الشهيد سيف أبو ليلة الحاضر بأخلاقه رغم الغياب

  • 11/17/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

في أسرة عرفت معنى الشهادة في تضحية البطل الطيار سيف أبو ليلة، قبل نحو ثلاثة عقود، نشأ عبدالله الابن الوحيد للشهيد على خارطة طريق ومآثر والد لم يتلمس يوماً ملامحه، سوى في أحلامه التي سخرها لتقوّي عزيمته وتصلّب عوده وتمكنه من أن يستحق لقب ابن الشهيد، مدعوماً بعائلة احتضنته وساندته حتى تخرج كضابط متميز يخدم وطنه كوالده الشهيد سيف الذي أحيا اسمه مع ابنه البكر سيف.واليوم تختصر ابتسامة طفل الأربعة أشهر سيف عبد الله سيف أبو ليلة، قصة شهيد غيبه الموت وكتبته أخلاقه في جبين الحياة. 27 عاماً بعد مرور 27 عاماً على استشهاد الطيار سيف، الذي فقد حياته خلال أداء مهام عمله جراء حادث تحطم طائرته في عرض البحر الذي أحبه حبّاً لا يكبره سوى عشقه لوطنه، مخلفاً وراءه سيرة عطرة وزوجة تنتظر ولده البكر الذي نشأ على ذكريات عمومته عن شقيقهم الشهيد، وسط عائلة كانت ولاتزال تقدس معاني العائلة الممتدة، وترى قوتها في وحدة كل فرد فيها، فكان تواجد ابن شقيقهم الشهيد وسط أبنائهم ابناً للجميع. وذلك أمر مفروغ منه، ليكبر عبد الله في منزل عمه سلطان ويتزوج من ابنة عمه إبراهيم ويتميز كتميز أبناء عمومته، والأهم أن يسير على نهج أبيه في العسكرية؛ مرسلاً رسالة طمأنينية وأمان إلى عائلة وأبناء كل شهيد من شهداء الوطن قائلاً : من لدية هذه القيادة الرشيدة ليس يتيماً.. للشهداء كرامات تلتف حول أبنائهم فتمنحهم بدل الأب ألف أب، وليس أشرف للإنسان من كلمة ابن الشهيد كي تكون مصدر فخر ودافعاً له للبذل وهو يشرف هذا اللقب الغالي. غياب وأضاف: أقول لأبناء الشهداء إن الغياب ليس غياب الجسد بل غياب الروح، وآباؤهم حاضرون بأرواحهم، بأخلاقهم، بتضحياتهم العظيمة كوالدي، هذا هو الحضور وهذه هي القدوة التي تحتاجونها كي تكبروا بسلام وسط مجتمع وقادة وضعوكم نصب أعينهم بعد أن وضعوا تضحيات آبائكم تاجاً على جبين الوطن. عائلة في رأس الخيمة القديمة عام 1963م ولد سيف علي أبوليلة آل علي، الابن الأصغر لعائلة تكونت من تسعة: يوسف، عائشة، محمد، خديجة، مريم، سلطان، إبراهيم، فاطمة، سيف، الذي عرف بهدوء طبعه وجموح فكره فقد كان إضافةً إلى التزامه الأخلاقي والديني الذي حرص والده أن ينشئ أبناءه عليه. حريصاً على الإنخراط في كل الأنشطة وتجربة كل جديد في الحياة، ورغم إتمامه مرحلة الثانوية ودخوله الجامعة برفقة أصدقائه وانخراطه في الأنشطة خاصة الإعلامية والرياضية، إلا أنه سارع للخروج منها لتجربة أمر جديد في القوات المسلحة متأثراً بشقيقيه سلطان وإبراهيم أبناء القوات المسلحة. زواج حب سيف للحياة والأجواء الأسرية جعله يسارع بالزواج قبل شقيقه الأكبر إبراهيم، فقد كان شغوفاً بالأطفال وحريصاً على التواجد واللعب مع أبناء أخيه سلطان، في منزل العائلة الكبيرة التي حلم أن يكون مثيلاً لها في يوم من الأيام، وما أن بدأت عائلة سيف الصغيرة تتلمس قرب قدوم روح جديدة بفرح وشغف، حتى سارع لحث شقيقه الأكبر إبراهيم على اتمام زواجه بل وأصر على أن يكون سيف حاضراً في كل ترتيبات الحدث، حتى إضاءة المنزل بأنوار الفرح التي لم تنر ليلتها ولا في الليالي التالية، لأن عرس الشهادة سبق زواج الأخ. 1991 حين جاء نداء الواجب؛ استحضر سيف روح الجندي المطيع، بعد أن قطع إجازته التي خصصها لمشاركة عائلته أخيراً فرحة زواج إبراهيم، وذهب في مهمة عاجلة إلى جزيرة قفاي في شهر يوليو 1991م، معاهداً شقيقه سرعة عودته التي كانت بالفعل سريعة بقضائها وقدرها، فما أن وصل الفريق المكون من 18 شخصاً إلى الجزيرة وانطلقوا من جديد للعودة، حتى سقطت الطائرة في عرض البحر نتيجة خلل فني، ليصل سيف إلى منزل عائلته كما وعد شقيقه ويزف بعلم بلاده وسط حضور كبير والتفاف شعبي لن تنساه إمارة رأس الخيمة يوماً.

مشاركة :