أعلنت السلطات الأمنية المغربية أمس عن تفكيك خلية إرهابية جديدة تضم أربعة أشخاص، كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة تستهدف استقرار البلاد، وذلك بتنسيق مع قادة ميدانيين من المقاتلين المغاربة الذين التحقوا بتنظيم داعش الإرهابي. وأوضح بيان لوزارة الداخلية أمس أنه في إطار المقاربة الاستباقية الرامية لإحباط المخططات الإرهابية ذات الصلة بما يسمى بتنظيم داعش تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الاستخبارات الداخلية) أمس من تفكيك خلية إرهابية تتكون من أربعة متطرفين ينشطون بمدينة بني ملال (وسط البلاد). وأوضحت وزارة الداخلية المغربية أن الأبحاث الأولية أكدت أن عناصر هذه الخلية انخرطت في مخطط إرهابي خطير لزعزعة استقرار وأمن المملكة، عبر تنفيذ عمليات إرهابية نوعية، وذلك باستخدام متفجرات وعبوات ناسفة. وأضاف المصدر ذاته أن نفس التحريات تفيد أن زعيم هذه الخلية على صلة وثيقة بمقاتلين مغاربة بصفوف «داعش» في إطار التنسيق مع قادة هذا التنظيم الإرهابي للحصول على الدعم اللوجيستي اللازم لتنفيذ هذه المخططات الإرهابية. وأشارت وزارة الداخلية إلى أنه سيجري تقديم المشتبه بهم أمام العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري معهم تحت إشراف النيابة العامة. ويأتي الإعلان عن تفكيك الشبكة الإرهابية الجديدة بعد يعد يوم واحد فقط من اعتقال مشتبه به موال لـ«داعش» كان يخطط لتنفيذ تفجيرات تستهدف المغرب وأوروبا. ورفع المغرب درجة التأهب الأمني بشكل كبير عقب هجمات باريس. في سياق متصل، أصدر المجلس العلمي الأعلى في المغرب، وهو هيئة للإفتاء، فتوى توضح المعنى الحقيقي للجهاد بعد التفجيرات التي عرفتها باريس. وذكر المجلس أنه «على أثر الأحداث التي وقعت في فرنسا والتي أودَت بحياة عدد من الأبرياء بدعوى الجهاد في سبيل الله، ورفعا لكل التباس في موضوع ما هو جهاد وما ليس بجهاد، فإن المجلس العلمي الأعلى يبين ما هو الحق في ذلك، وما هو من قبيل الجهاد في الإسلام حقا وما ليس كذلك، وإنما هو إرهاب وعدوان وترويع للآمنين وإزهاق لأرواحهم البريئة وهو محرم تحريما قطعيا في الإسلام، لقول الله تعالى: (ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين)، وقوله سبحانه: (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)». وأوضح المجلس أن «الجهاد الشرعي أنواع: أهمها جهاد النفس بتكوينها وتهذيبها وتزكيتها وتأهيلها لتحمل المسؤولية. ويليه الجهاد بالفكر، ويكون بترويض العقل وصقله واستخدامه فيما يفيد البشرية، والجهاد بالقلم، ويكون بتأليف الكتب النافعة وتحرير المقالات المنورة للفكر، ورد الشبه والتهم الملصقة زورا بالإسلام والمسلمين. والجهاد بالمال ويكون بالإنفاق بسخاء في أبواب الخير، والإسهام في التنمية الاجتماعية والاقتصادية».
مشاركة :