واصلت الإمارات خلال العام 2021 جهودها الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، مع الكشف عن عدد من المبادرات والاستراتيجيات والإجراءات الجديدة التي تستهدف نشر حلول الاستدامة، وخفض الانبعاثات الكربونية، والاستفادة من فرص النمو والتطور في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين، وهو ما تم تتويجه بالإعلان مؤخراً عن فوز الإمارات باستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28» عام 2023. ورصدت «الاتحاد» 10 مبادرات وإجراءات هامة كشفت عنها عدة جهات إماراتية خلال العام الماضي، تتضمن مبادرات وسياسات تنظيمية، وشراكات، ومشاريع استراتيجية في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة والهيدروجين الأخضر، أهمها إطلاق المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، وخارطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين، والكشف عن سياسة تنظيمية لإنتاج الطاقة من النفايات، وإطلاق شهادات الطاقة النظيفة بأبوظبي، فضلاً عن الكشف عن شراكات استراتيجية جديدة بين كبرى الشركات الإماراتية، مثل «أدنوك» و«مبادلة» و«القابضة» و«طاقة» و«كهرباء ومياه الإمارات» و«مصدر»، بهدف نشر حلول الطاقة النظيفة، والاستثمار في التقنيات الجديدة، وفي مقدمتها الهيدروجين. 1- إنتاج الطاقة من النفايات أطلقت دائرة الطاقة في أبوظبي مطلع العام الماضي «سياسة إنتاج الطاقة من النفايات»، والتي تستهدف تعزيز استراتيجيات إمارة أبوظبي في قطاع إدارة النفايات، ودراسة الاستثمارات الاستراتيجية، وتنظيم الرسوم والتعريفات والأسعار في القطاع، حيث يتم تطبيق السياسة على جميع الأنشطة المتعلقة بإنتاج الطاقة من النفايات في أبوظبي. 2- استراتيجية شركة «طاقة» أعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» خلال شهر مارس الماضي، عن رؤيتها للعام 2030. وتستهدف استراتيجية 2030 لشركة طاقة زيادة القدرة الإجمالية لتوليد الكهرباء في دولة الإمارات من 18 إلى 30 جيجاواط، وإضافة ما يصل إلى 15 جيجاواط في الأصول العالمية، وزيادة القدرة في مجال تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي عالية الكفاءة بمعدل الثلثين بحلول عام 2030، والتركيز على الطاقة المتجددة - لاسيما الشمسية - لتشكل أكثر من %30 من محفظة توليد الطاقة بحلول عام 2030، مقارنة بـ%5 حالياً. كما تستهدف استراتيجية «طاقة» استثمار 40 مليار درهم إضافية لتنمية أصولها المنظمة بحلول عام 2030. 3- شهادات الطاقة النظيفة أطلقت دائرة الطاقة في أبوظبي نهاية أغسطس الماضي، سياسة تنظيمية لإصدار شهادات الطاقة النظيفة، والتي توفر آلية لتوثيق مصادر إنتاج واستهلاك الكهرباء المتجددة أو النظيفة، وبالتالي تقليل انبعاثات الكربون الناجمة عن أعمالهم، وتسهم في تمكين الشركات التي تتخذ من إمارة أبوظبي مقراً لها من التنافس على الصعيد العالمي مع نظرائها باستخدام شهادات معترف بها دولياً تؤكد إسهاماتهم في الحفاظ على البيئة. وخلال شهر أكتوبر الماضي، تم إطلاق شراكة استراتيجية في الطاقة النظيفة بين «أدنوك» وشركة مياه وكهرباء الإمارات، لإمداد «أدنوك» باحتياجات شبكتها الكهربائية من خلال الكهرباء المنتجة من مصادر الطاقة النووية والشمسية النظيفة. 