حذرت الجمعية الألمانية للأطراف الاصطناعية من أن الجلوس لفترات طويلة قد يؤدي إلى إتلاف المفاصل في الركبتين والوركين وتعزيز الوضعية السيئة. وأوضح خبراء الجمعية أن الجلوس لفترات طويلة يعمل على تقصير الأوتار والعضلات، وهو ما يترتب عليه تقييد حركة المفاصل ووظائفها، وبالإضافة إلى ذلك، يتأثر غضروف المفصل أيضا بالجلوس المستمر وما يرتبط به من نقص في ممارسة الرياضة، حيث إنه يتم تزويده بالسائل الزلالي المغذي فقط من خلال حركات الضخ أثناء النشاط البدني. وأوصت الجمعية الألمانية بتغيير وضعية الجلوس بشكل متكرر، واستبدال أثاث الجلوس دائما مع دمج الكثير من التمارين في الحياة اليومية، واستغلال كل استراحة صغيرة في الحياة المكتبية اليومية لأداء تمارين الإطالة وتقوية العضلات وشد العضلات القطنية. وربطت الأبحاث ما بين الجلوس لفترات طويلة من الوقت والعديد من المشكلات الصحية. وتشمل المشكلات الصحية السمنة وضغط الدم المتزايد وارتفاع نسبة السكر في الدم وزيادة الدهون في الجسم حول الخصر ومستويات الكوليسترول غير العادية التي تشكل متلازمة الأيض (التمثيل الغذائي). كما تظهر الأبحاث أن الجلوس المفرط ولفترات طويلة يزيد من خطر الوفاة الناجمة عن مرض اعتلال القلب الوعائي والسرطان. دمج الكثير من التمارين في الحياة اليومية دمج الكثير من التمارين في الحياة اليومية ويمكن أن يكون أي نوع من الجلوس لفترات طويلة، مثل الجلوس على المكتب أو عند القيادة أو أمام شاشة، ضارا جدا. ووجد تحليل 13 دراسة حول وقت الجلوس ومستويات النشاط أن الأشخاص الذين كانوا جالسين لأكثر من ثماني ساعات في اليوم دون القيام بأي نشاط بدني، عرضة لخطر الوفاة بشكل يشبه مخاطر الوفاة التي تسببها السمنة والتدخين. ومع ذلك، على عكس بعض الدراسات الأخرى، وجد تحليل البيانات الخاص بأكثر من مليون شخص أن 60 إلى 75 دقيقة من ممارسة النشاط البدني المكثف باعتدال، قد تتصدى لتأثيرات الجلوس المفرط. ووجدت دراسة أخرى أن وقت الجلوس قد ساهم بشكل بسيط في وفاة الأشخاص ممن كانوا نشطاء للغاية. ولا تزال هناك حاجة إلى إجراء دراسات أكثر على تأثيرات الجلوس والنشط البدني على الصحة. ومع ذلك، من الواضح أن الجلوس لفترات أقل وزيادة الحركة يساهمان بشكل عام في التمتع بصحة أفضل. وينصح الخبراء بالوقوف بدلا من الجلوس عندما تكون لدى الشخص الفرصة أو إيجاد طرق للمشي أثناء عمله. وينبغي، وفق الخبراء، أخذ فترة استراحة من الجلوس كل 30 دقيقة، والوقوف عند الحديث عبر الهاتف أو مشاهدة التلفاز. وإذا كان الشخص يعمل جالسا على مكتب، فليجرب استخدام المكتب الواقف أو الارتجال على طاولة مرتفعة أو منضدة، أو المشي مع زملائه لعقد الاجتماعات بدلا من الجلوس في قاعة المؤتمرات. ويمكن أن يكون تأثير الحركة، حتى الحركة المتمهلة، كبيرا جدا بالنسبة للمبتدئين، فسيحرقون سعرات حرارية أكثر. وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الوزن وزيادة الطاقة. كما يساعد النشاط البدني على تعزيز الحالة الجيدة للعضلات والقدرة على التحرك والسلامة العقلية، وخاصة كلما تقدم الشخص في العمر.
مشاركة :