انتفض رجال قبيلة الحدا اليمنية الواقعة في محافظة ذمار على مدى الأيام الماضية في وجه الميليشيات الحوثية على خلفية اختطاف واعتقال أحد أبنائها دون وجه حق، بتوجيهات من قيادات بارزة في الجماعة بعد توجيه تهم ملفقة له. وفي هذا السياق، تحدثت مصادر قلبية بذمار عن تنفيذ المئات من أبناء قبيلة الحدا في ذمار وقفة احتجاجية هي الثالثة منذ الخميس المنصرم أمام مبنى وزارة الداخلية الخاضعة لسيطرة الجماعة في صنعاء للمطالبة بسرعة الإفراج عن أحد أبنائها ويدعى محمد مقبل البخيتي المعتقل منذ نحو عشرة أيام في سجن إدارة أمن الحدا التابع للجماعة بذات المحافظة. وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن المحتجين طالبوا بسرعة وضع حد لسلسلة الاعتداءات والانتهاكات الحوثية بحق أبناء المحافظة وكذا برد الاعتبار لأحد أبنائهم عقب اقتحام منزله وتعرضه للاعتقال من قبل القيادي في الميليشيات المكنى «أبو حمزة الشرفي» المنتحل لصفة مدير أمن المحافظة بناءً على توجيهات من القيادي في الميليشيات محمد البخيتي المعين من قبل الجماعة محافظاً غير شرعي لذمار. وندد المحتجون باحتجاز الشاب البخيتي دون أي تهمة، وعدوا أن ذلك يعد تجاوزاً صريحاً للقانون والنظام والذي لا يسمح بسجن أي مواطن لأكثر من 24 ساعة في إدارة الأمن وأقسام الشرطة. وكشف أحد المشاركين بالوقفة، لـ«الشرق الأوسط»، عن وعود طرحتها قيادات في داخلية الميليشيات أمام جموع المحتجين، لكنه بذات الوقت قلل من جدية تلك الوعود، وأكد أنها تندرج ضمن المحاولات الحوثية الرامية فقط للتهدئة وامتصاص غضب المحتجين. وسبق للمحتجين من أبناء قبيلة الحدا أن نظموا مظاهرتين احتجاجيتين مماثلتين الأولى أمام مبنى داخلية الميليشيات والثانية في ميدان السبعين (وسط صنعاء) للضغط على الانقلابيين لإطلاق سراح المختطف. واتهم رجال الحدا قيادات الجماعة في ذمار بمواصلة استغلال نفوذهم على حساب مواطنين بسطاء من أبناء منطقة ذمار، وجددوا التحذير في مظاهراتهم تلك من استمرار تجاوزات القيادي الحوثي المدعو الشرفي ومحاولته مجدداً اعتقال طفل من أبناء أسرة مقبل البخيتي. كما جددوا التأكيد على أنهم سيلجأون في حال عدم استجابة الميليشيات لمطالبهم إلى اتخاذ خطوات تصعيدية من نوع آخر، مشيرين إلى أن كل الطرق المشروعة وغير المشروعة ستكون جميعها بقادم الأيام متاحة أمامهم. وكانت حشود كبيرة من قبائل الحدا قد توافدت خلال الأيام القليلة الماضية إلى صنعاء عقب رفض قيادة الانقلابيين في ذمار الإفراج عن الشاب محمد مقبل البخيتي المعتقل بأحد سجونها منذ أسابيع. وسبق للقيادي الحوثي المقرب من محافظ ذمار المدعو أبو حسين الضوراني والمعين حديثاً وكيلاً لذات المحافظة أن أقدم أواخر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، على سجن مواطن من أبناء قبيلة الحدا دون مسوغ قانوني. وذكرت تقارير محلية أن القيادي في الميليشيات الضوراني المعين أيضاً رئيساً لما يسمى لجنة التصحيح المالي والإداري في المحافظة والمقرب عائلياً من المحافظ الحوثي أقدم على سجن الشاب البخيتي بإدارة أمن الحدا في قضية مدنية كانت قد حسمت قضائياً لصالحه. وسبق للجماعة، أن اقتحمت بمنتصف ذات الشهر منزل محمد علي سعيد البخيتي وهو أحد مشايخ مديرية الحدا الكائن وسط مدينة ذمار وباشرت بطرد أقربائه بحجة وقوفه في صف الحكومة الشرعية، وهي ذات الذريعة التي نهبت الميليشيات من خلالها منازل وأراضي وأملاك الآلاف من اليمنيين المناهضين لها. وبحسب ما ذكرته بعض التقارير، فقد لاقت تلك الحادثة وغيرها غضباً واستياءً واسعاً بين قبائل الحدا وقبائل أخرى في ذمار وسط دعوات قبلية لاتخاذ موقف حازم إزاء الحادثة ورفض كافة ممارسات الجماعة واعتداءاتها المتكررة ومصادرتها لممتلكات ومنازل المواطنين.
مشاركة :