جعل تيري إيغلتون في كتابه الذي بعنوان “عن الشر”، والذي ترجمه وقدم له الباحث عزيز جاسم محمد، من الأحداث المعاصرة أساسا لغزل فكرته الجديدة عن الشر، بادئا بالدفاع عن حقيقة الشر مقارنة مع الخبث واستند إلى الدراسات النفسية واللاهوتية، وطرح اتجاهين مختلفين في تفسير الأعمال الشريرة وأسبابها التي من الممكن أن نطلق عليها أفعالا سيئة بدلا من شريرة؛ الاتجاه الأول هو الذي تبناه البنيويون الليبراليون، ويعزو سبب الشر إلى الدوافع البيئية المتمثلة في الظروف الاجتماعية، أما الثاني الذي تبناه السلوكيون المعتدلون فينص على أن هناك مؤثرات في الشخصية تتحكم في سلوك الفرد، ولها تأثير كبير في شخصيته، وتؤدي إلى أعمال سيئة لا تنضوي تحت لواء الشر. أي أن لدينا حتميتين في دفع الشخص إلى المبادرة بالأعمال السيئة، هما حتمية البيئة وحتمية الشخصية اللتان تؤثران في شخصية الفرد تأثيرا مباشرا، وهما اللتان تجعلانه يقوم بأعمال لا تنتمي لا من قريب ولا من بعيد إلى عالم الشر حسب مفهوم إيغلتون، وقد تجتمع أحيانا الحتميتان في الفرد. ويعتقد إيغلتون أن الحالتين كافيتان لتبرئة من قام بالعمل، لهذا توصل إلى أن أصحاب الشر أبرياء، وذلك لأن الشر يكمن في أسباب بيئية أو شخصية نفسية ليس لفعل الشر ذنب فيها. فعل طبيعي تيري إيغلتون: بالرغم من ولع ثقافات ما بعد الحداثة بالغول ومصاصي الدماء إلا أنها لم تتطرق إلى الشر إلا لماما يناقش الكتاب الصادر عن دار نينوي عدة محاور مؤثرة في شخصية الفرد، والتي تؤدي في معظم الأحيان إلى أعمال سيئة لا تندرج ضمن مفهوم الشر، ويتوقف عند كيفية أن يكون الفرد شريرا، حيث يبين إيغلتون أن الشرير هو شرير بمحض إرادته الحرة، مستشهدا بروايات مثل رواية “بينتشر مارتن” ورواية “السقوط الحر” لوليام غولدينغ ورواية “صخرة برايتون” لغراهام غرين ومسرحيات شكسبير مثل “عطيل” و”ماكبث” و”ريتشارد الثالث” و”كتاب الضحك والنسيان” لميلان كونديرا، وبالشيطان في “الفردوس المفقود” لملتون، وكذلك غوتز في مسرحية جان بول سارتر “اللورد والشيطان” وغيرها. اتخذ إيغلتون في الفصل الأول (روايات الشر) من روايات ويليام غولدينغ “بنتشر مارتن” منطلقا لحديثه عن فكرة الشر التي يريد طرحها والإجابة عن سؤال: هل يختلف الشر عن الخطيئة؟ ليتوسع بعد ذلك إلى روايات وروائيين مثل غراهام غرين وتوماس مان وميلان كونديرا وغيرهم. وفي الفصل الثاني سلط الضوء على مسرحيتي “ماكبث” و”عطيل” لشكسبير كأنموذج، وعمل على تفكيك مفهوم الشر مطلقا على الساحرات في مسرحية “ماكبث” صفة “أبطال ماكبث”، الأمر الذي قلب طاولة النقاشات الطبيعية التي اعتادت تقديم الساحرات كأشرار المسرحية بدل أن يكن أخيارها. وفي الفصل الثالث طرح فكرة وجود الخبث وانعدام الأخلاق بالمعنى الذي لا ينطبق على الشر في العالم الذي نعيش فيه، أي أنه يفرق بين الخبث والأعمال غير الأخلاقية من جهة والشر من جهة أخرى. يقول إيغلتون إنه بالرغم من ولع ثقافات ما بعد الحداثة بالغول ومصاصي الدماء إلا أنها لم تتطرق إلى الشر إلا لماما، ولعل هذا يرجع إلى أن الرجل أو المرأة يفتقران في زمن ما بعد الحداثة إلى العمق الذي يتطلبه الهدم الحقيقي؛ كونهما باردين ومؤقتين ومسترخين وبعيدين عن المركز. لا يوجد شيء يتم إصلاحه بشكل حقيقي في عصر ما بعد الحداثة. وبالنسبة إلى الحداثيين الكبار مثل كافكا وبيكيت أو أوائل ت.