تهديدات الملاحة البحرية في الخليج العربي

  • 1/10/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

‮«‬عملية‭ ‬القرصنة‭ ‬الحوثية‭ ‬على‭ ‬سفينة‭ ‬الشحن‭ ‬‮«‬روابي‮»‬‭ ‬المختطفة‭ ‬قبالة‭ ‬الحديدة‭ ‬تمثل‭ ‬تهديدًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬لخطر‭ ‬ميلشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬على‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬المندب‮»‬‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬البيان‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬لدعم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬عملية‭ ‬القرصنة‭ ‬الحوثية‭ ‬على‭ ‬السفينة‭ ‬الإماراتية‭ ‬المشار‭ ‬إليها،‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة‭ ‬فإنها‭ ‬تثير‭ ‬تساؤلين‭ ‬مهمين‭ ‬الأول‭: ‬هل‭ ‬تعد‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة‭ ‬منشأة‭ ‬لتلك‭ ‬المخاطر‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬كاشفة‭ ‬لها؟‭ ‬والثاني‭: ‬ما‭ ‬متطلبات‭ ‬حماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي؟ بادئ‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الأزمة‭ ‬اليمنية‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬بأسرها‭ ‬وأمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭ ‬فإن‭ ‬جل‭ ‬تلك‭ ‬المخاطر‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة‭ ‬سوى‭ ‬تصعيدًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬ضمن‭ ‬تهديدات‭ ‬عديدة‭ ‬ابتداءً‭ ‬من‭ ‬زرع‭ ‬الحوثيين‭ ‬207‭ ‬ألغام‭ ‬بحرية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬حتى‭ ‬نوفمبر‭ ‬2021‭ ‬بما‭ ‬يمثل‭ ‬تهديدًا‭ ‬لذلك‭ ‬الشريان‭ ‬البحري‭ ‬المهم‭ ‬ومرورًا‭ ‬باحتجاز‭ ‬الحوثيين‭ ‬ناقلة‭ ‬النفط‭ ‬صافر‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬وتحمل‭ ‬على‭ ‬متنها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تأكيد‭ ‬كل‭ ‬التقارير‭ ‬على‭ ‬تآكل‭ ‬هيكل‭ ‬السفينة‭ ‬واحتمال‭ ‬حدوث‭ ‬تسرب‭ ‬نفطي‭ ‬هائل‭ ‬ما‭ ‬ينذر‭ ‬بكارثة‭ ‬بحرية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬سوف‭ ‬تمتد‭ ‬آثارها‭ ‬سنوات‭ ‬ليست‭ ‬بالقليلة‭ ‬إذ‭ ‬تقدم‭ ‬تجربة‭ ‬تلوث‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬إبان‭ ‬أزمة‭ ‬الغزو‭ ‬العراقي‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬دروسًا‭ ‬مستفادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وانتهاء‭ ‬بهجوم‭ ‬الحوثيين‭ ‬على‭ ‬ناقلتي‭ ‬نفط‭ ‬سعوديتين‭ ‬تحمل‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬مليوني‭ ‬برميل‭ ‬من‭ ‬النفط‭ ‬ما‭ ‬حدا‭ ‬بالمملكة‭ ‬لإيقاف‭ ‬تصدير‭ ‬كل‭ ‬شحنات‭ ‬النفط‭ ‬الخام‭ ‬عبر‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2018‭ ‬بشكل‭ ‬مؤقت‭ ‬آنذاك‭ ‬لحين‭ ‬تأمين‭ ‬الملاحة،‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬معروفة‭ ‬للجميع‭ ‬ولكنها‭ ‬أدلة‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬الحيوية‭ ‬من‭ ‬العالم،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬تزامن‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬العرب‭ ‬وخليج‭ ‬عمان‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬من‭ ‬2019‭ ‬وحتى‭ ‬2021‭ ‬مع‭ ‬تهديدات‭ ‬الحوثيين‭ ‬لمضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬يعني‭ ‬حقيقة‭ ‬مؤداها‭ ‬أن‭ ‬الميلشيات‭ ‬والأطراف‭ ‬الداعمة‭ ‬لها‭ ‬تستهدف‭ ‬خوض‭ ‬صراع‭ ‬ممتد‭ ‬لإبقاء‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التوتر‭ ‬المزمن‭ ‬بين‭ ‬شقي‭ ‬رحى‭ ‬عبر‭ ‬توظيف‭ ‬ورقة‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬تحديًا‭ ‬هائلاً‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭ ‬بل‭ ‬للعالم‭ ‬بأسره‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تنامي‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬البحار‭ ‬كوسيلة‭ ‬رخيصة‭ ‬للنقل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لمنطقة‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬لارتباطها‭ ‬بمشروعات‭ ‬تنموية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المطلة‭ ‬عليها،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬استمرار‭ ‬تحدي‭ ‬القرصنة‭ ‬والتي‭ ‬وإن‭ ‬تراجعت‭ ‬معدلاتها‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭ ‬بشكل‭ ‬نهائي‭.‬ ‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬قد‭ ‬وقفت‭ ‬مكتوفة‭ ‬الأيدي‭ ‬أمام‭ ‬تهديدات‭ ‬سابقة‭ ‬مماثلة‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تستهدف‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬تغيير‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أساسًا‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬فهناك‭ ‬مؤشرات‭ ‬عديدة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تلك‭ ‬التهديدات‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬تدمير‭ ‬قوات‭ ‬التحالف‭ ‬عشرات‭ ‬الزوارق‭ ‬المفخخة‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬الردع،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ممارسة‭ ‬الردع‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية‭ ‬ففي‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬تقدم‭ ‬الحوثيين‭ ‬صوب‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬لمحاولة‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه‭ ‬أعلنت‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المصرية‭ ‬توجه‭ ‬ثلاث‭ ‬بوارج‭ ‬حربية‭ ‬بحرية‭ ‬لتأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المضيق،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الرد‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬تجاوز‭ ‬الحوثيون‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة،‭ ‬ففي‭ ‬أكتوبر‭ ‬عام‭ ‬2016‭ ‬تعرضت‭ ‬المدمرة‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬يو‭ ‬إس‭ ‬إس‭ ‬ميسون‮»‬‭ ‬لهجوم‭ ‬بصاروخين‭ ‬أكدت‭ ‬المصادر‭ ‬الأمريكية‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬إطلاقهما‭ ‬من‭ ‬أراض‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الحوثيين‭ ‬إلا‭ ‬أنهما‭ ‬اصطدما‭ ‬بالمياه‭ ‬قبل‭ ‬وصولهما‭ ‬إلى‭ ‬المدمرة‭ ‬ولم‭ ‬تصب‭ ‬بأضرار‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الرد‭ ‬الأمريكي‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬حاسمًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قصف‭ ‬ثلاثة‭ ‬مواقع‭ ‬رادار‭ ‬تابعة‭ ‬للحوثيين‭ ‬على‭ ‬ساحل‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬صواريخ‭ ‬توماهوك‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬من‭ ‬المدمرة‭ ‬‮«‬يو‭ ‬إس‭ ‬إس‭ ‬نيتز‮»‬‭. ‬ ومن‭ ‬دون‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬توصيف‭ ‬المهددات‭ ‬وردود‭ ‬الفعل‭ ‬وهي‭ ‬عديدة‭ ‬لا‭ ‬يتسع‭ ‬المجال‭ ‬لتناولها‭ ‬كافة،‭ ‬ففي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬البحار‭ ‬هي‭ ‬الساحة‭ ‬القادمة‭ ‬للحروب‭ ‬كما‭ ‬أشرت‭ ‬لذلك‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬ليس‭ ‬لوجود‭ ‬ثغرات‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬مضامين‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬بل‭ ‬لإمكانية‭ ‬توظيف‭ ‬البحار‭ ‬ضمن‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬تعارض‭ ‬المصالح‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬كان‭ ‬سببًا‭ ‬في‭ ‬تحول‭ ‬هدف‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬نحو‭ ‬صراع‭ ‬محتدم،‭ ‬وللتدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمثلة‭ ‬أولها‭: ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭-‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬لجأ‭ ‬طرفا‭ ‬الحرب‭ ‬إلى‭ ‬ضرب‭ ‬السفن‭ ‬بهدف‭ ‬توريط‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬تكوين‭ ‬تحالف‭ ‬بحري‭ ‬دولي‭ ‬لمواجهة‭ ‬مخاطر‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬آنذاك،‭ ‬وثانيها‭: ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬وبعد‭ ‬صدور‭ ‬قرارات‭ ‬أممية‭ ‬استهدفت‭ ‬حشد‭ ‬الجهود‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬القرصنة‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬تعاون‭ ‬متعدد‭ ‬الأطراف‭ ‬مما‭ ‬أسفر‭ ‬بالفعل‭ ‬عن‭ ‬انحسار‭ ‬مخاطر‭ ‬ذلك‭ ‬التهديد‭ ‬ولكنه‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬تنافس‭ ‬محموم‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب،‭ ‬وثالثها‭: ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الاعتداءات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬ناقلات‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬العرب‭ ‬وخليج‭ ‬عمان‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬فإن‭ ‬مناقشات‭ ‬المنظمة‭ ‬الأممية‭ ‬لم‭ ‬تسفر‭ ‬سوى‭ ‬عن‭ ‬بيانات‭ ‬شجب‭ ‬وإدانة‭.‬ ويعني‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬ربما‭ ‬اعتمدت‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬الفعل‭ ‬ورد‭ ‬الفعل‭ ‬وقد‭ ‬نجحت‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬في‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬ممرات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬آمنة‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬ثلاثة‭ ‬متطلبات‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬الأولى‭: ‬وضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬متكاملة‭ ‬للأمن‭ ‬البحري‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬حول‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬وتتضمن‭ ‬جوانب‭ ‬أمنية‭ ‬وبيئية‭ ‬واقتصادية،‭ ‬والثاني‭: ‬تفعيل‭ ‬الآليات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إعلانها‭ ‬لحماية‭ ‬الملاحة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تردد‭ ‬بشأن‭ ‬مناقشة‭ ‬تأسيس‭ ‬قوات‭ ‬للتدخل‭ ‬السريع‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬كوارث‭ ‬بحرية‭ ‬متوقعة،‭ ‬والثالث‭:‬أن‭ ‬تكون‭ ‬حماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬بندًا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬الخليجي‭ ‬مع‭ ‬الشركاء‭ ‬والحلفاء‭ ‬لارتباط‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬بأمن‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬حتى‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬الحيوية‭ ‬من‭ ‬العالم‭.‬ ربما‭ ‬تختلف‭ ‬رؤى‭ ‬الأطراف‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬مهددات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬اختلاف‭ ‬وتباين‭ ‬المواقف‭ ‬بشأن‭ ‬آليات‭ ‬مواجهتها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬خلاف‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬البحار‭ ‬كانت‭- ‬وسوف‭ ‬تظل‭- ‬وسيلة‭ ‬مهمة‭ ‬للنقل‭ ‬بل‭ ‬ساحة‭ ‬للنفوذ‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تعزيز‭ ‬القدرات‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬وبناء‭ ‬التحالفات‭ ‬متطلبات‭ ‬ثلاثة‭ ‬لازمة‭ ‬وضرورية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬الذي‭ ‬أضحى‭ ‬جوهر‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬كافة‭. ‬ { مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬ البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

مشاركة :