تنشُر صحفنا المحلية تحقيقات مصورة تتعلق بجانب الإهمال والعشوائية التي تسود بعض أجزاء من مدننا فيما يخص المباني أياً كان نوع استخدامها أو البنية التحتية كالطرق وخلافه. طبعاً، الأسباب لذلك متعددة ولكن جزءاً كبيراً منها للأسف يعود لغياب ثقافة الاهتمام بالصيانة والمتابعة المستمرة ونلمس ذلك على كل المستويات العامة والخاصة على حد سواء. لماذا تبدأ معظم المشاريع سواء البنية التحتية أو المباني قوية ورائعة وبعد فترة من استخدامها تتغير أحوالها وتطولها روح الإهمال والتصدع لافتقادها لعمليات الصيانة والمتابعة المستمرة من قبل الجهات المسؤولة عن ذلك وتهاونها في إصلاح أي خلل قد يطرأ نتيجة التغيرات المناخية أو بفعل الاستخدام البشري، فكثيراً ما نشاهد مباني وشوارع ومنشآت عمرانية مناظرها الخارجية تدعو للحسرة والأسى على ما آل إليه حالها بعد فترة من الاستخدام بحيث تصبح صور الإهمال فيها واضحة للعيان لتداخل ألوانها أو انعدامها حتى يصبح من المتعذر تمييز ألوانها الأصلية أو تعلو جدرانها الخارجية آثار الزمن. في مثل هذه الأحوال، من المسؤول عن المباني العامة وعملية المتابعة والصيانة والإصلاح خاصة أن معظمها مستأجر؟ هل هي الجهة المؤجرة أم المستأجرة؟ لماذا لا تقوم كل جهة بدورها؟ المشكلة الحقيقية تكمن في إهمال جانب الصيانة واستكثار المبالغ التي ستدفع في هذا الجانب وعليه يصبح التنسيق مع جهات مختصة بمثل هذه الأمور غير مهم ولا يشكل أولوية وتترك المباني والمشاريع إلى أن تتدهور حالتها وصلاحيتها ويصبح من المتعذر صيانتها وتحتاج لميزانيات كبيرة لإعادة ترميمها من جديد وتحتاج لإجراءات وزمن لإعادة كل هذه العمليات فيكون نصيبها الإهمال. ومن ثم نبحث عن حلول للتشوه البصري الحاصل في مدننا. وفي نهاية المطاف لا يوجد ما يسمى بالتشوه البصري إذا تم الاهتمام بالصيانة من الأفراد والجهات كل فيما هو مسؤول عنه يعني ذلك أن ثقافة الصيانة والاهتمام بها تحتاج لتوعية وتثقيف أكبر للحد من الخسائر المادية والجمالية المؤثرة على منظر المدينة الحضاري.. ودمتم بود.
مشاركة :