4- الحياد المناخي أعلنت حكومة دولة الإمارات خلال شهر أكتوبر الماضي، عن المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، والتي تأتي تتويجاً للجهود الإماراتية الهادفة إلى الإسهام بإيجابية في قضية التغير المناخي، والعمل على تحويل التحديات في هذا القطاع إلى فرص تضمن للأجيال القادمة مستقبلاً مشرقاً. وسوف تستثمر الإمارات أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى 2050. 5- خريطة طريق الهيدروجين أثناء القمة العالمية للتغير المناخي «كوب 26» في غلاسكو، خلال شهر نوفمبر الماضي، أعلنت الإمارات، خريطة طريق تحقيق الريادة في مجال الهيدروجين، وهي خطة وطنية شاملة تهدف إلى دعم الصناعات المحلية منخفضة الكربون، والمساهمة في تحقيق الحياد المناخي وتعزيز مكانة الدولة كمصدر للهيدروجين. وشهد العام الماضي، الكشف عن مبادرات ومشاريع عدة بمجال الهيدروجين، حيث تم مطلع العام الماضي إطلاق مبادرة «ائتلاف أبوظبي للهيدروجين»، بمشاركة «مبادلة» و«أدنوك» والقابضة «ADQ». وخلال مايو الماضي، تم تدشين مشروع «الهيدروجين الأخضر» في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي. كما اعتمد مجلس الوزراء في مارس الماضي النظام الإماراتي للمركبات الهيدروجينية. 6- الابتكار والمناخ وشهد مؤتمر «COP26»، نوفمبر الماضي، الإعلان رسمياً عن إطلاق مبادرة «الابتكار الزراعي للمناخ»، وهي مبادرة عالمية كبرى تقودها الإمارات والولايات المتحدة بمشاركة 30 دولة. وتهدف المبادرة، التي تصل قيمة التزاماتها الأولية إلى 4 مليارات دولار، إلى تسريع العمل على تطوير أنظمة غذائية وزراعية ذكية مناخياً على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، وتعهدت الإمارات باستثمار إضافي قيمته مليار دولار كجزء من هذه المبادرة. 7- خفض الانبعاثات أطلقت «أدنوك» وشركة «جنرال إلكتريك لطاقة الغاز خلال شهر ديسمبر الماضي، مبادرة للتعاون المشترك لوضع خريطة طريق للحد من الانبعاثات الكربونية من التوربينات الغازية المستخدمة ضمن مشاريع أدنوك في مجال التكرير والبتروكيماويات وعملياتها الصناعية، بما يشمل مجمع الرويس الصناعي في أبوظبي. كما أعلنت شركة «أدنوك» و«طاقة» مؤخراً عن تطوير مشروع استراتيجي بتكلفة 13.22 مليار درهم (3.6 مليار دولار) يهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية لعمليات حقول «أدنوك» البحرية. 8- الأمونيا الزرقاء كشفت «أدنوك» خلال شهر مايو الماضي أنها تعمل تطوير المشروع المشترك لإنتاج الأمونيا الزرقاء منخفضة الكربون ضمن منظومة «تعزيز» الصناعية المتكاملة بالرويس، ما يسهم في تعزيز الاستفادة من الطلب العالمي الناشئ على الأمونيا الزرقاء كوقود حامل للهيدروجين النظيف، كما أعلنت أدنوك في نوفمبر الماضي عن انضمام شركتي «جي إس إنرجي» الكورية و«ميتسوي» اليابانية كشريكين إلى جانب «فرتيجلوب» في المشروع. كما نجحت أدنوك في بيع شحنات تجريبية من الأمونيا منخفضة الكربون لعملاء في اليابان وكوريا. وجاء إعلان شركة «فرتيجلوب»، التي تأسست في 2019 من خلال شراكة استراتيجية بين «أو سي آي» بحصة %58، و«أدنوك» بحصة %42، عن طرح حصّة من أسهمها للاكتتاب العام في سوق أبوظبي للأوراق المالية خلال أكتوبر الماضي، ليتيح فرصاً استثمارية واعدة في مجال سلسلة القيمة للأمونيا منخفضة الكربون وأسواق الهيدروجين. 