س. إليوت، فإن ثمة شيئا في الواقع يمكن إصلاحه، لكن صار من المستحيل القول بالتحديد ما هو. أما مناظر بيكيت الطبيعية والكئيبة المدمرة فأصبح لها نظر عالم يصرخ من أجل الخلاص. إلا أن الخلاص يستلزم الخطيئة وشخصيات بيكيت الإنسانية الضائعة منتزعة الأحشاء وغارقة عميقا في عدم المبالاة والقصور الذاتي لتكون إلى حد ما غير أخلاقية. ولا يمكنها حتى تجميع القوة لشنق نفسها أو إشعال النار في قرية من المدنيين الأبرياء. ويرى أن الاعتراف بحقيقة الشر لا يعني بالضرورة أن الشر يكمن وراء كل التفسيرات، يمكنك أن تؤمن بالشر دون أن تفترض أنه في الأصل قوة خارقة وفوق الطبيعة. ليس من الواجب أن ترسم شيطانا بارز الحوافر لإظهار أفكار الشر. صحيح أن بعض الليبراليين والإنسانيين جنبا إلى جنب مع الدنماركيين الهادئين ينكرون وجود الشر، يرجع ذلك إلى حد كبير إلى أنهم يعدون كلمة “الشر” أداة لشيطنة أولئك الذين هم في الواقع ليسوا أكثر من تعساء الحظ اجتماعيا. وهذا ما نطلق عليه النظرية الأخلاقية المجتمعية. صحيح، كما رأينا بالفعل، أن هذا هو واحد من أكثر المراءات في استخدامات الكلمة. إلا أن فكرة رفض الشر لهذا السبب أفضل إذا كنت تفكر في مدمني الهيروين العاطلين عن العمل في منطقة ما بدلا من التفكير في مسلسلات القتلة أو النازية. فمن الصعب اعتبار النازيين مجرد عاثري حظ. وينبغي للمرء أن يكون حريصا على عدم وضع الخمير الحمر في السنارة نفسها التي اصطادت المراهقين الجناة. ويؤكد إيغلتون أن الشر لم يكن غامضا حتى وإن تجاوز التكيف الاجتماعي اليومي، فالشر هو ما وراء الطبيعي بمعنى أنه يتبنى سلوكا وفق هذا النحو أو أن يكون قليلا من هذا أو قليلا من ذاك. حقيقة إنه يريد محق الكثير من ذاك. إنما لا يعني أن نقترح أنه بالضرورة خارق أو يفتقر إلى السببية البشرية. مثلا الفن واللغة هما أكثر من مجرد انعكاس لظروفهما الاجتماعية، لكن هذا لا يعني أنهما منزلان من السماء. وينطبق الشيء نفسه على البشر. إذا لم يكن ثمة صراع ضروري بين التاريخي والمتعالي، فذلك لأن التاريخ نفسه هو عملية تعال ذاتية. الحيوان التاريخي هو ذلك الذي في مقدوره تجاوز نفسه باستمرار. إذا جاز التعبير فثمة أشكال أفقية وكذلك عمودية من التعالي. لماذا يجب علينا دائما التفكير في العمودي؟ لا لغز في الشر الإرهاب خبيث وليس شريرا (لوحة للفنانة نوال السعدون) الإرهاب خبيث وليس شريرا (لوحة للفنانة نوال السعدون) يلفت إلى أن الحداثة والفاشية تسعيان إلى توحيد البدائية والتقدمية. هدفهما خلط الرقي بالعفوية والحضارة بالطبيعة والمثقفين بالشعب. يجب أن يكون الدافع التكنولوجي الحديث عن طريق غرائز “الهمجية” من العصر الذي يسبقه. يجب أن نتخلى عن نظام اجتماعي عقلاني ونستعيد شيئا من تلقائية “الهمجية”. إلا أن هذه ليست عودة بسيطة إلى الطبيعة. على العكس، وكما يقول أدريان ليفركهون في أسلوبه النيتشوي، فإن البربرية الجديدة وعلى عكس القديمة ستكون واعية بالذات، وسوف تمثل نوعا من النسخة الأعلى من “الوحشية” القديمة التي ترفعها إلى مستوى العقل التحليلي الحديث، لذلك يمكن أن يكون سبب معقد قد توحدت به مرة أخرى كل القوى العنصرية التي قمعتها. إنه نوع من الأخلاقيات التي يجدها روبرت بيركين بطل رواية “نساء عاشقات” للروائي د.هـ. لورانس بغيضة لدى كل أنواع الطبقة العليا “المنحلة” التي تدور حوله. تبدو عبادة العنف الفكري هي أكثر قذارة من الشيء الحقيقي. ويتساءل إيغلتون كيف يتعلق كل هذا بموضوع الشر؟ ويقول “قد يدعي المرء أنه حل زائف لمشكلة يمثلها الشر. الغريب في الشر أنه يبدو في الحالتين سريريا فوضويا، ولدى ليفركوهن فيه شيء من العقلانية الحية البائسة، وفي الوقت نفسه المسرات لدى الفاسدين والأقوياء. لم يكن أدريان مجرد مفكر مغترب. كما أن موسيقاه ترتدي نوعا من المعنى الفاحش. إنها تخون ما يسميه الراوي كلا من بربرية ملوثة بالدم وعقلانية خالية من الدم”. كما يعلق على ذلك قائلا “إن الفكر الأكثر فطنة يقف في علاقة مباشرة جدا مع ما هو حيواني ومع الغريزة العارية، التي يتعارض معها إلى أقصى حد ومن دون خجل. كيف لنا أن نفهم هذا المزيج القاتل؟ في الواقع ليس في ذلك أي لغز على الإطلاق، فبمجرد أن يصبح السبب غير متيقن من الحواس فإن التأثير فيها يكون كارثيا. السبب ينمو بطريقة مجردة وملتوية، وقد يفقد اتصاله بالحياة التي تحتوي على مخلوقات. ونتيجة لذلك يمكن عد الحياة مجرد مسألة لا معنى لها للتلاعب بها. في الوقت نفسه تميل حياة الحواس إلى الشغب بحيث لم تعد تتشكل من الداخل بسبب العقل. وبمجرد أن ينقلب العقل إلى العقلانية فإن حياة الغرائز تنتقل إلى الإثارة. يصبح العقل شكلا من أشكال المعنى في الحياة في حين يصبح الوجود الجسدي حياة ممتصة وجافة”. ☚ الكتاب الصادر عن دار نينوي يناقش عدة محاور مؤثرة في شخصية الفرد، والتي تؤدي في معظم الأحيان إلى أعمال سيئة لا تندرج ضمن مفهوم الشر ويشير إلى أن أفضل ما ينظر إلى الشر بوصفه نوعا من الحقد الخالي من الغرض أو أنه غير براغماتي (غير عملي أو غير واقعي)، وبمعنى من المعاني فإن الجواب هو بالتأكيد نعم. لا يتعلق الشر أساسا بالعواقب العملية. وكما يقول المحلل النفسي الفرنسي أندريه غرين “الشر خال من كلمة ‘لماذا’ لأن سبب وجوده هو الإعلان عن أن كل ما هو موجود ليس له معنى، ولا يطيع أي نظام، ولا يسعى لتحقيق أي هدف ويعتمد فقط على القوة التي يمكنه ممارستها لفرض إرادته على أهداف شهيته”. إن