السائدة في واشنطن، ويمكن تحقيق هذا الهدف عبر تكليف مسؤول ديموقراطي بارز ومسؤول جمهوري رفيع المستوى بإجراء مراجعة سياسية سريعة، ومع أن بايدن يفتخر طوال الوقت ببراعته في عقد الصفقات، لكن الكونغرس الأميركي لن يصادق إلا على اتفاق نووي يدعمه الحزبان الأميركيان الأساسيان ويتصدى لنزوات أي إدارة أميركية مستقبلية. لا شك أن تراكم المعلومات التي اكتسبتها طهران حول تطوير الأسلحة النووية سينعكس سلباً على النظام العالمي لمنع الانتشار النووي ويُمهد لنشوء عالم أكثر خطورة، وإذا أراد بايدن منع هذا الوضع، يجب أن يعترف بأن قراراته هي التي أوصلت الولايات المتحدة إلى هذه الحالة.

مشاركة :