9- شراكات استراتيجية وشهد العام الماضي الكشف عن عدد من الشراكات الاستراتيجية الهامة بمجال الطاقة النظيفة في الإمارات، أهمها إطلاق شراكة استراتيجية بين «طاقة» و«مبادلة» و«أدنوك» لامتلاك حصةً في «مصدر»، بهدف تطوير محفظة عالمية رائدة للطاقة النظيفة، بقدرة إنتاجية أكثر من 50 جيجاواط بحلول عام 2030. كما تم إطلاق شراكة استراتيجية رائدة في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة بين «أدنوك»، و«طاقة»، بهدف تأسيس مشروع مشترك جديد بمعايير عالمية للطاقة النظيفة بقدرة إنتاجية تزيد على 30 جيجاواط من الطاقة المتجددة، 10- استراتيجية أدنوك وخلال شهر ديسمبر الماضي، اعتمد المجلس الأعلى للبترول، استراتيجية أدنوك في مجال قطاع الطاقة الجديدة، والتي تهدف للحد من البصمة الكربونية لعملياتها والاستفادة من فرص النمو بمجال الطاقة المتجددة والهيدروجين وأنواع الوقود الأخرى منخفضة الكربون. وكانت «أدنوك» قد أعلنت خلال شهر يوليو الماضي، انضمامها إلى «مجلس الهيدروجين»، المنظمة الدولية التي تهدف إلى تسريع اعتماد استخدامات الهيدروجين كأحد الحلول الرئيسية لمواكبة التحول في قطاع الطاقة. وخلال شهر سبتمبر الماضي، وقعت «أدنوك» و«مصدر» وشركة «بي بي» اتفاقيات للتعاون الاستراتيجي لتوسعة مجالات الشراكة الثنائية بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة في مجال الاستدامة، بما في ذلك تطوير مركزين للهيدروجين النظيف في الإمارات والمملكة المتحدة بطاقة إنتاجية تبلغ 2 جيجاواط. دعم جهود حماية المناخ أكد محمد بن شبيب الظاهري الرئيس التنفيذي لمجموعة «يونيفرسال القابضة»، أن العام الماضي شهد تطورات بارزة على صعيد قطاع الطاقة بالإمارات، مع الكشف عن عدد من المبادرات الهامة التي تواكب التحول بقطاع الطاقة، وتسهم بشكل مباشر في تقليص الانبعاثات الكربونية، وبما يدعم الجهود العالمية للحد من تداعيات التغيير المناخي. وأوضح أن الإمارات تتبوأ مكانة رائدة بقطاع الطاقة، لاسيما مع نجاحها في تنويع مصادر الطاقة، وتنفيذ العديد من مشاريع الطاقة النظيفة، موضحاً أن الإعلان عن فوز الإمارات باستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 28» عام 2023، يعد تتويجاً لمسيرة الإمارات الرائدة في قيادة قطاع الطاقة النظيفة على مدى عقود، ودورها الرائد في إقرار العديد من المبادرات الخاصة بحماية البيئة. مكانة دولية رائدة أوضح الدكتور مصطفى الجزيري، المدير الإداري لدى «هيتاشي إنرجي» في الإمارات، الخليج العربي، الشرق الأدنى وباكستان أن الإمارات تتبوأ مكانة دولية رائدة في مجال الطاقة، موضحاً أن الإعلان خلال شهر نوفمبر الماضي عن فوز الإمارات باستضافة مؤتمر المناخ «كوب 28» عام 2023، يكرس دور الإمارات المتميز في مجال الطاقة النظيفة وحماية البيئة. وأشار إلى أهمية الكشف عن عدد من الشراكات الاستراتيجية مؤخراً في مجال الطاقة المتجددة بين عدد من الشركات الكبرى، مع الكشف عن خطط استراتيجية ومشاريع جديدة بمجال الطاقة النظيفة والهيدروجين، وهو ما يعزز من فرص الأعمال بالقطاع، ويسهم في جذب المزيد من الاستثمارات، ما يؤكد مكانة الإمارات كوجهة رائدة في مجال استثمارات الطاقة.
مشاركة :