أقام معرض جدة الدولي الثالث للكتاب في ثانية لياليه، تكريمًا خاصًّا للشاعر الراحل إبراهيم خفاجي في ندوة حملت اسمه، شارك فيها الملحن جميل محمود والفنان عبدالله رشاد، إضافةً إلى رئيس جمعية الثقافة والفنون بجدة عمر الجاسر الذي أصر على المشاركة كمتحدث عن الراحل بعد أن كان من المفترض أن يكتفي بإدارة الجلسة. وافتتحت الجلسة بعزف النشيد الوطني للتذكير بإسهامات الراحل الشعرية ككاتب للنشيد الوطني السعودي، تلاه مرور على ذاكرة الأغنية السعودية التي شارك إبراهيم خفاجي بشكل رئيسي في تأسيسها، مستندًا على التراث في بناء الأغنية الحديثة، كما قال جميل محمود: “كان إبراهيم خفاجي رحّالًا في شبابه نظرًا لطبيعة عمله، هذا الموضوع ساعده في حفظ التراث السعودي المتنوع والاطلاع على ألوانه، فأثَّر ذلك على ألحانه التي كانت تتأثر هي الأخرى بالتراث”. وأضاف جميل محمود: “كان إبراهيم خفاجي يصر على الملحنين الذين يلحنون أشعاره، بأن يعطوا التراث نصيبًا من اللحن ويحدثوه بألحانهم المعاصرة”. وختم الملحن جميل محمود حديثه بمطلع قصيدة كتبها خفاجي قبل رحيله، التي يصور فيها الشاعر الإعجازَ الوصفي في قوله “هل سمعتم في حياة الحب همسات العيون”، ومن المفترض أن ترى النور عقب أن ينتهي جميل محمود من تلحينها. وأثار الفنان عبدالله رشاد الحضورَ بغناء مقطوعات من الأغاني التي كتبها الراحل، مثل “أنت محبوبي” التي غناها محمد عبده، وأغنية “تصدق وإلا احلف لك” للراحل طلال مداح، معرجًا في معرض مشاركته بأوبريت “عرايس المملكة” التي تنقل فيها خفاجي بأبياته بين مناطق المملكة، مصورًا مدى اطلاعه على ثقافاتها. وخص رئيس جمعية جدة للثقافة والفنون، عمر الجاسر، في مشاركته حضور الجلسة بمعلومات حصرية عن نية الجمعية السعودية للثقافة والفنون إطلاق نشيد خاص بالجمعية، كان قد كتبها إبراهيم خفاجي قبل رحيله، وتمنى الجاسر على وزارة الثقافة والإعلام أن تتبنى مشروع إنتاج فيلم وثائقي عن حياة الراحل، ليكون أول فيلم يُعرض في دور العرض السعودية بعد رفع الحظر عنها. وختم الندوة الفنان طارق عبدالله بإحدى أغنيات الشاعر إبراهيم خفاجي الخالدة “يا حبيبي آنستنا”، منهيًا بذلك جلسة تنوع محتواها ما بين الأغاني والذكريات التي زاحمتها دموع أصدقاء خفاجي.
مشاركة :