حصل العلماء على قوة المجال المغناطيسي الدقيقة في سحابة جزيئية، وهي منطقة وسط النجوم تبدو جاهزة لتشكيل النجوم، من خلال التلسكوب الراديوي الصيني "فاست" الذي يبلغ طول قطره 500 متر، وأيضا يُطلق عليه اسم "عين السماء الصينية". وباستخدام تقنية الامتصاص الذاتي الضيق لطيف الهيدروجين (HINSA)، اكتشف العلماء بشكل واضح تأثير زيمان، أي تقسيم الخط الطيفي إلى عدة مكونات للتردد في وجود مجال مغناطيسي. ويعد "فاست" المسبار المباشر الوحيد لتحديد قوة المجال المغناطيسي بين النجوم. وتظهر النتيجة أن مثل هذه السحب تحقق حالة فوق حرجة، وهي نقطة حرجة عندما تنهار إلى نجوم، حدثت في وقت مبكر عما كان يُعتقد سابقا بناء على النموذج القياسي. ونشرت الدراسة في دورية "نيتشر" اليوم الخميس. وقال ريتشارد كروتشر، أستاذ فخري لعلم الفلك بجامعة إيلينوي، إن هذا الاكتشاف مهم لفهم الفيزياء الفلكية لتشكل النجوم، حيث أنه يوضح أهمية "فاست" في معالجة مشاكل فيزيائية فلكية مهمة غير محلولة. وكشف العلماء عن أن بنية المجال المغناطيسي المتداخل عبر الوسيط المحايد البارد، والغلاف الجزيئي، واللب الكثيف، تتشابه من حيث الاتجاه والحجم. ويدل تداخل المجال المغناطيسي على أن تشتت المجال يحدث أثناء تكوين الغلاف الجزيئي عبر آلية سابقة غير معروفة. ومن خلال "فاست" حدد العلماء أكثر من 500 نجم نابض جديد خلال الفترة ما بين أكتوبر 2017 وديسمبر 2021، واكتشفوا إجمالي 1652 رشقة نارية مستقلة من مصدر واحد متكرر للانفجار الراديوي السريع "إف آر بي"، وهي أكبر مجموعة من أحداث "إف آر بي" يتم اكتشافها في التاريخ. يذكر أن التلسكوب "فاست" الذي يقع في منخفض كارست عميق ومستدير بشكل طبيعي في مقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين، بدأ تشغيله رسميا في يناير 2020 وتم افتتاحه للعالم رسميا في 31 مارس 2021، حيث يعتبر التلسكوب الراديوي الأكثر حساسية في العالم.■
مشاركة :