هذا الوصف لا يعد وصفا سيئا لبينكي أو لبينتشر مارتن، ومع ذلك فلدى الشر أغراض من هذا القبيل. ويرى إيغلتون أن الشر ربما لا يكون نادرا في المستويات العليا للمنظمات الفاشية، لكن المنظمات الفاشية نفسها، على الأقل وفي معظم الوقت، ضعيفة بشكل سار على الأرض. صحيح أنه حينما يندلع الشر فإنه يميل إلى القيام بذلك بطريقة كبيرة مثل حوادث الطيران. وتنتقل على الفور الهولوكوست إلى الأذهان. ومع ذلك يجب أن نضع في حساباتنا ما هو الحدث الاستثنائي الذي كانت عليه تلك المحرقة. لم تكن بالطبع استثنائية في إشراك أعداد هائلة من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء في عملية القتل. ويتابع “تخلص جزارو ستالين وماو التابعون للدولة من العديد من الأفراد. لم تكن الهولوكوست عادية لأن عقلانية الدولة السياسية الحديثة هي بشكل عام أداة مواجهة نحو تحقيق غايات معينة. إذًا إنه لأمر مدهش العثور في خضم العصر الحديث على نوع من الفظائع الوحشية كالإبادة الجماعية من أجل الإبادة الجماعية نفسها أو على ما يبدو طقوس الإبادة من أجل التحجيم. يكاد مثل هذا الشر يكون مقصورا دائما على مجال خاص. ربما ما كان يدعى في الستينات من القرن الماضي في بريطانيا القتلة مورز مثلا يحتذى به؛ أولئك الذين لا يبدو عليهم الجنون إذ يبدو أنهم عذبوا الأطفال وقتلوهم لمجرد المتعة الفاحشة. ويضيف “يرى بعضهم أن الشر هو لغز. وبالرغم من ذلك فإنه السبب الذي يجعل العالم البشري أقل كمالا، وهذا السبب واضح بشكل صارخ لأن البشر أحرار في تشويه واستغلال وقمع بعضهم بعضا. هذا لا يفسر ما يسميه بعضهم الشر الطبيعي مثل الزلازل، المرض، وما شابه ذلك على الرغم من أن الرجال والنساء لديهم اليوم سبب أكثر من أسلافهم ليكونوا على دراية بعدد ما يسمى الشرور الطبيعية، التي هي في الواقع من صنع أيدينا”. العصر الحديث، في رأيه، يطمس تدريجيا الخط الفاصل بين الطبيعة والتاريخ. ويرى التقليد المروع أن العالم ينتهي بالنار والفيضانات والجبال الهابطة والسماء المحطمة، والتشنجات السماوية، والأرواح الكونية بأنواعها المختلفة. الحقيقة أنه لم يطرأ قط على بال أصحاب الرؤى هؤلاء أننا نحن أنفسنا، أي الحالة الحيوانية التي نحن عليها، نتحمل مسؤولية هذا السيناريو الكبير. نهاية العالم كانت دوما الشيء الذي مر علينا مرور الكرام أكثر من أنه قد صنعناه بأنفسنا، لكننا قادرون تماما على فعل كل هذا بأنفسنا. الإرهاب ليس شرا إيغلتون يرى أن الإرهاب خبيث وليس شريرا ويستند التمييز إلى أبعد من مجرد لعبة لفظية الشر لا يمكنه أن يكون قانعا بسلوك الإرهابيين المدمر يوضح إيغلتون أن الإرهاب خبيث وليس شريرا ويستند التمييز إلى أبعد من مجرد لعبة لفظية. وقد يتحول أمننا وبقاؤنا في الواقع إلى الاعتماد عليه. لا يمكن للشر أن يكون قانعا بسلوك الإرهابيين المدمر لعدم وجود العقلانية وراء ما يفعلونه. العقلانية التي يسعى الأشخاص الآخرون