الرياض - حققت قوات يمنية بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية اختراقا مهما في مسار المعارك الدائرة مع الحوثيين حول مأرب، حيث أعلنت قوات موالية للحكومة المعترف بها دوليا الاثنين استعادة السيطرة الكاملة على محافظة شبوة الغنية بالنفط من المتمردين المدعومين من إيران. ومحافظة شبوة التي جرى استعادتها من الحوثيين تعتبر نقطة ارتكاز في الحرب الدائرة حيث أنها ثالث أكبر محافظة في اليمن من حيث المساحة وتتوسط  أربع محافظات إذ تحدها حضرموت من الشرق ومأرب من الشمال وأبين والبيضاء من الغرب. وتضم المحافظة 17 مديرية كانت معظمها تحت سيطرة المتمردين. وتدور مواجهات عنيفة منذ أشهر حول مأرب مع تركيز المتمردون معظم جهودهم للسيطرة عليها لأهميتها الإستراتيجية ولأن حسم المعركة سيشكل انعطافة كبيرة في الحرب. وقالت "ألوية العمالقة" المدعومة إماراتيا ومن قوات تحالف دعم الشرعية في بيان نشرته على صفحتها بموقع تويتر إنه تم " تحرير مديرية عين في اليوم العاشر من العمليات وبذلك تم تحرير جميع مديريات محافظة شبوة بالكامل". وأضاف البيان "نشكر أبطال ألوية العمالقة ونشكر التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومساندة دولة الإمارات العربية المتحدة". وتأسّست تلك الألوية في أواخر العام 2015 في منطقة الساحل الغربي وتضم 15 ألف مقاتل على الأقل. وتحظى بدعم من الإمارات والسعودية وقد قامت بدور قتالي فعال في مواجهة المتمردين الحوثيين على شريط ساحلي يبلغ طوله 300 كيلومتر، من منطقة باب المندب حتى الحديدة على ساحل البحر الأحمر. واشتد القتال في الأسابيع الأخيرة في محافظتي شبوة والبيضاء المحاذيتين لمأرب. وكانت ألوية العمالقة أعلنت في 27 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي أنها أرسلت قوات عسكرية باتجاه محافظة شبوة بهدف "تحرير المديريات التي سقطت بأيدي ميليشيات الحوثي في المحافظة". وكان المتمردون سيطروا في سبتمبر/ايلول من العام الماضي على ثلاث مديريات في المحافظة المذكورة. واستعادة السيطرة على المديريات التي كانت في قبضة الحوثيين تعتبر أكبر انجاز عسكري حتى الآن في خضم المعارك التي تمحورت حول مأرب أساسا والتي يعد السيطرة عليها مفتاح للسيطرة على مناطق حيوية وإستراتيجية في الشمال اليمني. ويقاتل المتمردون الحوثيون منذ فبراير/شباط الماضي بشراسة القوات الموالية للحكومة التي تسيطر على مدينة مأرب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، بهدف الوصول إلى المدينة، ما يسمح لهم بوضع يدهم على كامل الشمال اليمني. وتكبد المتمردون في الأشهر الأخيرة خسائر فادحة في العتاد والأرواح في غارات مكثفة للتحالف العربي، فيما كانت مصادر محلية قد أكدت سابقا أنه لولا تدخل قوات التحالف لكانت مأرب سقطت في قبضة الحوثيين. ويدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها منذ العام 2015 تحالف عسكري بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.