أطلقت قوات الشرعية والتحالف العربي، أمس، عملية تحرير تعز من الميليشيات الانقلابية التي تفرض حصاراً خانقاً على المدينة منذ ثمانية شهور، فيما أكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، عملية تحرير تعز انطلقت وفقاً لخطة عسكرية تشمل تعزيزات واستعدادات كبيرة. ومع تكثيف الغارات الجوية لمقاتلات التحالف العربي في مدينة تعز، ومناطق أخرى في ريف المحافظة، تشير التطورات الميدانية إلى أن المعركة تسير في اتجاه الحسم العسكري الذي يُجرى على الأرض بقيادة المقاومة الشعبية والجيش الوطني. وجددت مقاتلات التحالف العربي، أمس، غاراتها الجوية على مواقع للميليشيات في شارع الثلاثين قرب السجن المركزي وجبل الهان والتبة السوداء بالضباب، واستهدفت بعدد من الغارات الجوية منطقة المطالي في المسراخ، ونقطة تابعة للحوثيين في نجد قسيم وجسر الريدة بالشريجة وجبل حمالة بالراهدة. كما دمرت منازل قيادات حوثية بمدينة الراهدة التي تسيطر عليها قوات المخلوع صالح وميليشيا الحوثي المتمردة. وأكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن أحمد سيف اليافعي ل الخليج: أن قوات الشرعية والتحالف العربي حققت تقدماً ميدانياً وسيطرت على بعض المرتفعات، مع انطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير محافظة تعز من ميليشيات الحوثي والمخلوع علي صالح، وأوضح اليافعي في تصريح لالخليج، أن عملية تحرير تعز من الميليشيات انطلقت وفقاً لخطة عسكرية تشمل تعزيزات واستعدادات كبيرة، وتحت غطاء جوي من ثلاثة اتجاهات هي الوازعية والمضاربة وجبال المنصورة. وأكد القيادي في المقاومة الشعبية خالد المخلافي ل الخليج أن انهيارات كبيرة لميليشيات الحوثي وصالح أدت إلى هروب عناصرها من مناطق الضريبة وكريف القدسي وشعب العسيق بمديرية المسراخ، بعد ضربات موفقة من طيران التحالف العربي، فيما تقوم المقاومة بعمليات لملاحقتهم بالأودية. وتزامنت عمليات التحالف العربي مع معارك ميدانية يحقق الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة تعز انتصارات متوالية كان أبرزها في منطقة الشريجة بعد معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثي وصالح التي فقدت عدداً كبيراً من عناصرها قبل اندحارها الكامل من منطقة الشريجة التابعة لمحافظة لحج، في حين لاتزال المواجهات تُجرى في مناطق الوازعية والضباب ونجد قسيم والمسراخ، مع توفر مؤشرات على قرب اندحار الميليشيا من تلك المناطق. وقالت مصادر ل الخليج إن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وجنوداً من التحالف العربي وبمساندة الطيران نفذوا التفافاً على ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح في منطقة الشريجة وسيطروا عليها بالكامل. وأكدت المصادر أن القوات التابعة للشرعية تحركت باتجاه الراهدة لفك الحصار عن تعز وتحريرها من الميليشيات. وفي الأثناء تمكنت المقاومة الشعبية في مديرية الصبيحة في كرش، صباح أمس، من تطهير جبل حمالة كأهم موقع تتمركز فيه ميليشيات الحوثي وصالح والسيطرة عليه عقب هجوم هو الثاني، وتقدم ملحوظ في سير المعارك. وقالت مصادر في المقاومة الشعبية إن رجال المقاومة الشعبية تقدموا ما يقارب 13 كيلومتراً من كرش باتجاه مدينة الراهدة واستطاعوا تحرير مناطق الضاحي وحقب والسحي وجبل حمالة من خلال تحرك مشاة على الأرض مسنودين بطيران التحالف. وفي الوازعية سيطرت قوات الجيش الوطني المسنودة بالمقاومة الشعبية على جبل المنصورة الاستراتيجي ومنطقة العقيدة لتقترب من مركز المديرية وصولاً إلى قرية المحيفير، فيما رجال المقاومة في منطقة الأحيوق وصلوا بدورهم الى منطقة الخنة، وسط انهيار في صفوف الميليشيات، بعد مواجهات عنيفة أدت إلى سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح من عناصر الميليشيات. كما سيطرت المقاومة الشعبية على موقع النقطة في نجد الوزف بالقبيطة، جنوب شرق تعز. وفي نجد قسيم استولى رجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على طقمين مسلحين بعد تفجيرهم عربة بي إم وكبدوا الميليشيات خسائر كبيرة، فيما تتعزز الثقة لدى قادة الجيش الوطني بقرب لحظة التحامهم مع المقاومة الشعبية في مدينة تعز. إلى ذلك تتواصل المواجهات العنيفة بين المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي وصالح في عدد من الجبهات وسط مدينة تعز. وقال شهود عيان ل الخليج إن المعارك مستمرة في محيط القصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاص وفي ثعبات والجحملية العليا وحارة قريش في الجهة الشرقية من المدينة، كما تشهد مناطق الحصب والزنقل والبعرارة والزنوج وجبل الوعش استمرار المواجهات بين الميليشيا والمقاومة الشعبية، في حين تمكنت المقاومة الشعبية من السيطرة على البوابة الخلفية لجامعة تعز. وقالت مصادر إن رجال المقاومة وقوات الجيش الوطني بإسناد من قوات التحالف العربي تقدموا في الأجزاء الغربية من تعز، بعد ساعات من إعلان معركة تحرير المدينة. وأكد مدير المستشفى الميداني بتعز الدكتور صادق الشجاع أن ضحايا، أمس، جراء استمرار القصف العشوائي والذي تشنه ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح على الأحياء السكنية، 7 قتلى و33 جريحاً من المدنيين.