لتحقيقها في هذه القضية هي بالنسبة إليهم في الواقع جزء من المشكلة. على النقيض من ذلك، ومن الناحية النظرية، فإنه من الممكن الجدل مع أولئك الذين يستخدمون وسائل أناس عديمي الضمير لتحقيق غايات عقلانية. انتهى الصراع المستمر منذ ثلاثين عاما في أيرلندا الشمالية جزئيا لأن الجمهوريين الأيرلنديين المسلحين سقطوا في هذا المعسكر. وربما كان هذا هو الحال في مرحلة ما مع بعض المتعصبين الإسلاميين أيضا. لو تصرف الغرب بشكل مختلف في تعامله مع بعض الدول الإسلامية لكان قد نجا على الأقل من بعض العدوان الذي يوجه إليه الآن. ويرى أن هذا لا يعني أن التعصب الإسلامي هذا عقلاني بشكل مرموق. على العكس من ذلك فمجتمعات هذا التعصب تعاني من أشد أساليب التحيز والتعصب إذ إن ضحاياه الممزقة والمذبوحة سبب وجيه لمعرفة ذلك. إنما تختلط تلك الأعمال المميتة ببعض المظالم السياسية المحددة مهما عدها أعداؤها أوهاما أو بلا مسوغ. للإرهاب الآن قوة دافعة قاتلة خاصة به، إنما هنالك فرق بين أن نأسف لضياع هذه الفرصة بشكل مأساوي ومعاملة أعداء المرء بوصفهم وحوشا طائشة لا يمكن لأي عمل عقلاني التأثير فيها لنفكر بخلاف ذلك بحيث نتخيل أن الإرهابيين الإسلاميين بدلا من أن يكونوا مخطئين في قراراتهم نعتبر أن ليس لديهم قرارات على الإطلاق. ليس المقصود ادعاء أن مظالمهم في غير محلها، ولكن لا يوجد شيء على الإطلاق للجدل. هذا هو التحيز غير العقلاني لمنافسة أنفسهم، وهو الأمر الذي لا يمكن له إلا أن يجعل الوضع أكثر سوءا. ليست المأساة فقط في أن الملايين من المواطنين يعيشون الآن في خطر مميت دون أي خطأ قد اقترفوه، لكن هذا الخطر أيضا لم يكن ربما ضروريا في المقام الأول. ويختم إيغلتون بالقول إنه ربما لا تزال من حولنا أيديولوجيات إسلامية وحشية جاهلة، تماما كما توجد عقائد غربية وحشية جاهلة. إلا أنه ببساطة من غير المحتمل أن يكون البرجان التوءمان قد انهارا بسبب ذلك. كما أنه تم أخذ شعور العالم العربي بالغضب والإذلال عن طريق الانتهاكات السياسية من قبل الغرب إبان تاريخ طويل. إن تعريف الإرهاب الاسلامي بوصفه شرا، بمعنى الكلمة المستخدمة في هذا الكتاب، هو رفض للاعتراف بحقيقة هذا الغضب. قد يكون الأوان قد فات بالنسبة إلى نوع العمل السياسي الذي من المحتمل أن يساعد على تخفيف هذا الغضب. للإرهاب الآن قوة دافعة قاتلة خاصة به، إنما هنالك فرق بين أن نأسف لضياع هذه الفرصة بشكل مأساوي ومعاملة أعداء المرء بوصفهم وحوشا طائشة لا يمكن لأي عمل عقلاني التأثير فيها. بالنسبة إلى أنصار وجهة النظر هذه فإن الحل الوحيد للعنف الإرهابي هو المزيد من العنف. المزيد من العنف إذاً سيولد المزيد من الإرهاب، الذي بدوره يعرض حياة المزيد من الأبرياء للخطر. إن نتيجة تعريف الإرهاب بالشر تفاقم المشكلة؛ ومما يزيد الطية بلة أن تكون متواطئا، بغض النظر عما إذا كان العمل عفويا، على الهمجية نفسها التي تدينها.
مشاركة :